أثري يكشف مواطن الإبداع فى تمثال شيخ البلد

كشف باحث الآثار عمرو خالد عن مواطن الإبداع فى ثمثال "شيخ البلد" المعروض بالمتحف المصرى وشيخ البلد لقب عربى يطلق على رئيس البلدة وقد أطلق عمال حفائر الآثارى الفرنسى أوجست مارييت اسم شيخ البلد على ذلك التمثال الرائع لشبهه بشيخ بلدهم.
أما التمثال فيمثل فى الأصل رجلا اسمه "كا-عبر" وكان يعمل رئيس الكهنة ومرتلاً يتولى قراءة الصلوات للمتوفى فى المعابد والمصليات الجنزية ووصل فى المناصب لحاكم إقليم ولشيخ البلد تماثيل أخرى منها تمثال رائع مع زوجته والتمثال من أروع تماثيل الأفراد فى الدولة القديمة من الأسرة الخامسة وقد شكّلت ذراعاه مستقلتين ثم ألحقتا بالجسم بأسلوب أتبع كثيرا فى التماثيل الخشبية.
وقد دعمت الذراع اليسرى وكانت من قطعتين متواصلتين بعصا من خشب ويرتدى نقبة طويلة تجسّد الرجل بهيئتة الطبيعية والعينان مطعمتان وقد صنع إطارهما من نحاس و بياض العين من كوارتز أبيض (غير شفاف) والقرنية من بللور صخرى مما يضفى على التمثال الحياة تعبيراً عن الحياة الأخرى فى عقيدة المصرى القديم ولقد أظهر الفنان المصرى القديم أروع ما عنده فى استخدام مادة الأخشاب التى استخدمها فى مجالات عديدة سواءاً كانت فى بناء المساكن أو أجزاءاً منها وفى صناعة الأثاث والتحف الفنية المختلفة وفى صناعة الأدوات المنزلية والقوارب والعربات.
ويؤكد الباحث عمرو خالد أن المصرى القديم أبدع فى الزخارف الخشبية التى تنوعت حسب الأغراض المستخدمة فيها ويعد تمثال شيخ البلد من أروع التماثيل غير الملكية بالدولة القديمة وأشهرها وأعظمها قيمة وقد صنع التمثال أقل قليلاً من الحجم الطبيعى فى صورة تتفق وعقيدة المصريين فى البعث والخلود.
وتعبّر قسمات تمثال شيخ البلد ومظهره والصحة الجيدة وامتلاء البطن عما كان عليه من مكانة وبما ينطق عنه من مهابة وحكمة لرجل متقدم فى السن بالغ الرشد وربما يعبر مسكه للعصا عن عصا القيادة كحاكم لأحد الأقاليم حيث يقف مستدير الرأس مكتنز الوجنات قصير الشعر وثبتت ذراعاه وقد نحتا منفصلين إلى الكتفين بأوتاد بادية على الصدر على ما كان جارياً من أسلوب نحت التماثيل الخشبية وقد صنع من خشب الجميز بارتفاع 112سم.