قال الدكتور محمد أبو زيد الأمير عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، إن الحضارة الإسلامية عظيمة، وتراث المسلمين كله كنوز وجواهر ثمينة، والعدل من أهم أسس الحضارة الإسلامية، ومن ملامحها التي تدل على عظمتها، إنه من أهم مُقَوِّمَاتِ الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية في المجتمع المسلم، وقد جعل القرآن الكريم هدف إرسال الرسل هو إقامة العدل. وفي السياق نفسه أوضح الشيخ محمد عز الدين عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة خلال خطبته أمس أن عظمة النظام الإسلامي تتجلى في أنه يقود أتباعه إلى العدل مع العدو كالصديق، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
وأضاف أن العدل في تراث المسلمين وثقافتهم ودولتهم شمل الراعي والرعية، شمل كل طبقات المجتمع دون تمييز أو انحياز بين عظيم وحقير، مشيراً إلى أن أهم الدعائم التي قامت عليها الحضارة الإسلامية الرحمة، وتبدو عناية الإسلام ببثّ خلق الرحمة في قلوب أتباعه من أول وهلة في القرآن الكريم، فقد افتتحت سور القرآن الكريم كلها – عدا سورة التوبة – بالبسملة التي تشتمل على اسمين من أسماء الله عز وجل – الرحمن الرحيم – دون غيرهما، ففي ذلك دلالة على تقديم الرحمة في الإسلام. وبدوره قال الشيخ عبد العزيز النجار مدير عام شئون المناطق الأزهرية أن الله تعالى أدخل رجلا الجنة بسبب رحمته بكلب يلهث من شدة العطش فيرقُّ له ويرحمه ويسقيه ،" قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ". وأضاف في تصريحات صحفية، أن من أعظم السمات التي تميزت بها الحضارة الإسلامية أن كونت مجتمعًا مترابطًا تجمع الأخوةُ جميعَ أعضائه، فلم تهتم الحضارة الإسلامية فقط بالفرد كفرد، وإنما اهتمت به باعتباره وحدة لبناء المجتمع، هذه الأخوة فرضها الله تعالى علينا وربط بها بين جميع المؤمنين، يقول تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ". وقال الدكتور أشرف فهمي بالمركز الإعلامي لوزارة الأوقاف، إن الحضارات السابقة كالإغريقية والرومانية والصينية والهندية كانت المجتمعات تنقسم إلى سادة وهم قلة ولهم كل الحقوق، وإلى عبيد وهم كثرة ولا يملكون حق الحياة ، أما في الحضارة الإسلامية فلم تفرق بين البشر مع اختلاف دياناتهم وألوانهم وأجناسهم وألسنتهم.