تعددت في أيامنا ، فمن علامات الساعة الصغرى التي أرشدنا إليها النبي صلى الله علية وسلم كثرة القول وترك العمل، حيث أخرج الحاكم والطبراني عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَلَا إِنَّ مِنْ أشراط السَّاعَةِ أَنْ تُرْفَعَ الْأَشْرَارُ، وَتُوضَعَ الْأَخْيَارُ، ويُفتح الْقَوْلُ، وَيُخْزَنَ الْعَمَلُ". وفي "صحيح مسلم" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل أصحابه بعد صلاة الفجر ويقول: مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا، قَالَ: فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: "أَنَا"، قَالَ: فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: "أَنَا"، قَالَ: فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: "أَنَا"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ". وكثرة الكتابة وانتشارها علامة من علامات الساعة ،فقد أخرج الإمام أحمد عن عَبْدِاللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ: تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ، وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ، حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعَ الْأَرْحَامِ، وَشَهَادَةَ الزُّورِ، وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ، وَظُهُورَ الْقَلَمِ" (صححه أحمد شاكر والأرنؤوط). و في حديث أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أشراط السَّاعَةِ: أن يُرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال، وتبقى النساء، حَتَّى يكون لخمسين امرأة قيِّم واحد". وانتشار الكتب غير القرآن،من علامات الساعة حيث يزداد إقبال الناس على الكتب، فتُشْتَري وتُطْبَع ويكثر تداولها، ويُجعل لها معارض، فيُفْعَل بها ما لا يُفعَل في كتاب الله من الترويج والتداول ، فقد أخرج الحاكم والطبراني وابن عساكر في "تاريخ دمشق" عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أشراط وفي رواية: من اقتراب الساعة أن تُرفع الأشرار، وتُوضع الأخيار، ويُفتح القول، ويُخزن العمل، ويُقرأ بالقوم المثناةُ، ليس فيهم أحد ينكرها، قلتُ: وما المثناة؟ قال: ما استُكْتِبَ سوى كتاب الله عز وجل". وأخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: "جَاءَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ إِلَى أبيه يَسْأَلُهُ حَاجَةً, فَتَكَلَّمَ بَيْنَ حَاجَتِهِ بِكَلامٍ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ رضي الله عنه: مَا كُنْتَ مِنْ حَاجَتِكَ أَبْعَدَ، ولا كنتُ فيك أزهد مني منذ سمعتُ كلامك هذا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَأتي على النَّاسِ زَمَانٌ يَتَخَلَّلُونَ فِيهِ الْكَلامَ بِأَلْسِنَتِهِمْ, كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَقَرُ الْكَلأَ بأَلْسِنَتِهَا- صدق رسول الله صلى الله علية وسلم