أضفت زيارة رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب للولايات المتحدةالامريكية ومشاركته فى القمة الامريكية الافريقية التى أختتمت أعمالها مؤخرا أهمية خاصة للتحركات المصرية المبذولة حاليا لمواجهة تحديات المستقبل وصعوبات الفترة الانتقالية وأثبتت الزيارة أن مصر تتحرك باقتدار نحو الاستفادة من التجمعات الدولية وتستثمرها لتوضيح الرؤي وتحديد الهدف والتأكيد على التمسك بالثوابت خلال تعزيز ودعم المسار السياسى والاقتصادى والديمقراطى فى البلاد . وأكدت مشاركته في القمة التي استمرت على مدى ثلاثة أيام تحت شعار" الاستثمار في الجيل القادم"، أن مصر شريك استراتيجى فى أى تعاون فى المجال الأفريقى وأن وجودها محورى وهام للدول الأفريقية ، حيث أتاحت القمة التى تعد الاولى من نوعها الفرصة لللقادة الآفارقة والمسئولين الامريكيين لالقاء نظرة شاملة وحديثة على مشاكل إفريقيا المعاصرة ، والعمل على نسج علاقات اقتصادية أكثر متانة بين الجانبين اذ تحتل الولاياتالمتحدة المرتبة الثالثة على قائمة الشركاء التجاريين مع إفريقيا، بعد الاتحاد الاوروبى والصين اذ يتوقع صندوق النقد الدولي ان يبلغ معدل النمو بين امريكا ودول القارة السمراء نسبة 5.8 في المئة في عام 2015 . وأكدت مشاركة محلب ايضا أن الحوار هو السبيل الافضل الذى يتعين الاعتماد عليه فى السعى نحو توضيح المفاهيم الخاطئة بما يعظم القيم المشتركة بين البشر ويعزز التعاون فيما بين الدول ، وجاء الاستماع الى آرائه خلال اللقاءات الثنائية التى عقدها على هامش القمة والتأكيد على اصرار مصر على مواجهة التحديات تعبيرا عن إرادة قوية للشعب المصرى وطموحاته وأماله فى تحقيق النمو والازدهار والعبور الى مرحلة الاستقرار . وأتاحت القمة التى عقدت بحضور أكثر من 50 رئيس دولة أفريقية وعربية وأجنبية الفرصة لرئيس الوزراء لتجديد اللقاءات الإفريقية الإفريقية إذ التقى مع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلى مريام ديسالن ، واتفقا علي أهميه استمرار العمل علي دفع العلاقات الثنائية بين الجانبين في كافه المجالات وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك والبناء علي نتائج لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيس الوزراء الإثيوبي علي هامش قمه الاتحاد الإفريقي التى عقدت مؤخرا بمالابو عاصمة غينيا الاتحادية والنظر في عقد اللجنة الثنائية المصرية الإثيوبية المشتركة. وتم استعراض آخر تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي والتأكيد علي الالتزام بروح التعاون والحوار علي إنجاح الجولة الجديدة من الاجتماعات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا المقرر عقدها بالخرطوم خلال الشهر الحالى، كما تم الاتفاق علي تكثيف زيارات الوفود في المجالات المختلفة . وخلال لقاء محلب على هامش القمة بالرئيس الأمريكى «باراك أوباما» تم تناول التحول الديمقراطى بمصر والوضع الأمنى الراهن بالمنطقة بالبحث والمناقشة ، وأشار محلب إلى أن مصر بلد الأمن والأمان وأن على أمريكا أن تحظى بأكبر قدر من الاستثمارات بمصر فى المرحلة المقبلة، مؤكدا اصرار الشعب المصرى على استكمال التحول الديمقراطى. وكانت القمة التى اجتمع تحت مظلتها رؤساء الدول الأفريقية وكبار رجال الدولة والاعمال ضالأمريكية لإيجاد سبل لتعزيز العلاقات الاقتصادية بمثابة رسالة للعالم تدعوه للسعى لدعم القارة السمراء وتسهيل اندماجها فى الاقتصاد العالمى والاستثمار فيها ، ومواجهة الأزمات الاقتصادية والغذائية والصحية التى تعانى منها، وتشجيع الاستثمار فيها وإرساء السلم والأمن، والعمل على إرساء مبادئ الحكم الرشيد. كما كانت هذه القمة غير المسبوقة بثا لروح جديدة فى العلاقات الامريكية الافريقية من خلال ضخ الاستثمارات التى تعمل على تعميق الشراكة الاقتصادية الأمريكية في أفريقيا , ودعم النمو الذي يؤدى الى دعم ازدهار أوسع في القارة والأسواق الناشئة للشركات الامريكية، والتي سوف تدعم الوظائف في كل من الولاياتالمتحدة وأفريقيا بما يسهل اندماجها في الاقتصاد العالمي، ويجعلها قادرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية والغذائية والصحية التي تعاني منها الى جانب كونها فرصة "لبحث المسائل الأمنية مع إفريقيا"والعمل مع "شركاء أقوياء لديهم قوات أمنية فاعلة، بحيث يصبح بوسع الولاياتالمتحدة خفض دعمها المالي مع ضمان أمن طويل الأمد لهذه البلدان"كما أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما . وجاء شعار القمة (الاستثمار فى الجيل القادم ) كجزء من نقاش دولى يجرى حاليا لدعم الشباب ، وسبل الاستثمار فى الأجيال الجديدة من خلال تطوير التعليم ومنح الشباب فرصة المشاركة فى إدارة بلادهم ، وتوافقت الرؤى بين المشاركين فى هذا الاتجاة . وركزت القمة الأمريكية الأفريقية على مدى ايام انعقادها على ثلاث قضايا رئيسية وهي مستقبل الأستثمار في أفريقيا، وسبل تعزيز وتوسيع نطاق التجارة وفرص الاستثمار، وتدعيم التنمية المستدامة في أفريقيا خاصة وأن أفريقيا تمثل سادس أسرع المناطق في العالم من حيث النمو الاقتصادي ، ومناقشة كيفية ترجمة فرص النمو الاقتصادي السريع إلي تحقيق تنمية مستدامة لخدمة مواطني القارة، وهو الأمر الذي سيوفر فرصًا هائلة للشركات الأمريكية في العديد من المجالات ، بالاضافة الى التركيز على قضية السلام والاستقرارالإقليمي، خاصة بعد تزايد الصراعات في عدد من الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة وطول أمد بعضها الآخر، كما هو الحال في الكونغو الديمقراطية والصومال وليبيا. . وأكدت القمة الأمريكية الأفريقية فى ختام أعمالها فى العاصمة الامريكيةواشنطن أن أفريقيا يمكن أن تحقق رخاء كبيرا من خلال الاعتماد على شعوبها ، وأنها نجحت في تحقيق تقدم في توسيع نطاق التجارة والاستثمارات في أفريقيا حيث إنه تم الإعلان عن استثمارات أمريكية بلغت قيمتها 33 مليار دولار تهدف إلى تعزيز التنمية في أفريقيا وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل للامريكيين ، الى جانب اربعة مليار دولار أخرى خصصتها المنظمات غير الحكومية الأمريكية لتعزيز صحة المرأة والطفل ومكافحة الإيدز وتوفير الامصال والأدوية في أفريقيا ومشروعات الطاقة المزمع إقامتها فى القارة والتي ستوفر الكهرباء لنحو 60 مليون منزل ومشروع في أفريقيا. وانتهت القمة إطلاق مبادرتين احداهما للأمن الغذائي وتستهدف انتشال 15 مليون شخص في أفريقيا من الفقر ، والثانية للتعاون الأمني لمساعدة الدول الأفريقية في بناء قوات أمنية قوية ومحترفة .