بعد مشوار حافل بالإنجازات الكروية، تميز باستثمار جميع إمكانيات فريقه ليتمكن من الحصول على البطولات العديدة، والذي رحل عن عالمنا، فى صباح اليوم الاثنين، محمود الجوهري، جنرال الكرة المصرية عن عمر يناهز الرابعة والسبعين، بعد صراع طويل مع المرض، تعرض خلاله إلى نزيف حاد بالمخ يوم الخميس الموافق 30 من شهر أغسطس عام 2012 ميلادية، لينقل على إثر ذلك إلى أحد المستشفيات الكبرى في العاصمة الأردنية بعمان. ولد محمود الجوهري في 20 فبراير 1938، وعمل ضابطا بالجيش المصري، وكان أحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973م، حيث كان ضابطا برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة، وهو متزوج وله بنتان وولد أحمد لم يكمل مشواره في كرة القدم، بعد أن لعب لعدة سنوات في نادي هليوبوليس، ولكنه اعتزل وتفرغ لعمله الخاص. وهو من ذرية غياث الدين مطر الجد المشترك لأشراف القدس والأشراف الوفائية الحسينيين بمصر. ويعد أحد أبرز المدربين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية، وصل بمنتخب مصر للتأهل لكأس العالم 1990 في إيطاليا، بدأ حياته الكروية لاعبا بالنادي الأهلي "المصري" ولاعبا في منتخب مصر في الفترة من 1955م حتى 1966م، لكنه اعتزل مبكرا، بسبب إصابة تعرض لها في ركبته فاتجه إلى التدريب، فعمل مدربا لفريق النادى الأهلي المصري في بداية الثمانينيات من القرن العشرين، ثم تولى تدريب المنتخب المصري في سبتمبر عام 1988م واستطاع الوصول به إلى كأس العالم عام 1990م لثاني مرة في تاريخه بعد المرة الأولى عام 1934م، وتعادل المنتخب المصري مع هولندا 1 / 1 في أولى مبارياته في المونديال، كما تعادل مع إيرلندا من دون أهداف، وخسر بهدف واحد أمام إنجلترا، وخرج من الدور الأول. وكان هو أول مدرب يفوز بالأمم الإفريقية لاعبا ومدربا، حيث حصل على الكأس مع منتخب مصر عام 1959م، وكان هداف البطولة. وفي عام 1998م، فاز منتخب مصر تحت قيادته بلقب بطولة إفريقيا، والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب فيها على منتخب جنوب إفريقيا بهدفين نظيفين. كما قاد الجوهري المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية التي أقيمت في سوريا عام 1992م، متغلبا على المنتخب السعودي 3 / 2 في المباراة النهائية. وهو أول مدرب مصري يتولى تدريب فريقي الأهلي "المصري" والزمالك "المصري" في تاريخ الكرة المصرية. وكان الجوهري أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982م، حينما تغلب على كوتوكو الغاني وعاد بالكأس، كما نجح مع الزمالك "المصري" في الفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993م، ثم الفوز بكأس السوبر الإفريقي، بعد أن تغلب على الأهلي المصري في جوهانسبرج مطلع عام 1994م. كما تولى الجوهري تدريب عدد من الأندية الخليجية، منها أهلي جدة واتحاد جدة، وتتلمذ على يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، وتولى تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين، وقاد منتخب سلطنة عمان في كأس الخليج عام 1996م. وفي عام 2002م، تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية، وقاد المنتخب الأول للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية في الصين عام 2004م لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية، وصعد بالفريق إلى دور الأربعة. وتوج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي بعمان، قرر بعدها اعتزال التدريب، ثم اختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري مديرا فنيا للاتحاد.
