كشفت د. نبيلة حبيب أحد أعضاء اللجنة المشكلة من قبل وزارة الآثار لفحص مجوهرات أسرة محمد على ، لشبكة الإعلام العربية " محيط " ، عن كيفية تعرف اللجنة على أصالة ال 246 قطعة التى تم استردادها من مجوهرات العائلة المالكة ، تلك القطع التى لا مثيل لها فى العالم نقاءا وحجما ، وكانت تصنع خصيصا فقط للملوك . ففى عام 1954 فى قصر القبة بعد صدور قرار مصادرة ممتلكات العائلة المالكة ، تم عمل مزاد لمقتنيات الأسرة المالكة و تم بيعها ، و تلك المقتنيات مسجلة فى سجل بقصر القبة ، و بعد قرار المصادرة قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالإبقاء على أربع قصور رئاسية فقط هم قصر عابدين و قصر المنتزه و قصر رأس التين و قصر القبة ، و قام بتأميم المتاحف الملكية ليبقى على بعضها كمتحف المركبات و متحف المنيل و متحف جاير أندرسون ، و البعض الآخر تم تحويله لمدارس . و الآثار التى صودرت من قبل الدولة تحفظت عليها الإدارة العامة للأموال المصادرة فى وزارة المالية ، و ظلت موجودة هناك ، حتى قامت لجنة من وزارة الآثار بمعاينتها و إنشاء متحف لها " متحف المجوهرات الملكية " فى الإسكندرية . و لكن تلك المجوهرات لم تكن كاملة ، و تقول حبيب : كنا نتعجب من عدم وجود أى قطع قيمة فى متحف المجوهرات الملكية باستثناء التاج و الكأسين ، فأين حلى الأميرات التى كن يتزين بها ؟ ، و عندما زار متحف المجوهرات الملكية الأمير أحمد فؤاد و الأميرة عقيلة عرفوا أن تلك ليست المجموعة كاملة . و أكدت نبيلة حبيب أن تلك القطع التى تم العثور عليها لا مثيل لها فى المتحف و العالم كله ، و أن تلك المجوهرات المكتشفة ستتيح لنا عمل دراسة على تطور صناعة المجوهرات فى العصر الحديث بدءا من العصر التركى التى كانت فيه الصناعة قائمة على عيار 9 و 12 و 14 حتى يستطيع الصائغ أن يرصع المجوهرات بأكبر كم من فصوص الأحجار الكريمة ، و كيف كانت ترصع المعادن الثمينة بماس من قطع جيد يتم تقطيعه بالميللى و بجودة عالية . و تابعت المسئولة الأثرية قائلة : تمكنا من اكتشاف أصالة المجوهرات لأن بعض القطع التى اكتشفت كانت تكمل قطع أخرى بمتحف المجوهرات الملكية ، فكانت تصنع المجوهرات فى هيئة أطقم كاملة ، و كنا نستدل على القطع لمشابهتها لباقى المجموعة فى القطع و الجودة و المعدن و الوزن ، و كانت مختومة برمز العائلة الملكية حرف ال " F " ، و علامة المصمم المميزة ، فتلك المجوهرات لا تصنع سوى للملوك فقط ، فالفصوص المستخدمة كانت غاية فى النقاء و الندرة . جودة صناعة تلك المجوهرات التى تحوى كتل كاملة من الماس لم نجد مثلها فى صناعة المجوهرات بالعالم باستثناء قطع معدودة ، الفصوص التى تحويها القطع نادرة نقاءاً و حجما ، و من ضمنها فص الماس الذى يحتل المرتبة الثالثة فى العالم كله ،الماسة كانت مملوكة لسيدة أعمال عجوز توفت ، و تركت الماسة وديعة فى البنك . و أضافت حبيب : المجوهرات الملكية فريدة من نوعها ، و لم يعد يصنع مثلها فى العالم ، و من تلك القطع الفريدة " كوليه ، يتكون من 8 قطع لها مفصلات مزدوجة من الخلف ، " يمكن تفكيكه و ارتدائه ب 8 طرق على شكل خاتم أو حلق أو بروش و أسورتين ، و تلك القطع كانت تكمل بعضها البعض . عقب المعاينة سجلنا فى التقرير النهائى كل قطعة على حدا و سجلنا وزنها ووزن المعادن الموجودة فيها ، و عاينا حجر حجر بكل قطعة مجوهرات ، و عرضنا التقرير النهائى على وزير الآثار د. ممدوح الدماطى ، و الوزير عرضه على النائب العام الذى أقره ، و نحن فى انتظار موافقة رئاسة الوزراء لعرض المجوهرات فى المتاحف التاريخية . و حاليا هناك جهود و مساعى لاستعادة باقى مجوهرات العائلة المالكة ، حينها يمكن إنشاء متحف خصيصا لهم فى القاهرة ، و لكن يستحيل فى حالة الدولة الحالية دون استقرار ، لأن المقتنيات ثمينة جدا و نخشى عليها من الضياع و النهب . الجدير بالذكر أن وزارة الآثار عقدت اليوم مؤتمر بمقر شرطة السياحة و الآثار للكشف عن تفاصيل استعادة 246 قطعة حلى تعود للحقبة التاريخية لأسرة محمد على ، و التى كانت فى حوزة البنك المركزى .