محيط- مسقط : وصف أحدث تقرير لمؤسسة "ميريل لينش" الائتمانية عام 2008 بالسنة الناجحة لدول الخليج على الرغم من الأزمة المالية التي ما زالت تتخبط بها، غير ان التقرير، قال في الوقت ذاته ان دول مجلس التعاون الخليجي فوتت الفرصة عليها لإصلاح نظام الصرف لديها في المستقبل القريب. ويقول التقرير الصادر عن المؤسسة الائتمانية بهدف معرفة المسار الذي سيسلكه العام 2009 ان ابرز ما تميز به العام 2008 كان تراجع قيمة العملة الأمريكية الى حد كبير رافقه ازدياد الفرق في أداء العملات وتراخي في بعض العملات الثابتة وظهور سياسات غير تقليدية في السوق الأوروبية. وقال التقرير "توقعنا ان تتراجع قيمة الدولار منتصف العام 2008، آخذين بعين الاعتبار ضعف الاقتصاد الاميركي وان الارتفاع في الودائع سيضعف الدولار ويقوي اليورو على وجه الخصوص. لكننا توقعنا ان يشهد النصف الثاني من العام منافع السياسات الأميركية المتبعة بينما الأوضاع الاقتصادية خارج الولاياتالمتحدة تسوء، وفاق مستوى تحسن سعر صرف الدولار توقعاتنا، وهذا يعود الى طلب متزايد على الدولار في الوقت الذي بدأت فيه الضغوط تزيد على اسواق المال العالمية. كما كنا محقين بتوقعنا بأن التحرك والنشاط في دوائر الاقتصاد خارج الولاياتالمتحدة سيلعبان دورا إيجابيا في تحسن الدولار الاميركي. ويقول التقرير الذي أوردته صحيفة الحياة اللندنية ان المعطى الثاني في هذا العام كان كيفية تعاطي باقي العملات العالمية مع تراجع قيمة الدولار وقدرة سوق العملات الأجنبية في الفصل أو الابتعاد عن تأثيراته. فتوقعنا ان يتراجع أداء عملات مجموعة الدول العشر الكبرى التي ترزح تحت مستويات مرتفعة من الديون بينما يتحسن اداء العملات التي تحظى بتقييم اقل من واقعها. مع استثناء واحد هو عدم نجاح عملة النرويج على الانتعاش وهذا يعود على الأرجح الى الأوضاع السياسية في منطقة البلطيق. ولكن تراجع اليورو مقابل الدولار في النصف الثاني من العام فاق التوقعات بكثير، بحسب التقرير، مضيفا ان عاملا واحدا وراء هذا الأمر هو التوزيع غير المقصود للبنك المركزي لاحتياطاته. ويرى التقرير ان مديري المحافظ كانوا بحاجة للدولار إبان الأزمة المالية ولهذا لجأوا الى بيع اليورو. وقال التقرير ان ارتفاع معدلات التضخم سيؤدي الى تراجع قدرة العملات المثبتة على الحفاظ على قيمتها. ووفقا للتقرير فإنه مع ارتفاع الواردات ومعدلات التضخم في الوقت نفسه رأينا مرونة في مستويات التداول والتعامل مع هذا الأمر في دول مثل دول مجلس التعاون والروبل الروسي وسوق العملات الآسيوية. ويرى التقرير ان دول مجلس التعاون الخليجي فوتت الفرصة عليها لإصلاح نظام الصرف لديها في المستقبل القريب. كما نجد انه هناك مخاطر على الروبل الروسي في ظل الضغوط الأخيرة من عمليات البيع عليه.