سوريا: تشكيل هيئة للحوار الوطني والمعارضة في الخارج تكثف نشاطها الرئيس السوري بشار الاسد دمشق : ذكر التليفزيون السوري الرسمي اليوم الاربعاء ان الرئيس بشار الاسد أعلن عن تشكيل هيئة لوضع الاسس لحوار وطني في البلاد. وتأتي هذه الخطوة بعد حركة الإحتجاجات الواسعة التي تشهدها سوريا منذ 15 مارس/اذار الماضي، سقط خلالها اكثر 1100 مدني واعتقل عشرة الاف على الاقل في حملة قمع هذه التظاهرات وفقا لمنظمات حقوقية.
وتتكون الهيئة الجديدة من فاروق الشرع, الدكتور صفوان قدسي, الدكتور هيثم سطايحي, الدكتور ياسر حورية, احنين نمر, عبد الله الخاني, وليد إخلاصي, الدكتور منيرالحمش, والدكتور ابراهيم دراجي.
وذكرت وكالة الانباء السورية "سانا " ان الاسد اجتمع اليوم مع أعضاء الهيئة " للتأكيد على أهمية الحوار الوطني خلال المرحلة القادمة لتجاوز الحالة الراهنة وما اتسمت به من اضطراب سياسي واجتماعي".
وقال الرئيس الأسد إن على هيئة الحوار الوطني "صياغة الأسس العامة للحوار المزمع البدء به، بما يحقق توفير مناخ ملائم لكل الاتجاهات الوطنية للتعبير عن أفكارها وتقديم آرائها ومقترحاتها بشأن مستقبل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سوريا". تصاعد حدة المظاهرات في سوريا متابعا "من اجل تحقيق تحولات واسعة تسهم في توسيع المشاركة وخاصة فيما يتعلق بقانوني الأحزاب والانتخابات وقانون الإعلام والمساهمة في وضع حد لواقع التهميش الاجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه بعض الشرائح الاجتماعية".
ويأتي قرار تشكيل الهيئة بعد إصدار الأسد عفوا عاما عن جميع المعتقلين السياسيين، بمن فيهم المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين.
المعارضة السورية في الخارج
وفي موازة تلك التطورات على الساحة الداخلية في سوريا، انطلق اليوم الأربعاء بمدينة أنطاليا التركية "المؤتمر السوري للتغيير" الذي تنظمه المعارضة السورية في المنفى لصياغة خطة الإصلاح الديمقراطي في سوريا، ورفض العفو العام الذي اعلنه الرئيس السوري بشار الاسد عن السجناء السياسيين.
وقال عضو مجلس قيادة الإخوان المسلمين ملهم الدروبي لوكالة "رويترز" للأنباء إن الهدف هو الخروج بخريطة طريق "لتحرير سوريا من القمع، ومساندة الثورة من أجل الحرية والديمقراطية".
وأضاف "أن المؤتمر لن يشكل مجلسا انتقاليا على غرار المجلس الذي أنشأه المعارضون الليبيون" معللا ذلك ب"المخاطر التي قد تنشأ عن تسمية المعارضين الناشطين داخل سوريا".
وحضر المؤتمر الذي ينهي أعماله الخميس المقبل 300 مندوب من مختلف الطوائف والأقليات السورية، وهتفوا بشعارات تؤيد محاكمة الأسد في المحكمة الجنائية الدولية.
اشتباكات في مؤتمر انطاليا وأفاد مراسل قناة " الجزيرة " الفضائية في أنطاليا أن اشتباكات بالأيدي وقعت صباح اليوم بين بعض الحاضرين ومجموعة يشتبه بأنها من أنصار النظام السوري، حيث سرت شائعات منذ الساعات الأولى أن طائرتين ستصلان من سوريا محملتين بأنصار النظام ليقوموا بإجهاض المؤتمر وتخريبه. وفي سياق موازٍ، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ( يو بي أي ) ان معارضين سوريين سيعقدون مؤتمراً في العاصمة البلجيكية بروكسل يومي الرابع والخامس من يونيو/حزيران الجاري، قالوا إنه يهدف إلى دعم الحراك الشبابي لإقامة دولة مدنية حديثة في بلادهم.
وصرح وليد سفور عضو اللجنة التحضيرية المؤقتة لمؤتمر (الإئتلاف الوطني لدعم الثورة السورية) ل" يونايتد برس انترناشونال" أن معارضين سوريين "اتفقوا على هامش مؤتمر اسطنبول في 26 نيسان/ابريل الماضي على دعم الحراك الشعبي السوري للخلاص من النظام في المجالات السياسية والإعلامية والحقوقية واللوجستية، وعلى تأسيس الإئتلاف من أجل مواكبة الجهد الوطني للشباب داخل سوريا".
" تطور ايجابي"
داوود اوغلو وزير الخارجية التركى وعلى صعيد العلاقات السورية مع الجارة تركيا، وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قرار العفو العام الصادر من قبل الرئيس السوري بشار الأسد ب"التطور الإيجابي" قائلا: "كان لا بد من إعلان العفو العام لتنفيذ الإصلاحات السياسية في سوريا".
ونقلت وكالة "جيهان " للانباء عن فضائية (TGRT) التركية أن اوغلو أشار إلى ضرورة قيام بشار الأسد بإصلاحات جذرية شاملة لاستعادة ثقة الشعب السوري مجددا، وتأمين الأمن والسلام في ربوع البلاد.
وأوضح داود أوغلو أن العفو العام في سوريا يشمل السياسيين المعارضين المحكومين بالجرائم السياسية ضد النظام القائم، مضيفا أنه سيحصل على معلومات تفصيلية حول الموضوع من دمشق، للتعرف على ما إذا كان العفو يشمل الجرائم الإرهابية أم لا. كما اوضح داود أوغلو على أن تركيا تولي أهمية كبرى لاستقرار وأمن شقيقتها وصديقتها سوريا، لافتا إلى احتمال إجراء اتصالات معها بهذا الشأن هذا اليوم الأربعاء.