نشأ وترعرع في أسرة مشهورة بالتقوى والعلم أصدر 1180 فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء "المفتي" هو العالم الذي له حق الفتوى في أمور الدين ويكون له القدرة على الترجيح والنظر المستقل في اجتهاد من سبقوه، لا مجرد نقل وحكاية الأقوال ولا يجب له أن يتأثر برأي حاكم أو سلطان ولا يخاف إلا الله، وهذه الشروطكلها قد توافرت في الشيخ بكري الصدفي، مفتي الديار المصرية الأسبق، الذي رفض حكم الإعدام على قاتل بطرس غالي، واصطدم مع السلطة. تربية صالحة ولد الشيخ بكري بقرية "صدفا" بمحافظة أسيوط، ونشأ وترعرع في أسرة مشهورة بالتقوى والصلاح والعلم، حيث كان أبوه الشيخ "محمد عاشور الصدفي" من خيرة رجال العلم ونهج ابنه مسيرته العطرة. أخذ الشيخ بكري عن أبيه الكثير من العلم، وحرص على حفظ القرآن الكريم منذ طفولته، وتحصيل العلم والقراءة، والتحق بالأزهر الشريف وظل ينال من علمه حتى نال الشهادة العالمية من الدرجة الأولى. مفتي الديار المصرية كُلف الشيخ بكري من الشيخ محمد المهدي العباسي بالتدريس بالأزهر بالإضافة إلى حلقات الدروس التي كان يلقيها على تلاميذه في منزله المجاور للجامع الأزهر، ثم عُيِّن موظفا بالقضاء وأخذ يتدرج فيه حتى شغل معظم مناصبه. وتم تعين الشيخ بكري الصدفي مفتيا للديار المصرية خلفا للإمام الشيخ محمد عبده. قضية اغتيال بطرس غالي بطرس غالي باشا رئيس وزراء مصر، لعب دورا كبيرا في حادثة دنشواي التي تعتبر من النقاط السوداء في تاريخ مصر، حيث إنه كان رئيس المحكمة التي قضت بالإعدام شنقا على أربعة من الأهالي، وبالأشغال الشاقة بمدد مختلفة لعدد آخر، وبالجلد خمسين جلدة على آخرين، وتم تنفيذ الأحكام بعد محاكمة استمرت ثلاثة أيام فقط وأمام الأهالي. وعلى إثر ذلك اغتال إبراهيم ناصف الورداني، بطرس غالي بإطلاق الرصاص عليه في فناء الوزارة ما أدى إلى مقتله. وعندما ألقي القبض على الورداني، قال في اعترافاته أنه قتل بطرس غالي لأنه خائن للوطن وأنه غير نادم على فعلته، واعترف أنه فكر في قتل بطرس عندما حضر جلسة المجلس العمومي ورأى معاملة بطرس غالي الجافة لأعضاء المجلس، ومشاركته في محكمة دنشواي. رفضه الإعدام حقق عبد الخالق باشا ثروت الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب النائب العام في القضية، وأمام المحكمة طالب بالإعدام للورادني، ثم أرسلت أوراق القضية إلى المفتيالذي كان وقتها هو الشيخ "بكري الصدفي" لإبداء رأيه فيها، لكن المفتي أخذ بوجهة نظر الدفاع القائلة باختلال قوى المتهم العقلية وضرورة إحالته إلى لجنة طبية لمراقبته. لكن لم تأخذ المحكمة برأي المفتي، وكانت سابقة من نوعها أن يعترض المفتي على حكم محكمة الجنايات برئاسة الإنجليزي "دولبر وجلي"، وفي يوم 18 مايو 1910، أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالإعدام على الورداني، وفي صباح يوم 28 يونيو 1910 تم تنفيذ حكم الإعدام، وصدر بعدها قرارا يُحرم على أي مصري الاحتفاظ بصورة الورداني، وبقي هذا القرار ساريا حتى يوليو 1952. وفاة الشيخ استمر الشيخ بكري مفتيا للديار المصرية حتى 21 ديسمبر 1914،وأصدر خلال هذه الفترة (1180) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء، ثم توفي في شهر مارس سنة 1919. اقرأ فى الملف " الأزهر المرجعية.. القيمة والقدوة" * «الشعراوي».. فسَّر القرآن.. وعارض الرؤساء.. واعتُقل وهو طالبًا * محمد الغزالي..عالم موسوعي وداعية يواجه المادية والإلحاد * «عبد المجيد سليم».. شيخ الأزهر الذي لا يخشي السلطان * حسن الشافعي .. الشيخ الذي اتفق على حُبه الجميع * أسامة الأزهري.. علم غزير ومستقبل واعد * خبيران: مصر في «ورطة» ونحتاج علماء لطرح الإسلام الوسطي * سيرة الأزاهرة .. بين رعاية الأعراف وغواية الاعتراف ** بداية الملف