في مثل هذه الأيام عام 2012، رحل عن عالمنا "جنرال" الكرة المصرية محمود الجوهري عن عمر يناهز 74 عام، فهي الذكري الأولي لرحيل الجنرال والذي غادر دنيانا بالعاصمة الأردنية عمان عقب إصابته أزمة قلبية حادة. وأقيمت للجنرال جنازة عسكرية مهيبة تقديرا له بأمر من رئيس الجمهورية السابق د. محمد مرسي، إلا أن الراحل الكبير لم يكرم بجنازة عسكرية وودع دنياه علي أكتاف أبنائه اللاعبين المصريين والأردنيين وكبار الشخصيات الرياضية ومحبيه من جماهير الكرة المصرية. يعد محمود الجوهري الذي 20 فبراير 1983 أحد أكبر المدربين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية، فكان ضابطاً في الجيش المصري وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973 ، وتأهل بمنتخب مصر وهو كمديراً لكأس العالم 1990 في إيطاليا. بدأ الجنرال حياته الكروية لاعباً بالنادي الأهلي ولاعباً في منتخب مصر في الفترة من 1955م حتى 1966م، واعتزل مبكراً بسبب إصابته برباط صليبي تعرض لها في ركبته فأتجه إلى التدريب، وعمل مدربا للنادي الأهلي المصري في بداية الثمانينات من القرن العشرين ونجح في الفوز بأول بطولة دوري أبطال إفريقيا في تاريخ الأهلي عام 1982 ثم تولي تدريب المنتخب المصري في سبتمبر عام 1988م واستطاع الوصول به إلي كأس العالم عام 1990م لثاني مرة في تاريخه بعد المرة الأولى عام 1934. وفازت مصر تحت قيادته بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 1998م والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب في النهائي على منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم بهدفين نظيفين، وهو أول مدرب يفوز بالأمم الإفريقية لاعبًا ومدربًا، حيث حصل على الكأس مع منتخب مصر عام 1957 و1959م وكان هداف البطولة، وقاد المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية 1992 التي أقيمت في سوريا متغلباً على المنتخب السعودي 3 / 2 في المباراة النهائية. ويعتبر الجوهري أول مدرب مصري يتولي تدريب فريقي الأهلي والزمالك في تاريخ الكرة المصرية، كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982م حينما تغلب علي كوتوكو الغاني وعاد بالكأس، كما نجح مع الزمالك المصري في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993م، والفوز بكأس السوبر الأفريقي بعد أن تغلب علي الأهلي المصري في جوهانسبرج مطلع عام 1994. وتولي الجوهري تدريب عدد من الأندية الخليجية منها الهلال السعودي واتحاد جدة، وتتلمذ علي يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولي تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996م.. وفي عام 2002م تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلي نهائيات كأس الأمم الأسيوية 2004 في الصين لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية، وحقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا، وتوج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية. وأنهى الجنرال مهمته في الأردن وقرر اعتزال التدريب حتى أختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري مديراً فنياً للاتحاد ليضع خبرته الطويلة في التخطيط الفني للكرة المصرية، ويعتبر التخطيط لمنتخب مصر للشباب المشارك في كأس العالم مصر 2009 أول خطواته في منصبة الجديد