قال علماء من السويد إن الكلاب التي تحرس قطعان الغنم تتبع قاعدتين بسيطتين خلال مرافقة القطيع إلى مكان بعينه. وأوضح العلماء تحت إشراف دانيل شترومبوم من جامعة "أوبسالا" في السويد، أن الكلاب تحرص على تجميع الأغنام مع بعضها البعض عندما تكون متفرقة، وتسوقها ناحية الهدف عندما تكون متحدة، وفقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". ونجح الباحثون في تطوير لوغاريتمات يمكن استخدامها في محاكاة أسلوب حراسة قطيع من الحيوانات. وأشار الباحثون في دراستهم إلى أنه من الممكن استخدام هذه النماذج في تطوير أجهزة ذاتية الحركة "روبوت" تستطيع حراسة الحيوانات أو المحافظة على وحدة أجهزة أخرى وقيادتها. ورأى الباحثون أن نتائج دراستهم تنطوي على أهمية كبيرة أيضاً في توجيه الحشود البشرية الكبيرة أو إزالة النفط المتسرب في الماء. ولم يكن الأمر عند تطبيقه بهذه السهولة التي يبدو بها للوهلة الأولى، حيث لم يكن العلماء يعرفون في البداية كيف ينجح كلب فى أن يسوق أغناماً مع بعضها إلى هدف موحد. وقال أندريو كلينج، المشرف على الدراسة من جامعة "سوانسي" البريطانية، معلقاً على الدراسة في بيان صادر عن الجامعة: "لتطوير نموذجنا كان علينا أن نعرف ما يراه الكلب أثناء قيادته للقطيع .. إنه يرى أمامه أشياء بيضاء صوفية، وعندما يرى ثغرات بين صفوف الأغنام أو يرى هذه الثغرات تتسع، يضطر لضم الأغنام بعضها إلى بعض، والنتيجة هى أن الكلب يجري حول الغنم كما يفعل الراعي". وكلّف الباحثون خلال الدراسة كلباً أسترالياً بحراسة قطيع من الغنم به 46 من الأغنام، وثبتوا على ظهر كل من هذه الخراف جهازاً يستقبل إشارات "جي بي إس" ويرسلها، وذلك لتسجيل مسارها. وحسب النموذج فإن الأغنام تتقارب من بعضها البعض حتى مسافة معينة ثم تبدأ وكأنها تتباعد، وأن الكلب يجعل الأغنام تنساق أمامه وكأنها لا تريده أن يلحق بها. وفى بداية المهمة يجري الكلب دائماً إلى الأغنام الأبعد عن مركز القطيع، ويعمل على إعادة هذه الأغنام للمركز، وعندما تتجمع الأغنام مع بعضها يسوقها الكلب إلى الأمام في اتجاه الوجهة التي يقصدها القطيع، وعندما تتباعد بعض الأغنام خارج القطيع فإن عملية التجميع تبدأ من جديد، وهكذا يقوم الكلب بشكل رئيسي شيئين بشكل متبادل هما تجميع الأغنام وتوجيهها.