أسفرت الاشتباكات التي اندلعت، ليلة السبت، شمال عاصمة افريقيا الوسطى بانغي، بين فصائل مختلفة من ميليشيات أنتي بالاكا المسيحية، عن مقتل شخص واحد، وإصابة آخرين بجروح، نقلا عن أحد قادة أنتي بالاكا يدعى "سلفستر ياكوسو". ووفقا ل "ياكوسو"، فإنّ الاشتباكات اندلعت بسبب خلاف بسيط، في حي "بوي راب"، معقل أنتي بالاكا، الواقع في الدائرة الرابعة شمال بانغي. وأوضح "ياكوسو" أنّ "أحد عناصر أنتي بالاكا، ويدعى "إنديرو"، كان تخاصم مؤخّرا مع أفراد من القوات المسلحة بافريقيا الوسطى المنشقّة، والتي التحقت بالميليشيات المسيحية، ثم عاد، مساء أمس الجمعة، لمصالحتهم، لكنهم رفضوا، ومن هناك، بدأ تبادل مكثّف لإطلاق النار من الجانبين، وهو ما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى". وأضاف "عقب إطلاق النار، لجأ إنديرو إلى منزل الملازم كوناتيه، وهو من عناصر القوات المسلحة بافريقيا الوسطى، غير أنّه انضم بعد ذلك إلى أنتي بالاكا". وتابع: "توجّهت العناصر السابقة بالجيش النظامي بافريقيا الوسطى، بقيادة الملازم أوليفييه كودومو ألياس، إلى منزل كوناتيه، غير أنّهم وجدوه خاليا من سكانه، فقاموا بقتل سائق كوناتيه، ونهبوا منزله، ثم استولوا على سيارته". وأكّد "ياكوسو" أنّ "كل ما حدث يعود لمطبخنا الداخلي، والهدوء سيعود قريبا". ووفقا لبعض السكان، فقد عاد الهدوء، بعد ظهر اليوم السبت، إلى حي "بوي راب"، لكن "التوتر ما يزال سائدا" بعض الشيء في بعض أجزائه. ولم يسجل أي رد سواء من طرف القوات المسلحة بافريقيا الوسطى أو من قبل الحكومة الانتقالية في البلاد . ويشهد حي "بوي راب"، والذي يعتبر معقل أنصار الرئيس السابق لافريقيا الوسطى "فرانسوا بوزيزيه"، اشتباكات متكررة بين الميليشيات المسيحية أنتي بالاكا ومتمرّدي السيليكا (إئتلاف سياسي وعسكري مسلم). وتعيش افريقيا الوسطى، منذ ديسمبر2013، على وقع صراع طائفي دموي، وضع في المواجهة كلاّ من تحالف السيليكا ذي الأغلبية المسلمة وميليشيات أنتي بالاكا المسيحية. نزاع دامي أجبر السواد الأعظم من مسلمي البلاد على مغادرتها طلبا للأمن في بلدان الجوار.