قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن السلطات المصرية صادرت جميع النسخ المطبوعة لصحيفة المصري اليوم بسبب نشرها حوارا مع رجل المخابرات الراحل رفعت جبريل والملقب بالثعلب، والذي صرح فيه بأن "المخابرات المصرية لم تعدم أي جاسوس إسرائيلي طوال تاريخ عملياتها، وأنها كانت تُفرج عن الجواسيس الإسرائيليين في صفقات تبادل مع الجانب الإسرائيلي". وأضافت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أن قيام السلطات السيادية بمصادرة نُسخ تلك الصحيفة جاء بعد أيام من تصريح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأنه "لا توجد قيود على حرية التعبير في مصر"، في سياق كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وتابعت الصحيفة، أن الجاسوس المصري الراحل أشار أيضًا في حوار لصحيفة المصري اليوم إلى "أن المخابرات كان لها دور واسع في جميع مناحي الشؤون الداخلية بالبلاد من أمور اقتصادية واجتماعية وثقافية"، وأضاف إن العدو قد يلجأ إلى إشاعة الفوضى كي يتحصل من خلالها على معلومات؛ وقال إنه كان قد ألقى القبض على جاسوسين إسرائيليين أثناء توزيعهما منشورات محرضة على الثورة. ونوهت الصحيفة إلى أن القانون المصري ينُص على طلب الإذن من المخابرات الحربية قبل نشر أي معلومات تتعلق بالأجهزة الاستخباراتية، ما سمح للسلطات المصرية أن تستخدم ذلك القانون لمنع نشر بعض المقالات كما كان الحال في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أن هذه المرة تعتبر الأولى من نوعها بعد اندلاع ثورة 25 يناير. ونقلت الصحيفة تصريح المحامي نجاد البرعي بأن صحيفة المصري اليوم خرقت القانون بنشرها مثل هذا الحوار دون الحصول على إذن من الجهات السيادية. فيما ترى "تمارا كوفمان" الدبلوماسية الأمريكية السابقة، أن الرقابة التي تشهدها وسائل الإعلام المصرية تبرهن على ضآلة حجم التغيير الذي شهدته البلاد بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات، وقالت رغم أن السيسي صرح في نيويورك بأن هناك إعلام حر في مصر، إلا أنه فيما يبدو أن النظام المعيب ما زال قائمًا.