يصل الخرطوم، الثلاثاء المقبل، رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في زيارة ليوم واحد طبقا لما أعلنته سفارة جوبابالخرطوم. وذكرت السفارة في بيان مقتضب وصل وكالة الأناضول نسخة منه أن "رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت سوف يزور السودان الثلاثاء المقبل لمدة يوم واحد في إطار التشاور المستمر بين قيادة البلدين". وأوضح البيان أن سلفاكير سيرافقه عدد من الوزراء والمسؤولين لكن دون أن يسميهم. وكان محددا غد السبت موعدا لزيارة سلفاكير قبل أن يتم تأجيلها دون ذكر أسباب، ويعتبر هذا التأجيل الثالث لها منذ سبتمبر / أيلول الماضي. وتأتي الزيارة في ظل تحسن نسبي في العلاقة بين البلدين رغم تبادلهما الإتهامات من حين لآخر بدعم أي منهما للمتمردين على الآخر. وقال وزير الخارجية السوداني على كرتي، الخميس الماضي، أن "شكوكهم" لا تزال قائمة بشأن دعم جوبا للمجموعات المتمردة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وهما ولايتين على الحدود مع جنوب السودان. وبالمقابل يتهم مسؤوليين جنوب سودانيين من حين لآخر الخرطوم بدعم رياك مشار نائب سلفاكير السابق والذي يقود تمرد مسلح ضده منذ ديسمبر / كانون الأول الماضي. وكانت العلاقة متوترة بين الخرطوموجوبا منذ انفصال البلدين في يوليو / تموز 2011 بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أبرم في 2005، وأنهى واحدة من أشرس وأطول الحروب الأهلية في أفريقيا خلفت أكثر من مليوني قتيل. وبعد مفاوضات شاقة وقع الطرفان برعاية الاتحاد الأفريقي في 27 سبتمبر/أيلول 2012 على برتوكول تعاون يشمل تسع اتفاقيات أبرزها تصدير نفط الجنوب الذي لا منفذ بحري له عبر الشمال، واتفاق أمني يمنع أي طرف من دعم المتمردين على الطرف الآخر، وهي الاتهامات المتبادلة بينهما منذ انفصالهما. وتعثر تنفيذ الاتفاقيات لعدة أشهر بسبب اتهام الخرطوملجوبا بمواصلة دعمها لمتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تحارب الجيش السوداني في مناطق متاخمة للجنوب وتتشكل من مقاتلين انحازوا له إبان الحرب الأهلية ضد الشمال ما بين عامي 1983- 2005. وتحسنت العلاقة بين البلدين بعيد حل سلفاكير لحكومته في يوليو / تموز 2013، وتشكيل أخرى جديدة رأت الخرطوم أنها خالية من الوجوه "المعادية" لها بجانب إحالة عشرات الجنرالات في الجيش للمعاش معروف عنهم تشددهم حيال العلاقة مع الخرطوم ومتمسكين بدعم متمردي قطاع الشمال. وينشط السودان ضمن مبادرة إيغاد لتسوية النزاع بين سلفاكير ومشار ومن المنتظر أن يشارك الرئيس البشير في القمة المخصصة للقضية الأسبوع المقبل بأديس ابابا. ويقول مراقبون إن جوبا تتخوف من دعم محتمل من الخرطوم لرياك مشار الذي كان حليفا لها آبان الحرب الأهلية بين الطرفين حيث انشق عن الحركة الشعبية التي كانت تقود التمرد ووقع إتفاق سلام مع الخرطوم في 1997 قبل أن يعود للتمرد بعد أعوام قلائل.