قال الشيخ محمد عبد العزيز، أمين خطيب مسجد السيدة عائشة إن على الحاج أن يتنبه إلى أمور هامة قبل الحج ويضعها في حسبانه, حتى يتحقق له الحج المبرور والسعي المشكور بإذن الله تعالى–فيقصد بحجه وجه الله تعالى مبتغياً الأجر من الله، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)سورة البينة. وأوضح خطيب السيدة عائشة أنه لابد وأن يحرص الحاج على التفقه في أمور الحج حتى يعبد الله على بصيرة ويحذر أن يؤدي مناسك الحج على جهل منه بذلك فقد يوقعه هذا في الإخلال بالأركان أو ارتكاب بعض المحظورات أو النقص في القيام بمناسك الحج، وأن تكون حجته وعمرته نفقة طيبة من مال حلال وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا) مستدلا بحديث رواه الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء "لبيك وسعديك وزادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور" وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى "لبيك اللهم لبيك" ناداه مناد من السماء "لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور". ومضى يقول: الواجب على العبد أن يعترف بذنبه ويطلب من ربه مغفرته وأن يبادر بالتوبة منه فإنه لا يدري متى يحضره الأجل ومتى يفاجئه الموت، ومن فضل الله تعالى أن فتح باب توبته لمن اقترفوا الآثام فالذنب مهما عظم فعفو الله أعظم وعليه أن لا ييأس من رحمة الله تعالى, قال تعالى: «إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ» (13). وحذر المسلمين من الرياء والسمعة، و أن يتلاعب الشيطان بحجك، ليكون همك ودافعك أن يقال عنك "حاج"، أو أن تذكر بذلك، متسائلا هل ترضى لنفسك أن يكون عملك هباءً منثورًا و هل ترضى أن يكون نصيبك وحظك من حجك التعب والسفر والنفقة دون أجر يكتب أو ذنب يُمحى وقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" رواه مسلم، وطالب في نهاية خطبته لهذا اليوم الجمعة الحجاج بأن يكون العمل خالصًا لوجه الله تعالى.