السياحة الحلال منتج جديد في مجال السياحة يقدم خدمات سياحية كاملة وفقا للمعتقدات والممارسات الإسلامية ، فلا تقدم الفنادق والمنتجعات السياحية المروجة لهذا النوع من المنتجات السياحية سوى الأطعمة الحلال والمشروبات غير الكحولية، كما تتميز بوجود حمامات السباحة الخاصة للسيدات، وكذلك النوادي الصحية (السبا) ومرافق الترفيه المنفصلة للرجال والنساء، والمرافق المناسبة للأُسر. وهناك أيضاً المناطق الشاطئية الخاصة للنساء فقط وأيضًا المناطق الشاطئية المختلطة للعائلات مع مراعاة السباحة بالزي الإسلامي وتراعي في جميع الأنشطة الحفاظ على قيم وحرمات المسلمين الراغبين في المحافظة على معتقداتهم الدينية . وقد بدأت بعض الدول العربية والغربية تقديم هذا النوع من السياحة والتي حققت رواجاً ونجاحاً كبيراً مثل الإماراتوتركيا وماليزيا والسعودية وإيران وفرنسا ، وقد حققت أرباحا خلال العام الماضي قدرت ب 140 مليار يورو سنوياً . وفي مصر ظهر مؤخراً هذا المنتج السياحي عن طريق بعض شركات السياحة ووكالات سفر والتي قدمت عروضاً مغرية يراعى فيها متطلبات من يرغب بتطبيق مبادئ الإسلام وتطبيق الطقوس الدينية فى الرحلات السياحية والعطلات الصيفية ، ولكنها بدأت في الظهور بمصر خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين الأمر الذي دفع البعض للتشكيك في نوايا ذلك الترويج لهذا النوع من السياحة ووصفه البعض بمحاولات لأخونة القطاع السياحي واتهمه البعض بمحاولة السعي لتهديد القطاع السياحي المصري بالعزلة السياحية . ولكن من المؤكد أن الجميع لا ينكر نجاح هذه التجربة والإقبال الكبير عليها في العديد من الدول العربية والأجنبية . وفي هذا الإطار، أكد خالد عبد الحميد، مدير فندق "كايرو خان" الواقع في وسط البلد بالقاهرة، أن الفندق ملتزم منذ فترة بالضوابط الإسلامية حيث لا يقدم الخمور ويمنع الاختلاط لغير العائلات. وأضاف "إن الفنادق التي تقدم خدمات مماثلة قليلة جدا،وهذه النوعية من الخدمة لا تؤثر أبدا على عدد الزبائن بل على العكس، فزبائننا من مختلف الجنسيات الأوروبية والعربية ولا يتذمرون من عدم وجود الخدمات التي تقدمها الفنادق الأخرى". وأفاد إسلام عبد العزيز، أحد المساهمين بمقهى "مسلم كافيه" الذي افتتح في الإسكندرية ، "إن فكرة الخدمة الحلال ولدت منذ فترة وقامت على أساس تقديم الخدمات بطريقة لا تخالف الضوابط الدينية". ويمنع بها تقديم الشيشة والدخان بمختلف أنواعه،كما أن الاختلاط بين الجنسين ممنوع أيضا، ويوجد أماكن مخصصة للشباب وأماكن أخرى مخصصة للعائلات حيث تتمتع العائلة بخصوصيتها من خلال سواتر تفصلها عن بعضها، بالإضافة إلى عدم بث الأغاني والاستعاضة عنها ببعض الأدعية والموسيقى الإسلامية. واعتبر عبد العزيز أن "المشروع يساعد على خلق بيئة خالية من التدخين بالإضافة إلى منع التجاوزات الأخلاقية والدينية". في المقابل، قال محمد شريف ، مدير مطعم بأحد المنتجعات السياحية بشرم الشيخ أكد أن "الترويج الإعلامي لهذه السياحة وتصوير الشعب المصري كمطالب بها سيضر بالقطاع السياحي المصري بشكل كبير وسيزيد من الخسائر التي يعاني منها حاليا "، مستبعدا أن يتم تطبيقها في منطقة المنتجعات السياحية البحرية. ويتوقع شريف أن ينحصر تطبيق فكرة السياحة الحلال في بعض الأماكن. وأوضح عمرو صدقي عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة انه لا يوجد علمياً ما يسمى السياحة الحلال، فالقطاع السياحي لا يرضى عن هذا المفهوم لأنه يعنى أن أي سياحة أخرى حرام، خاصة انه لا توجد معايير محددة يمكن وضعها تقول أن هذا النوع من السياحة حلال أو حرام، وهو أسلوب تجارى رخيص لبيع منتج سياحي، ويختلف من شركة إلى شركة، وسنجد شركات تمنع خمورا والأخرى تمنع ملابس البحر ، والأخيرة تخصص شاطئا للسيدات وآخر للرجال، ونحن اعتراضنا الأول على المسمى وليس على المنتج ونخاف من إساءة استخدام هذا المسمى، وأضاف يمكن بدلا من تسمية هذا المنتج ب"السياحة الحلال" تسميتها "سياحة العائلات" وهو منتج سياحي متعارف عليه وله مقوماته التي تراعى الرحلات العائلية، فإمارة الشارقة بدولة الإمارات لا تقدم الخمور، بينما إمارة دبى تقدم الخمور ومع ذلك لا يطلق على الشارقة إمارة حلال أو السياحة الحلال. وأضاف صدقي انه عند الحديث عن وجود منتجعات للسياحة الحلال في تركيا فإنه يجب توضيح أيضا أن تركيا دولة منفتحة وبها تناقضات كثيرة لا توجد لدينا في مصر، وكما توجد منتجعات للسياحة الحلال فهناك منتجات سياحية أخرى والخيار متروك للسائح. وعن إمكانية أن يساهم منتج السياحة الحلال في تنشيط السياحة الداخلية قال مجدي سليم رئيس قطاع السياحة : إنه يجب أن يتم أولا تعريف السياحة الحلال و الفارق بين السياحة الحلال والسياحة الحرام، وقال سليم : يجب أن تترك الحرية أمام السائح سواء السائح المحلي أو العربي لاختيار المنتج السياحي الذي يريده كأحد المنتجات السياحية التي تقوم شركات السياحة بطرحها، مشيراً إلا ان تركيا كانت لها السبق في هذا المضمار وطرحت منتجات للسياحة الحلال ومنتجات للسياحة العادية، وأثبتت التجربة نجاح البرامج التقليدية والإقبال عليها والتي لم تعلن عن شعار الحلال وكانت الأكثر إقبالا ولكن لا يمنع ذلك إعطاء الحق الكامل لاختيار المنتج السياحي وفقا لرغبة السائح. ويتفق الهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية،معه في عدم وجود تعريف محدد للسياحة الحلال مشيراً إلى أن هذا المفهوم تم اصطناعه او استحداثه ليتوافق مع ظهور التيارات الدينية إلى المجتمعات العربية ولكن ليس نمط من أنماط السياحة ألمعروفة دوليا كسياحة المؤتمرات او الصحراوية أو العلاجية وغيرها من الأنماط السياحية المختلفة . ويضيف الزيات أن تركيا استحدثت هذه الشواطئ الخاصة بالسيدات لزيادة أعداد الخليجيين الأعلى إنفاقا بين السائحين وقد أقامت هذه الشواطئ في جزء صغير من تركيا ولم يقصدها سوى 110 ألف سائح فقط من إجمالي 28 مليون سائح زاروا تركيا خلال العام الماضي أي أن تركيا لا تعتمد بشكل أساسي على الشواطئ الخاصة والدليل على ذلك أن حجم زائريها لا يتجاوز 1% و أنها قامت بذلك بهدف تجارى لاستقطاب عدد أكبر من السائحين ولو كان على أساس ديني لتحولت شواطئ تركيا إلى شواطئ خاصة بالرجال وأخرى بالسيدات. ويشير الزيات إلي أن تركيا عندما استحدثت هذه الشواطئ لم تقم بالإعلان عنها دون غيرها من الأنماط السياحية الأخرى ولكنها قامت بتسويق كافة منتجاتها السياحية ووضعت هذه الشواطئ ضمن برامجها . وأضاف : لابد من احترام عادات وتقاليد السائح الأجنبي، وعدم فرض أية اشتراطات عليه تجنباً لعزوفه عن زيارة مصر، خاصة أن التجربة التي أقامتها تركيا لم تحقق نموا في السياحة التركية علي مدار السنوات الماضية.