أنور مغيث : أفريقيا تحولت لقارة " مجهولة" منذ الستينات أحمد محمود : 95% من النفط الأفريقي يذهب لأوروبا و أمريكا..و 5% فقط لأبناء القارة حلمي شعراوي : لن تتحقق الديمقراطية سوى باستيعاب كافة الأطياف السفير سمير حسني : لا توجد إرادة جادة للعودة لإفريقيا عقد المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتور أنور مغيث ، ندوة بعنوان " أفريقيا الأطماع والتحديات" بحضور السفير سمير حسنى مسئول الشئون الأفريقية بجامعة الدول العربية والدكتور حلمي شعراوي خبير الشئون الأفريقية وأحمد محمود مترجم كتاب النفط الأفريقي . وتناولت الندوة الحديث عن كتابين : دراسات أفريقية عن الحركات الاجتماعية والديمقراطية فى أفريقيا و كتاب التكالب على نفط إفريقيا . بدأت الندوة بكلمة الدكتور أنور مغيث وتحدث فيها عن التحديات التي تواجه القارة الأفريقية وحجم الأطماع و المؤامرات التي تحاك لها ونوه إلي حضور أفريقيا في التعليم والإعلام في فترة الستينيات لكن بعد ذلك تحولت فجأة الي قارة مجهولة . وأكد رئيس المركز القومي للترجمة أن تغييب أفريقيا عن الوجدان والثقافة المصرية حدث عن عمد وان الحديث عن مستقبل أفريقيا لا ينفك عن مستقبل مصر . التكالب على نفط أفريقيا استعرض المترجم أحمد محمود ،كتاب " التكالب على نفط أفريقيا " للكاتب الأمريكي " جون جازفيان " ، بحوار قصير للمؤلف مع احدي موظفات خطوط الطيران تعجبت عندما عرفت بوجود ثروة بترولية ضخمة في أفريقيا وقالت علي الفور : " يجب أن تحصل أمريكا علي ذلك النفط " . ويقول المؤلف إن بحلول عام 2015 ستكون واردات أمريكا من النفط الأفريقي ما يمثل 25% ، وذكر المؤلف أن قارة أفريقيا تحتوي علي 10 % من احتياطي النفط العالمي، مشيدا بأفضلية النفط الأفريقى على النفط العربى من حيث النوع وسهولة التكرير ،والأرخص سعرا ،هذا الي جانب سهولة نقل البترول نظرا للطبيعة الجغرافية للقارة الافريقيا وطبيعة النقل البحري بها ، كما أن النفط الافريقي يتمتع بسوق مفتوح بعيدا عن الاحتكار عكس ما يحدث في المملكة العربية السعودية . واعتبر المؤلف أن من مساؤى النفط الأفريقي على القارة إنه لم يوفر سوي 5 % فقط من فرص العمل داخل أفريقيا أما ال 95 % فتذهب إلي المستثمرين والشركات الأمريكية والأوروبية . وتحدث الكتاب عن الفساد الإداري بالدول المنتجة للبترول حيث يلجأ السكان للسطو علي أنابيب نقل النفط للحصول علي حقوقهم في الثروة وبذلك يفقد 200 ألف برميل نفط يوميا يتم بيعها للسفن في البحار . كما لفت المؤلف إلي أن هناك اهتماما خاصا من أمريكا بالنفط الأفريقي حيث تعتبره مساعد للقضاء علي ما وصفه المؤلف ب " بالإرهاب الإسلامي " واستقرار الطاقة بالولاياتالمتحدةالأمريكية . وقدمت الصين حزمة من المساعدات للدول الأفريقية تتمثل في مد أنابيب النفط وزيادة التجارة التي وصلت مع انجولا الي 105 % عام 2004 كخطوات للوصول للنفط . صراع النفط تناول الدكتور حلمي شعراوي خبير الشؤون الأفريقية عرضا مختصرا لكتاب " دراسات افريقية عن الحركات الاجتماعية والديمقراطية ". وأهمية الكتاب في القضية التي طرحها وهي الصراع بين منظمات المجتمع المدني _ التي تنشأ اولا من رحم النظام _ وبين الدولة من جهة أخري وطرح الكتاب فكرة في غاية الخطورة وهي إرادة الدول الحديثة " ما بعد الاستعمار " علي بناء دول ديمقراطية حقيقية . وقال شعراوي أن الأحزاب السياسية مضت وحيدة بعيدا عن الجماهير وقد عزلت الحداثة جزء كبير من المجتمع المدني ، مشددا على أهمية استيعاب كل أطياف المجتمع المدني لتحقيق الديمقراطية . وعقب السفير سمير حسني _ مسئول ملف العلاقات الأفريقية في جامعة الدول العربية _ علي الكتابين بان هذه الترجمات تسهم في رد اعتبار الهوية الأفريقية التي غابت عن الإعلام والتعليم ومؤسسات الدولة عموما . وأشار حسنى أنه توقع إعادة ترميم جسور العلاقات بعد ثورة 25 يناير لكن هذا لم يحدث ، مشيرا انه لا توجد إرادة حقيقة لعودة مصر إلي العمق الأفريقي مرة أخري حتي الآن . ولفت فى حديثه ، أن هناك سعيا لتعزيز الشرخ بين الشمال الأفريقي والجنوب ، وانعكس هذا علي الصراع في أزمة السودان وتم استبعاد الجانب العربي من إدارة الأزمة بسبب هيمنة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي التي جعلت من صراع حل الأزمات صناعة للفساد .