عقب صدور قانون الانتخابات لمجلس النواب ومع اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية التي تمثل المرحلة الثالثة والأخيرة في خارطة الطريق بالبلاد. لجأت الاحزاب السياسيه المختلفه في مصر الى بناء تحالفات انتخابيه فيما بينها حتى تستطيع خوض الانتخابات البرلمانيه القادمه من خلال هذه التحالفات واصبحت فكره انشاء تحالفات انتخابيه بين الاحزاب والقوى السياسيه موضه العصر في الفتره الاخيره. واصبحت الاحزاب تتنافس فيما بينها في انشاء تحالف انتخابي بمسميات مختلفه وفي فتره قصيره وجد المواطن المصري نفسه امام العديد من التحالفات تحالفات يتم تكوينها والاعلان عنها في صباح اليوم ويتم تفكيكها وانسحاب اغلب اطرافها في صباح اليوم التالي عاش الوسط السياسي في الاونه الاخيره في ظل هذا الارتباك والتخبط. وعند النظر الى حقيقه هذه التحالفات الانتخابيه والاسس التي قامت عليها نري ان معظم هذه التحالفات في تكوينها تضم العديد من الاحزاب من تيارات مختلفه وايدولوجيات متباينه ولكن في حقيقه الامر ان الناخب المصري عندما يسأل عن الاحزاب السياسيه التي يعرفها او لديه علم بها او ببرامجها او حتى اسم رئيسها او اعضاء هيئتها العليا لن نجد عند الاغلبيه من الشارع المصري علما ومعرفه بأسماء هذه الاحزاب سوى عدد قليل جدا لا يتعدى صوابع اليد الواحده . واللوم لن يكون على المواطن وانما كل اللوم سيقع على هذه الاحزاب السياسيه والتي يزيد عددها عن 70حزب في مصر ولا يعلم عنها الناخب غير 10 احزاب على اقصى تقدير وتأتي هذه النتيجه لضعف تواصل الاحزاب مع المواطن في الشارع المصري والتفاعل معه وتكوين أرضيه حقيقيه لها داخل المحافظات والقرى والنجوع ، فمعظم هذه الاحزاب جعلت مدينه الانتاج الاعلامي واستديوهاتها مقر لها واهتمت بالظهور الاعلامي عن الظهور وسط الناس في الشارع وقربها من مشاكلهم والالتحام بالجماهير، والتواجد بين صفوفها، والسعي بينها لكسب أصواتها، والحصول علي ثقتها كل ذلك لم يتحقق حتي الآن.. فالأحزاب شبه غائبة عن الشارع السياسي.. ومحاصرة في غرف ضيقة.. وبعيدة كل البعد عن إدراك نبض الناس.. . ونرى نوعيه اخرى من الاحزاب العائليه والتي تضم رئيس حزب الأب ونائب رئيس الحزب نجله وباقي اعضاء الحزب من العائله والاسره والاصدقاء والمقربين مثل هذه الاحزاب وغيرها عندما تسعى لتشكيل تحالفات فتصبح النتيجه صفر لان التحالف تكوينه جاء على حزب كبير له شعبيه مع مجموعه اصفار من الاحزاب التي ليس لها اي شعبيه او تأثير على الناخب . نحن امام أزمه حقيقيه والوضع الآن لا ينبئ بنجاح ملحوظ أو محتمل لأى من التحالفات القائمة فما زال معظمها مفتوحا وقابلا للتعديل وعرضة للتفكك والانهيار ايضا . خاصة أن آفة العديد من الأحزاب المصرية، انها تصدق نفسها، وتتوهم أن مجرد اطلالة عبر الفضائيات، أو تصريح صحفي هنا أو هناك، أو مجموعة لافتات توضع في اماكن متناثرة يمكن ان تحقق فوزًا في الانتخابات.. وهي نظرة قاصرة، تنم عن جهل مروع بطبيعة الانتخابات، والعملية الانتخابية برمتها. وتبقى فى المشهد الآن أربعة تحالفات.. تحالف الوفد المصرى وتحالف الجهة المصريه وتحالف تيار الاستقلال و بينما أعلن الدكتور جمال زهران إطلاق تحالف جديد تحت مسمى «تحالف العدالة الاجتماعية» ، وبين هذا وذاك تظل الصورة غاية فى التعقيد ولا أمل حقيقى فى تحالفات قوية قادرة على خوض الانتخابات البرلمانيه وتكون معبره عن صوت الشعب إلا بالتجرد واعلاء مصلحة الوطن فى هذه الظروف الدقيقة. وأن تضييع الوقت وهم جالسون في مقاعدهم.. منهمكون في اجتماعاتهم.. ومستمرون في الجدل حول نسب المقاعد التي سيتفاوضون.. أو يحصلون عليها... سيبقي على كتيبة المستفيدين من مولد الانتخابات البرلمانية.. أصحاب رءوس الأموال والشعارات الدينية وسماسرة الأصوات.ويصبح شكل البرلمان القادم اخطر واهم برلمان في تاريخ مصر في حيز المجهول وسط تخوفات من دخول التيار الاسلام السياسي وتجار الدين وفلول الاخوان للبرلمان مستغلين ضعف القوى المدنيه والليبراليه وتفتيت اصواتها وعدم التوصل حتي الآن إلي توافق وطني عام.. يقرب نقاط الائتلاف، والتوحد.. بعيدًا عن الخلافات التي ليس لها مكان في عالم اليوم .