قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، إن إسرائيل "لم تلب أي مطالب لحركة حماس خلال مفاوضات القاهرة"، معتبرا أن هدف حكومته على المدى الطويل هو "نزع سلاح" هذه الحركة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده نتنياهو مع وزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس أركان الجيش بني غانتس.
وقال نتياهو، خلال المؤتمر إن "إسرائيل سترد بعنف أشد وأقوى من ذي قبل على أي صاروخ يطلق من قطاع غزة"، وذلك بعد يوم من التوصل في القاهرة لاتفاق على هدنة مفتوحة في قطاع غزة.
وأضاف أن اسرائيل وجهت لحماس "ضربة هي الأقوى على الإطلاق في تاريخ الحركة" حتى في حال المقارنة بين حربي عام 2008 و 2012.
وأكد أن هدف إسرائيل على المدى البعيد هو "نزع سلاح حماس، وإخلاء قطاع غزة من أي أسلحة".
ومضى قائلا: "لا بد من التأكيد على أنه من السابق لأوانه الحديث عن موافقة إسرائيل على تهدئة طويلة الأمد حتى اللحظة"، مشيرا إلى أن عمل حكومته الآن هو السعي لتقديم خيارات سياسية جديدة، لم يوضح طبيعتها.
وحول ما جرى خلال مفاوضات القاهرة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "لم تقم إسرائيل بتلبية أي من شروط حماس، سواء على صعيد الإفراج عن الأسرى المحررين من صفقة شاليط والذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، أو الميناء والمطار، أو الحصول على أموال من الضفة الغربية"، في إشارة إلى مستحقات القطاع المالية لدى السلطة الفلسطينية في رام الله.
وأضاف: "ما يمكن تأكيده أن عملية الجرف الصامد (الاسم الإسرائيلي للحرب الأخيرة على قطاع غزة) حققت إنجازا عسكريا وسياسيا لإسرائيل بينما حماس لم تأخذ شيئا".
وأشاد نتنياهو في كلمته بقدرة الجيش الإسرائيلي على إيقاع الخسائر بحماس وشكر كل الأذرع الأمنية الإسرائيلية التي نفذت العملية، كما أثنى على الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي قال عنها إنها "صمدت بالمعركة".
وعن حماس، قال نتنياهو إن "حماس زادت بعد الحرب عزلتها العالمية، في المقابل تحقق لإسرائيل إنجازا سياسيا كبيرا، ودعما دوليا وإقليميا غير مسبوق".
وتابع أنه خلال عملية الجرف الصامد، تم تدمير شبكة الأنفاق والبنى التحتية لحماس، كما تم تدمير آلاف الصواريخ ومنصات الإطلاق ومواقع القيادة للحركة.
وأوضح أنه تم إحباط اعتداءات حماس على إسرائيل من البحر والجو والبر.
وأضاف نتنياهو أن "إسرائيل حصلت على شرعية وضوء أخضر من الأسرة الدولية للعمل بحزم ضد هذه المنظمات، والذي حدث أن الأسرة الدولية تدرك بأن حماس هي من نفس عائلة منظمات إرهابية أخرى أمثال داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والقاعدة".
ومخاطبا الداخل الإسرائيلي، دعا نتنياهو الإسرائيليين إلى "العمل معا كوحدة واحدة كما كانوا خلال المعركة"، حسب قوله.
بدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، خلال المؤتمر، إن "عملية الجرف الصامد حققت نجاحاً كبيراً وألحقت ضربة عميقة وطويلة الأمد بمنظمات فلسطينية".
وقال: "إننا لا نوهم أنفسنا، قد تكون لنا مواجهة أخرى مع حماس، لكنه إذا حدث ذلك فسيتم إلحاق ضربة أشد بحماس".
وأضاف أنه "ليس هناك أي مغزى وراء موجة الابتهاج لحماس ورؤوسائها إذ أنهم يعلمون علم اليقين بأنهم تكبدوا ضربة شديدة".
ومضى يعالون إننا نبذل جهودا لاستعادة جثتي الرقيب أول (رتبة عسكرية أقل من ضابط) أورون شاؤول والملازم هدار غولدين الذين تم فقدهم في الحرب على غزة وتتهم إسرائيل حماس بالاحتفاظ بهما.
ووعد يعالون "باستخلاص العبر من سير العملية ومن كيفية أداء المهام من قبل الجهات الأمنية المختصة لا سيما الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع.
من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس إن "الإنجازات العسكرية التي حققتها إسرائيل وما تكبدته حركة حماس وسائر المنظمات الفلسطينية من ضربة مؤلمة وطويلة الأمد أتاحت الفرصة أمام وقف الاقتتال بدون أن تضطر إسرائيل إلى تقديم حلول وسط استراتيجية".
وأعرب غانتس عن تقديره للإسرائيليين "لما أبدوه من تصرف سليم ومسؤول ومن دعم للجيش الإسرائيلي".
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم أمس الثلاثاء، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل فلسطينية في بيانات منفصلة "انتصار"، وأنها "حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل"، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية.
وفور دخول الهدنة حيز التنفيذ في السابعة مساء بالتوقيت المحلي لفلسطين وإسرائيل (16.00 ت.غ) أمس، خرج السكان في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى الشوارع مهللين مكبرين، احتفالاً بما أسموه "النصر" في الحرب الإسرائيلية.
وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب احصاءات فلسطينية رسمية.
في المقابل، قتل في هذه الحرب 65 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، حسب بيانات رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان (غير حكوميين) إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب.