بروكسل: حذر الاتحاد الأوروبي من تداعيات انهيار سعر صرف العملة الأمريكية الدولار مقابل العملات الرئيسة الأخرى وتحديدا العملة الأوروبية الموحدة اليورو. وأشار رئيس المفوضية الأوروبية خوزية مانويل باروزو أن التراجعات المسجلة في الدولار الأمريكي تسبب ضرر مباشر باقتصاديات دول منطقة الوحدة النقدية الأوروبية. ووصف خوزيه انخفاض الدولار بأنه مصدر قلق عالمي مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يبحث في الوقت الحالي على توازن سعر صرف العملة الأمريكية مع العملات الرئيسية الأخرى. وكان باروزو يتحدث في بروكسل قبل مغادرته لحضور الاجتماع السنوي لمجموعة الثماني في اليابان التي تنطلق الاثنين القادم. وقال في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" انه لا يتوقع أن يتخذ زعماء مجموعة الثماني موقفا بشأن العملات لكنه أوضح أن انخفاض الدولار مسألة تشغل العالم. مؤكدا أن جزءا من ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية يعود السبب فيه إلى تراجع قيمة الدولار وعزوف المستثمرين عن الاستثمار في الدولار والتوجه للمضاربة على المواد الغذائية. وعلى صعيد اتجاهات الفائدة الأوروبية قلل جين كلود ترشيه، رئيس البنك المركزي الأوروبي من احتمالات حدوث عملية رفع جديدة لأسعار الفائدة الأوروبية. وأشار إلى أن الخطوة التي اتخذها المركزي برفع سعر الفائدة ب 0.25% لتكون 4.25% ستساعد في العودة بمعدل التضخم على مستوى دول منطقة اليورو إلى أقل من 2%. وجاءت تصريحات ترشيه في مؤتمر صحفي عقد بفرانكفورت بعد قرار المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة في أول خطوة من نوعها منذ نحو العام. وأكد في تصريحاته التي أوردتها شبكة "بلوم برج" الإخبارية أن البنك سيفعل ما ستقتضيه الضرورة لمواجهة ضغوط التضخم والتي وصلت حاليا إلى أعلى مستوياتها منذ قرابة 16 عاما بدول الاتحاد الأوروبي. ويري أحد الخبراء الاقتصاديين في مصرف "أيه بي ان امرو" أن تصريحات ترشيه تشير إلى أن المركزي الأوروبي ليس لديه خطط لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، غير أن الأمر يتوقف على اتجاهات التضخم التي سجلت في الشهر الماضي 4 % أى مايمثل ضعف المستوى المستهدف. وتشير أراء الخبراء إلى أن الشركات على مستوى دول منطقة اليورو قد تجد صعوبة لرفع أسعار منتجاتها والأجور وذلك في ضوء مؤشرات انكماش النمو الاقتصادي والذي من المنتظر تراجعه إلى 1.5% العام المقبل مقارنة ب 1.8% العام الحالي. ومن جانبه كريستيا لاجار، حذر وزير المالية الفرنسي من أن المستويات المرتفعة لسعر الفائدة الأوروبي قد يكون له أضراره بالنسبة للقدرة التنافسية الأوروبية خاصة مع ارتفاعات سعر اليورو أمام الدولار حيث يبقي بنك الاحتياط الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي لديه عند 2%. ويشير استطلاع للرأي أجرته المفوضية الأوروبية أن 37% من مواطني الاتحاد الأوروبي يعتبرون ارتفاع معدلات التضخم القضية الأهم في بلادهم في الوقت الحاضر تتبعها قضية البطالة.