تحل اليوم الأربعاء، الذكرى الثانية لرحيل الأسطورة المصرية والعربية في عالم التدريب، الجنرال محمود الجوهري، الذي وافته المنية عام 2012 بعد صراع مع المرض استمر ثلاثة أيام. وتوفى «الجوهري»، منذ عامين، عن عمر يناهز الرابعة والسبعين، بعد تعرضه لجلطة دماغية أدت إلى نزيف حاد بالمخ في أحد المستشفيات الكبرى في العاصمة الأردنيةعمان، وأقيمت له جنازة عسكرية مهيبة تقديرًا لما قدمه للكرة المصرية، حيث كان ضابطاً في الجيش المصري وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة. يمتلك الجنرال محمود الجوهري، سجلاً زاخرًا بالإنجازات في عالم التدريب سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية أو الاتحادات. فعلي مستوى الكرة المصرية، كان أول إنجاز ل«الجوهري» في عالم التدريب، عندما قاد الأهلي للتتويج بأول لقب قاري له، عندما فاز الفريق الأحمر تحت قيادته عام 1982، بحصد لقب رابطة دوري أبطال إفريقيا على حساب أشانتي كوتوكو. أما عن الإنجاز الأبرز للجنرال الراحل، والذي حفر اسمه بأحرف من نور لدى جماهير الكرة المصرية، هو قيادة منتخب مصر للصعود إلى نهائيان مونديال إيطاليا عام 1990، بعد غياب دام 56 عامًا عن المشاركة بالبطولة، وذلك بعدما نجح الفراعنة في اقتناص بطاقة العبور لكأس العالم أمام المنتخب الجزائري. كما كان ل«الجوهري» بصمة رائعة مع جماهير الزمالك، وذلك بعدما النادي الأبيض عام 1993 للتتويج بلقب رابطة دوري أبطال إفريقيا تحت مسماها القديم بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري على حساب كوتوكو الغاني أيضًا، قبل أن يُتوج مع أبناء ميت عقبة بكأس السوبر الإفريقي، على حساب الغريم التقليدي، الأهلي، في المباراة التي أقيمت بجوهانسبورج، ليرفع «الجنرال» حصيلة تتويجاته مع القلعة البيضاء على المستوى القاري للرقم 2. وأخيرًا قيادة الفراعنة للقب كأس الأمم الإفريقية عام 1998 ببوركينا فاسو، على حساب منتخب جنوب إفريقيا، حامل اللقب في ذلك الوقت. كما كان ل«الجوهري» مشوارًا طويلاً مع الكرة العربية، يحث تولى تدريب عدد من الأندية الخليجية منها الهلال السعودي واتحاد جدة، كما تولي تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996. وفي 2002 تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأسيوية 2004 في الصين لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وصعد إلى دور الأربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح. كما حقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسس التطور. وبعد اعتزاله التدريب اختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري مديرًا فنيًا للاتحاد ليضع خبرته الطويلة في التخطيط الفني للكرة المصرية، لتكون أول مهامه التخطيط لمنتخب مصر للشباب الذي شارك في كأس العالم مصر في 2009.