تستعد الاحزاب والقوى السياسية سواء الاسلامية او المدنية للانتخابات البرلمانية القادمة، وبينما تسعى القوى المدنية والاحزاب الليبرالية واليسارية والعلمانية الى تشكيل تحالفات انتخابية فيما بينها لمواجهة جماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات المقبلة، فان الجماعة كشفت مؤخرا عن ترشحها على كافة مقاعد البرلمان وسعيها نحو تحقيق الاغلبية المطلقة في مجلس الشعب الجديد وتشكيل الحكومة بكامل هيئتها. ويبقى السؤال المحير حول نتائج الصراع بين القوى السياسية وانعكاستها على نتائج الانتخابات القادمة ومدى قدرة الاخوان على تكرار انجازهم والحصول على الاغلبية مثلما حددث في مجلس الشعب السابق ، وهل مازالت الجماعة تتمتع بذات الشعبية الواسعة في الشارع وبثقة المواطنين ام ان ممارستها السياسية افقدتها التاييد والتعاطف الشعبي؟! الدكتور عادل عبد المقصود عفيفي رئيس حزب الأصالة، اكد إن التيار الإسلامي سيحصد نفس الأصوات التي حصدها في الإنتخابات البرلمانية السابقة ولن يفقد رصيدا كبيرا كما يراهن التيار العلماني واليساري على حد قوله. وأضاف أن التيار العلماني والأحزاب التابعة له تتوقع هبوط رصيد الإخوان بصفة خاصة والتيار الإسلامي بصفة عامة ؛وتراهن على حصد المقاعد التي سيفقدها في البرلمان ولكن هذا لن يحدث. وأشار "عبدالمقصود" إلي أنه في حال حدوث أي تغييرات في الخريطة الإنتخابية في الإنتخابات القادمة فإنها ستكون طفيفة ولن يكون هناك تأثير كبير الأغلبية البرلمانية التي حصدها التيار الإسلامي في الإنتخابات السابقة. في المقابل يؤكد حلمي سالم رئيس حزب الأحرار أن الخريطة تشكيل المجلس ستتغير في الإنتخابات القادمة وأن الإخوان المسلمين لن يحصلوا على نفس المقاعد مرة أخرى. وأضاف ان الإخوان المسلمين لديهم الكوادر الكافية لترشحهم على مقاعد البرلمان ولكن الناخب المصري سيغير طريقة إختياره للمرشحين مشيرا إلى أن الناخب لم يعد يثق في الإخوان المسلمون لأنه رأى منهم مالا يريده وفشلهم في تحقيق مطالب الشارع المصري من خلال أكثر من موقف خلال تجربتهم البرلمانية، نافيا أن يستعين الإخوان المسلمون بأعضاء من الأحزاب الإسلامية الأخرى وأي أحزاب لتعويض نقصهم في البرلمان إن حدث. ومن جانبه قال الدكتور أحمد شوقي السيد المحلل الإستراتيجي أن كل ما يحدث الآن من كلام النخبة السياسية عن الإنتخابات هي مجرد تخمينات وتوقعات فقط، فالإخوان يقولون أنهم الأغلبية حتى الآن وأنهم سيحصدون أصواتا في المرحلة القادمة أكثر من غيرهم. والأحزاب الأخرى تقول أنها ستكون تحالفات في المستقبل وستعوض ما فقدته من رصيد بعد الثورة وكذلك السلفيون يقولون ذات الكلام، كما هناك شريحة من الناس تتأثر بالإعلام وهذا سيؤدي إلى تآكل رصيدهم لدى الشارع المصري. وأضاف في الإنتخابات القادمة لن يحصل أحد على الأغلبية المطلقة؛ خصوصا بعد تكوين التحالفات القوية من القوى الموجودة على الساحة الآن. وأضاف أيضا من الضروري أن نعرف ما سينص عليه الدستور القادم بشأن الإنتخابات القادمة فهل سيبقي المادة الخاصة بالانتخابات كما هي أم ستتغير؟ وتابع: الإخوان لازال لهم ثقل في الشارع المصري وذلك لأن جذورهم عميقة وخصوصا بعد تأييد شريحة كبيرة من الناس للرئيس مرسي بسبب سلوكه في الرئاسة حتى الآن فالشعب المصري طيب بفطرته وهو يتعاطف مع الرئيس عندما يذهب للمساجد دائما ويتواجد وسط الناس ويتحدث معهم بالرغم من أن السياسين يجرحون فيه إلا أن هناك شرائح لاتسمع لهم وتتعاطف مع الرئيس وسينعكس هذا التعاطف إلى الإنتخابات البرلمانية وسيؤيد الشعب الإخوان في المرحلة القادمة. وفي المقابل فإن لسان حال معظم أراء الشارع حول عودة الأغلبية للإخوان في المجلس الجديد إنما تعبر عن حالة الغضب ضد جماعة الإخوان المسلمين وسيطرتهم على مناصب الدولة ورفضهم لعودة المجلس الحالي أوحتى حصولهم على الأغلبية في المجلس الجديد. فقال محمود علي 48 عاما سائق تاكسي أنه يتوقع في المجلس القادم أن تسيطر القوى الثورية على المقاعد ويتراجع شعبية كلا من حزبي الحرية والعدالة والنور وقد أفصح أنه قام بترشيح الإخوان في المرة السابقة ولكنه ندم بعد أن رأى أنهم يريدون الكرسي والسيطرة على الجهات التشريعية والتنفيذية في البلاد. وأضاف ماهر عبد المالك 22 عاما كلية حقوق جامعة القاهرة أن الشعب انجرف وراء تصريحات الإخوان ولم يعلم عواقبهم ويقدم الشكر لكل من طالب بإلغاء البرلمان الفاسد وقد يرشح عضو من الأحزاب الثورية ويميل إلى حزب الدستور الذي أسسه د. محمد البرادعي وحتى في المرات السابقة في إنتخابات مجلس الشعب أو الرئاسة لم يصوت للإخوان لأنه يعلم بشدة ان هم يريدون السطو على الحكم. وأشارت ناهد عبد الرحمن 29 عام طبيبة بشرية الى أن الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة التابع للجماعة قد خسروا شعبيتهم بسبب طمعهم الشديد في الحصول على كل شيء وعند إعادة الإنتخابات من جديد سترشح حزب مصر القوية الذي أسسه د. عبد المنعم أبو الفتوح المرشح السابق لرئاسة الجمهورية. وأوضح يوسف منصور 38 عاما مهندس كمبيوتر أنه يرفض سيطرة الإخوان على البرلمان السابق وأيضا على الرئاسة فلابد من تكافيء السلطة وتوزيعها بطريقة صحيحة حتى لا يسيطر عليها فئة محدودة فقط. ويجب إعادة تشكيل مجلس جديد يتكون من جميع فئات المجتمع متوقعا أن البرلمان القادم سيكون هو الناتج الصحيح عن الثورة وليس السابق. وقالت دعاء خالد 25 عاما بكالوريوس تجارة أن ما حدث في البرلمان السابق لن يتكرر ففوز الإخوان وحصولهم على أغلبية المقاعد لن يحدث فقد رأينا أغراضهم الشخصية، وأبدت دعاء إعجابها بالأحزاب الثورية المصرية متوقعة ان تحصل هذه الاحزاب على أغلبية المقاعد البرلمانية،مشيرة الى انها لم تعطي صوتها من قبل للإخوان ولا حتى في البرلمان القادم. وأضاف محسن عطية 58 عام بائع مجهول إن الإخوان قاموا بأفعال كثيرة للحصول على المجلس السابق ولكنه الشعب عرف من هم وماذا يريدون ولكن القادم لن يرى عضو من جماعة الإخوان وستكون الغالبة من التيارات الشعبية والأحزاب الثورية.