قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم الثلاثاء، إن المسلمين والمسيحيين في لبنان يكوّنون عائلة واحدة ذات مصير مشترك، داعيا إلى حمايتها من النزاعات و"التنظيمات الإرهابية اللادينية". وقال الراعي الذي زار على رأس وفد من المطارنة مفتي لبنان الجديد، الذي انتخب لتولي هذا المنصب في 10 أغسطس/ آب الماضي، الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى في بيروت لتهنئته أن المسلمين والمسيحيين في لبنان يشكلون "عائلة واحدة ذات مصير واحد، وذات ثقافة مشتركة اغتنت بالإسلام والمسيحية وتميزوا بالانفتاح على الآخر"، بحسب وكالة "الأناضول" الإخبارية. وشدد الراعي على ضرورة حماية "الثقافة اللبنانية المشتركة"، في خضم تداعيات النزاعات ووجود "التنظيمات الإرهابية اللادينية"، معتبرا أن حماية هذه الثقافة "تشكل تحد كبير لنا". ودعا إلى أن يكون الولاء للبنان أولا، ونبذ الروح المذهبية "التي شوهت وجه الإنسان اللبناني"، مشددا على ضروة انتخاب رئيس جديد للبنان، ودعم الجيش والقوى المنية وضبط السلاح غير الشرعي. وكانت ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، انتهت في 25 أيار/مايو الماضي، وفشل مجلس النواب خلال 12 جلسة له في انتخاب رئيس جديد. وأشاد الراعي بكلمة المفتي دريان التي ألقاها في حفل تنصيبه الأسبوع الماضي والذي دعا فيها الى "التمسك بالعيش المشترك الإسلامي المسيحي وبنهج السلم وحماية الإنسان الذي هو نهج القرآن الكريم". وكان دريان فاز بانتخابات الإفتاء التي جرت في دار الفتوى في 10 آب/أغسطس الماضي، بعد نجاح مبادرة مصرية لتجنب الانقسام في الطائفة السنية بعد خلافات كبيرة بين تيار المستقبل والمفتي السابق الشيخ محمد قباني، بحصوله على 74 صوتا من عدد الحاضرين من المجلس الإنتخابي الذي بلغ 93 من أصل 103، فيما نال منافسه الشيخ القاضي أحمد الكردي، الذي رشحته "هيئة العلماء المسلمين"، 9 أصوات؛ وكان هناك صوتان أوراق ملغاة و8 أوراق بيضاء.