أفادت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونسيف" بارتفاع عدد الأطفال الذين يقاتلون حاليا في صفوف الأطراف المتحاربة في جنوب السودان إلى ما يقرب من 10 آلاف طفل. وقالت فطومة إبراهيم رئيسة اليونسيف لحماية الطفل في جنوب السودان لوكالة "الأناضول" :"على مدى الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، حصلنا على المزيد من المعلومات بشأن تجنيد الأطفال". وأعربت عن أسفها إزاء تصاعد عدد الأطفال المجندين، رغم أن الفصائل المتحاربة قد وعدت بداية العام الجاري بوقف هذا الأمر، وتسريح المجندين بالفعل في صفوفهم. وقالت إبراهيم "العدد وصل إلى 10 آلاف، بينهم حوالي 70 % مع الجيش الأبيض، حيث يتم تجنيد الآلاف من هؤلاء الشباب"، في إشارة إلى قوات المتمردين بزعامة ريك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير ميارديت. وردا على سؤال حول عدد الجنود الأطفال الذي يعتقد أنهم يخدمون في صفوف الجيش، تابعت أن "الحكومة التي يجري التنسيق معها بشكل مباشر هي المنوطة بهذه الأرقام". وتشهد دولة جنوب السودان منذ ديسمبر / كانون الأول 2013، صراعاً دموياً على السلطة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بقيادة مشار، ولم تنجح مفاوضات السلام التي جرت خلال الفترة الماضية في أديس أبابا، في وضع نهاية للعدائيات بين الطرفين والتوصل إلى صيغة لتقاسم السلطة حتى الآن. ومنذ ذلك الحين، نزح مئات الآلاف من السودانيين الجنوبيين إلى الدول المجاورة، وتدهور الوضع الإنساني بشكل متزايد بالنسبة لقطاع كبير من سكان البلاد. وأوضحت ابراهيم، أن حكومة جوبا تعمل حاليا على تسريح الأطفال من الجيش، لكن ما زال هناك ما يتعين القيام به على الأرض. كما أشارت إلى الالتزام الذي قطعه مشار فى مايو/ أيار الماضي فى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، بعدم تجنيد الأطفال. وقالت إن "التقارير التي تلقيناها تفيد بأن مشار أرسل توجيهات إلى قادته بعدم تجنيد الأطفال ، لكن على الأرض الوضع مختلف حيث يحدث بالفعل تجنيد وتجنيد قسري". وأضافت أنه عندما تحدثنا لبعض هؤلاء القادة، قالوا إنهم بحاجة للحصول على توجيهات من قادة أعلى على الأرض، وليس من مشار". وتابعت مسؤولة اليونيسيف، أنهم كانوا يبحثون إمكانية التواصل مباشرة مع قادة المتمردين على الأرض، لكن الأمر سيكون أكثر صعوبة ومشقة"، مشيرة إلى أن الأمر يجب ألا يسكت عليه. وقالت ابراهيم " نركز حاليا على إشراك الناس على مستوى المجتمع المحلي بهدف وقف تجنيد الأطفال، والعمل مع الآباء والأمهات والأطفال أنفسهم". وأشارت إلى أن الحكومة لا تزال لديها مشكلة في التعامل مع تسريح الجنود الأطفال من العديد من الجماعات المسلحة.