أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" عن إصدار أول صحيفة ناطقة باسمة، عرفت ب«دابق» وتصدر باللغتين العربية والإنجليزية تيمناً باسم معركة مرج دابق التي خاضها العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول وانتصروا فيها على المماليك في 1516م- 922ه، وذلك بحسب ما جاء بحسابات مقربة من التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت. تصميم الغلاف وتشير خلفية الواجهة الرئيسية في غلاف مجلة "داعش" الصادرة مؤخرا تحت اسم "دابق" إلى خارطة يظهر فيها معظم أجزاء الشرق الأوسط، كإثبات على نيّة هذا التنظيم ضم هذه المساحات والبلدان إلى سيطرته في حلم عودة الخلافة. عناوين المجلة أوضح خبراء الإعلام أن عناوين غلاف مجلة "دابق" بقدر ما هي موجّهة نحو التعريف بالإسلام المتشدد الذي تمثله الخلفية الأيديولوجية التي يحملها التكفيريون الوهابيون والسلفية، تمثِّل من جانبا آخر استنساخاً لأفكار التصميم والإخراج المستخدمة في المجلات الغربية، ولا تحمل أي طابع فني للثقافة العربية أو الإسلامية من ناحية عناصر التصميم المعتمَدة فيها، إلى درجة أن الخارطة المعتمَدة في الغلاف تمثل تماماً طريقة الطرح لدى مجلات غربية معروفة مثل فورن بوليسي و تايم، وصولاً إلى تبويب المواد المنشورة الذي هو أيضاً يحاكي الثقافة الغربية فيما يبدو أنها مجلة تحاول كسب من يستهويهم هذا الحلم الزائف. الأدوات الترويجية أما الأدوات الترويجية المستخدمة في المجلة فقد أشار الخبراء بأنها تتشكل من عدة اتجاهات أبرزها الترويج لدولة الخلافة المزعومة التي أعلنها إبراهيم البغدادي، والتركيز على مواضيع الهجرة والجهاد والتوحيد والمنهج والجماعة، ومنها ما هو قصصي على لسان بعض المغرر بهم الذين انضموا لهذا التنظيم معتقِدين أنها تجارب غيرت مجرى حياتهم، ومقالات تمجد التاريخ الإسلامي إبان حكم الأمويين والعباسيين، وانتهاء بتقارير حماسية مضمونها الحشد الطائفي وفق صور تمثل القتل والتنكيل بين مقاتلي هذا التنظيم وباقي الجهات الأمنية الحكومية والمدنيين الذي عانوا مختلف الجرائم والانتهاكات على يد هؤلاء. المحتوى التحريري لا يظهر في المجلة أي شأن يتعلق بآليات التجنيد ونشر المعلومات التقنية الخاصة بالأعمال الإرهابية، ومن هذا المنطلق يرى محللون أن المحتوى التحريري لمجلة "دابق" يتركز بشكل اكبر حول كيفية بناء دولة جديدة والترويج لها، بدل الإصرار على جعلها أداة للتجنيد ولنشر المعلومات التقنية، تاركين هذا الأمر فيما يبدو إلى وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب والمراسلات الخاصة. محررو " دابق" محرّرو "دابق" اختاروا مثلاً أن يضعوا صورة لقطيع من الماعز يقوده كلب خلفَ مقال عن الإمامة السياسية، ما يعني بحسب المحللين إن الصورة التقطها شخص غربي حيث أن الكلاب تعتبر "نجسة" في الإسلام. هدف المجلة تعنى المجلة في مجملها بالحديث عن إنجازات تنظيم الدولة وما قدمه ويقدمه للمسلمين، إضافة إلى المشاريع التي يسعى لإقامتها، وتوعية الناس بإقامة شرع الله وحدوده في البلاد". وقد أشار أحد الموالين لتنظيم الدولة الإسلامية في تصريحات سابقة أن هذا الأمر هو "خطوة جيدة في إيصال حقائق غائبة للناس"، تخص التنظيم وإظهار محاسن تنظيم الدولة التي يسعى أعداؤها لتشويهها. وأضاف: "تسعى الدولة الإسلامية لتوضيح كثير من الأمور الخيرة، التي لا يعلمها الناس عنها، وهذه الخطوة مهمة جدا نحو الانفتاح الإعلامي من قبل الدولة على العالم". توزيع المجلة يتم توزيع المجلة في الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم في العراق، لكنها لم توزع إلى الآن ضمن حدود تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. العدد الأول ويشيد العدد الأول من مجلة "دابق" بزعيمهم "الزرقاوي" الذي أسس ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" قبل أن يُقتل بغارة أميركية عام 2006 ويقدمهُ على انه احد ابرز مؤسسي الخلافة المزعومة. صحف أخرى كما نوه أحد العاملين في مجال الإعلام في تنظيم الدولة المزعوم في تصريحات سابقة "إننا في تنظيم الدولة نعمل على إنشاء صحيفة ثانية تُعنى بتوعية الناس بأهمية الخلافة الإسلامية، وأهدافها، ودورها في إحقاق الحق، إضافة إلى شرح وتوضيح أسباب وجوب بيعة الناس ضمن حدود الدولة الإسلامية وخارجها لخليفة المسلمين أبو بكر البغدادي". وأكد أنهم حتى الآن لم يعتمدوا اسما فعليا لهذه المجلة، وإنما من المرجح أن يطلقوا عليها اسم "الخلافة 2" أو "الوسيلة للخلافة"، مشيرا إلى أن هاتين الصحفيتين ستوزعان بالمجان، ويعمل على إعدادهما متخصصون ماهرون في هذا المجال، للحصول على أعلى مستوى،على حد قوله. وأضاف "لن نكتفي بإصدار الصحف الورقية، وإنما نقوم بإصدار نسخة إلكترونية من الصحيفتين سيتم إرسالهما ونشرهما عبر البريد الإلكتروني، لتصلا لكل من يهتم بمتابعة أمور وأعمال تنظيم الدولة الإسلامية في العالم، وستكون هاتان الصحيفتان باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى سعينا في التنظيم لأن نضيف عليهما اللغة الفرنسية أيضا" ومن جانبه قال ماهر فرغلي محلل سياسي وخبير الإسلام السياسي في تصريحات خاصة ل«محيط»:"أن دابق تمثل تكتيكا جديدا لتجنيد العناصر في صفوفه من الأجانب، وهي مثل "انسباير" القاعدة. وتابع:"وهو استقى اسم مجلته "دابق" من اسم منطقة تقع في ريف حلب، وهي منطقة ستشهد معركة ملحمية مفصلية بين المجاهدين وأعداء الإسلام، حسب ما تروي كتب السنة الشريفة، في آخر الزمان، وطبعا هذا دليل على تفوق الداعشيين في الإعلام، واهتمامهم بالتجنيد عن طريقه، وبالأخص، أنهم ممتازون في تنفيذ المجلة من حيث الشكل، وتفوقوا على الأزهر مثلاً في إخراج مجلته." إعلام موجه وقال مصطفى خضري خبير التحليل المعلوماتي وقياس الرأي العام، ورئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر" في تصريحات خاصة ل«محيط»:" عرفت الدولة الإسلامية "داعش" منذ بداية انتشارها أهمية الإعلام في تحقيق طموحها بإقامة الخلافة الإسلامية فسعوا إلى نشر واعتماد الإعلام الموجه إلى فئات محددة، واتخذوا خطوات جدية في هذا الشأن بإنشاء مواقع إلكترونية ناطقة باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية لمخاطبة المسلمين في البلاد الناطقة بتلك اللغات." وتابع:" أما صحيفة دابق فهي صحيفة ورقية بدأ نشرها في الداخل العراقي فقط حتى الآن وهي موجهة لاستقطاب المسلمين السنة من رجال العشائر بحلم الخلافة الإسلامية سعياً لتوحيد الصف ضد أمريكا وتحالفها الصهيوصليبي، وأهم دليل على هذا الاستنتاج اسم المجلة نفسها "دابق" وهو نسبة إلى معركة "مرج دابق"، التي قادها السلطان العثماني سليم الأول ضد المماليك قرب حلب، ومهدت لامتداد سيطرة العثمانيين في بلاد الشام ومصر. كيان حقيقي وقال "بيتر نومان" مدير المعهد الدولي لدراسة الحركات المتطرفة ومقرّه لندن في تصريحات سابقة حول الدور الإعلامي الحالي لداعش إن "الهدف ليس تشجيع مسلمين غربيين راديكاليين شبان على شن هجمات، بل على المجيء إلى سوريا". ورأى ريتشارد باريت المسئول السابق في جهاز مكافحة الإرهاب في الاستخبارات البريطانية في تصريحات سابقة أن "دابق" عبارة عن منشور يروج للخلافة على أنها كيان حقيقي مضمون. ويوضح باريت "أنهم يتبعون التقنيات الدعائية نفسها الهادفة إلى تأكيد صحة اختيارك لمنتج ما، بدلاً من محاولة بيعك إياه". وبحسب باريت، فان تنظيم "الدولة الإسلامية" "ناجح في التواصل مع أنصاره ومن الواضح انه يملك مهارات للتصميم إلا أن مقالاته تفتقد الزخم والحماس. اقرأ فى الملف " الإعلام الجهادي.. صيحات إرهاب ونذر الحرب القادمة" * أسرار الإعلام الجهادي * «السحاب» المتحدث الإعلامي الأول باسم القاعدة * «محيط».. تكشف حقيقة إعلام «داعش» ووزارة إعلامه * ياسر سعد ل «محيط»: «داعش» وليد تنظيم القاعدة.. التحالف الدولي لن يقضي عليه * "داعش" وجز الرقاب.. صناعة مخابرات أم ترويع للخصوم؟! * المرصد الإسلامي في لندن .. حقوقي أم داعم للإرهاب؟! ** بداية الملف
