على الرغم من الانحدار السريع في تقييم الشعب الإسرائيلي لأداء رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو خلال فترة الحرب على غزة، إلا أن مسؤولين في حزبه الحاكم "الليكود" أشاروا إلى أنه "لا بديل له في هذه المرحلة". وقالت ليمور لفنات، وزيرة الثقافة الإسرائيلية، "أعتقد أن الحكومة مستقرة رغم الانتقادات التي يوجهها بعض أعضائها إلى أداء نتنياهو خلال عملية الجرف الصامد". وأضافت في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة، صباح اليوم الخميس " العديد يدعون إلى استبدال نتنياهو، ولكن أياً منهم غير مستعد ليخلفه في منصبه في هذه الفترة بالذات". يأتي ذلك بالتزامن مع استطلاع أجرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ونشرته اليوم، حيث أشار إلى أنه ب"المقارنة مع تقييم ايجابي لأداء نتنياهو وصل إلى 77% قبل 3 أسابيع ، فإن 50% قالوا أمس إنهم يقيمون أداءه بالإيجابي". ومع نسبة ال50% يتقدم نتنياهو على كل قادة الأحزاب الإسرائيلية من حيث ملاءمته لرئاسة الحكومة إذ يحظى بتأييد 42% من الإسرائيليين، وفقاً ل"هآرتس". ولفتت نتائج استطلاع "هآرتس" إلى أنه "لو جرت الانتخابات اليوم وخاضها نتنياهو على رأس حزب الليكود فإنه الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة القادمة من الأحزاب اليمينية والمتدينة الإسرائيلية التي ستحصل على 70 مقعداً من أصل 120 هي عدد مقاعد الكنيست الإسرائيلي". غير أنه في الوقت الذي قال فيه نتنياهو إن بلاده "انتصرت في حربها على غزة"، فإن 59% من الإسرائيليين قالوا إن إسرائيل لم تنتصر، و29% فقط، قالوا إنها انتصرت، دون أن تملك النسبة المتبقية رأياً محدداً، وفقاً لاستطلاع نشرته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قبل يومين. وكان عدد من الوزراء الإسرائيليين، ومن بينهم وزير الخارجية، وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" (يمين) أفيغدور ليبرمان، ووزير الاقتصاد وزعيم حزب "البيت اليهودي"(يمين) نفتالي بينيت ، وجهوا انتقادات إلى اتفاق وقف إطلاق النار(الذي جرى أمس الأول الثلاثاء)، الأمر الذي أبرز تقديرات حذرة بين المحللين الإسرائيليين بإمكانية سقوط الحكومة أو تغيير الائتلاف الذي يشكلها. إلا أن وزيرة الثقافة، ليمور لفنات، قالت في المقابلة الإذاعية نفسها، إن "الوزير بينيت، وغيره من أعضاء الائتلاف الحكومي أوضحوا أنهم لا ينوون العمل على حل الائتلاف في المرحلة الراهنة ". ويبرز من بين المعارضين لسياسية نتنياهو النائب في حزب "الليكود" داني دانون الذي أشار في مقابلة مع الإذاعة العامة صباح اليوم، إلى أنه وآخرين في الحزب "لا يسعون لاستبدال نتنياهو، وإنما إعادته للسير على درب الليكود". ودعا دانون إلى اجتماع للجنة المركزية لحزب"الليكود" لبحث الحرب الإسرائيلية على غزة، معتبراً أنه" كان يجب إنهاء العملية من خلال دحر حركة حماس بشكل لا يقبل التأويل". وكان نتنياهو أقال دانون الشهر الماضي من منصبه كنائب لوزير الدفاع بعد توجيه الكثير من الانتقادات إلى سياسة رئيس الوزراء. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، أمس الأول الثلاثاء، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل فلسطينية في بيانات منفصلة "انتصار"، وأنها "حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل"، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية. وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب احصاءات فلسطينية رسمية. في المقابل، قتل في هذه الحرب 65 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، حسب بيانات رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان (غير حكوميين) إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب.