استعرض خبيران مصريان أبرز 8 إيجابيات و6 سلبيات لمنهجية إدارة الدولة خلال أول شهرين لتولي عبد الفتاح السيسي حكم مصر منذ يونيو الماضي. وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" للأنباء، وبحسب أحاديث منفصلة عبر الهاتف لوكالة الأناضول، أوضح خبيران في الرأي العام والعلوم السياسية، تلك الإيجابيات في "فرض القانون بحزم، والعودة للقارة الأفريقية ومعالجة أزماتها، والالتزام بالقانون، وبدء مشروعات كبرى قومية، واتخاذ قرار جريء وحتمي برفع الدعم عن الطاقة، والتعامل بشكل إيجابي مع أزمة غزة، وحرصه في حديثه على توضيح أهمية بناء الوطن وسلامته، والتحدث بلغة المجموع والمشاركة المجتمعية". بينما حصرا السلبيات الستة في "غياب العقل السياسي بعدم تحديد فريق رئاسي معاون، واستمرار الخطاب الحازم العاطفي، واتخاذ قرارات صادمة، وعدم وجود قرارات لبناء الثقة مع معارضيه، وتقلص الحريات، واستمرار تمجيد الإعلام له". وأدى السيسي اليمين الدستورية رئيسا لمصر في 8 يونيو الماضي، بعد حصوله على 96.91% في الانتخابات التي جرت في مايو الماضي، متعهدا بإحداث تغيير يلمسه المواطن المصري خلال عامين، في ظل رفض لسياساته من قبل معارضيه، وفي مقدمتهم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي الذي تم الإطاحة به من الحكم في يوليو 2013. أحمد عبد ربه، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حدد في حديث للأناضول، 3 إيجابيات لحكم السيسي في أول شهرين، تتمثل في فرض القانون بحزم، وما قام به من أدوار إيجابية في السياسية الخارجية، وبدء مشاريع كبرى. وأوضح عبد ربه أن "السيسي أظهر في أول شهرين من حكمه، عزما علي فرض القانون من خلال حملات أمنية ومرورية لضبط الشارع، وإن كان من الضروري أن تستمر وأن تتسم بالعدالة وتطبق علي الجميع لتعزيز مفهوم دولة القانون". ومضى قائلا، "ملف السياسية الخارجية شهد تطورا إيجابيا، وتحديدا فيما يخص الدور المصري في أفريقيا، وكذلك الإعلان عن تدشين مشروعات كبرى في البلد"، لافتا إلى أن قطاعات كبيرة من الناس تزايدت آمالها في المستقبل مع بدء هذا الإعلان. وبشأن السلبيات، رصد عبد ربه 5 منها، هي "غياب العقل السياسي، واستمرار الخطاب الحازم العاطفي، واتخاذ قرارات صادمة، وعدم وجود قرارات لبناء الثقة مع معارضيه، وتقلص الحريات". ويوضح أستاذ العلوم السياسية ذلك بقوله، "القصر الرئاسي بلا عقل سياسي أو فريق مستشارين، ولا يمكن لدولة مثل مصر أن تدار بعقول أمنية فحسب". ولفت عبد ربه إلى أن "خطاب السيسي لا يزال يظهر حاسما وحازما متأثرا بالثقافة العسكرية في توجيهاته وإعلانه عن رغباته وخططه من استدعاء مفردات عسكرية وحياته العسكرية السابقة، بجانب الميل إلى الجانب العاطفي مغازلا مشاعر المصريين الدينية فى أكثر من مناسبة، وهذا يستدعي أكثر وجود طاقم سياسي بجانبه". ونبه إلى أن أحد سلبيات حكم السيسي ظهرت "مع إصدار قرارات صادمة برفع الدعم عن الطاقة حتى وإن بدا واثقا في قرارته وغير عابئ بردود الفعل". وقال إنه من السلبيات كذلك "عدم وجود قرارات من السيسي لبناء الثقة مع معارضيه، وعدم الاقتراب من القوانين مثل قانون التظاهر الذي تسبب في حبس واعتقال كثيرين، وكذلك قانون انتخابات النواب رغم الانتقادات الموجهة له، ورغم مطالب القوي السياسية بأهمية تعديله دون أي إشارة من الرئيس لتغييره أو التفات منه إلى استمرار عدد من شباب الثورة في السجن". وأضاف عبد ربه أن "عدم التحرك في ملف الحريات بشكل جدي في ظل قوانين وممارسات مقيدة لحرية الرأي والتعبير أبقي علي مناخ الخوف عنوانا للبيئة السياسية في مصر وأزاد من مساحات تكوين معارضين ضد السيسي" على حد قوله. خبير ثان يري أن فترة شهرين من حكم السيسي رغم قصرها "أوجدت واقعا إيجابيا في أمور عدة". ورأي الخبير يسري عزباوي، عضو وحدة الرأي العام بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية "مملوك للدولة"، أن "السيسي تعامل بشكل إيجابي في 7 أمور بارزة حققت له مكاسب هي: العودة للقارة الأفريقية ومعالجة أزماتها، والالتزام بالقانون، وبدء مشروعات كبري قومية وداخلية، واتخاذ قرار جريء وحتمي برفع الدعم عن الطاقة، والتعامل بشكل إيجابي مع أزمة غزة، وحرصه علي سلامة البلاد، والتحدث بلغة المجموع والمشاركة المجتمعية". وفي حديث عبر الهاتف لوكالة الأناضول شرح عزباوي بعض هذه المكاسب قائلا " البعد الخارجي ظهر في مؤشر إيجابي بقرار عودة مصر للقارة الأفريقية، وسط تفاؤل ببدء محادثات جيدة حول أزمة سد النهضة الأثيوبي، بجانب توفيق الموقف الرسمي المصري في طرح مبادرة تهدئة مبكرة لم تلتفت الفصائل الفلسطينية إلا متأخرا وسط الجبروت الصهيوني" . ولفت إلي أن "السيسي نجح أيضا في الالتزام بالقانون وأعلن عن بدء العملية الانتخابية البرلمانية "لم يحدد موعد الانتخابات البرلمانية بعد، غير أن اللجنة المشرفة على الانتخابات بدأت عملها للترتيب للاقتراع"، فضلا عن بدء مشروعات كمشروع تنمية قناة السويس وحفر قناة جديدة وبدء تنفيذ شبكة طرق جديدة أعطت للمواطنين أملا". وأوضح أن السيسي أظهر بشكل إيجابي بحديث دائم يتكلم فيه عن مشاركة المصريين له في بناء الوطن فضلا عن حرصه في الحديث باستمرار علي تأكيد مفهوم بناء الوطن وتنمية الشعور الوطني بالخوف علي البلاد من الأحداث المؤسفة في البلاد المجاورة مثل ليبيا والعراق التي تشهد صراعات مسلحة منذ فترة. وحدد عزباوي نقطتي عدم تحديد فريق رئاسي معاون واستمرار الإعلام في تمجيده بأنهما أبرز السلبيات والخسائر التي واجهها السيسي متفقا مع الخبير السياسي أحمد عبد ربه في خطورة غياب الفريق المعاون للرئيس . وأوضح عزباوي أن "الإعلام بهذا الحالة من التمجيد المتزايد وإعطاء انطباع عن أن السيسي قادر علي كل شيء بات أمر يضر أكثر مما يفيد ويضر بشعبية السيسي". ونبه إلي أن " ما يؤخذ علي السيسي عدم إعلان تشكيل فريق رئاسي معاون له وهذا أمر هام في إدارته للبلاد باستثناء قياديين معاونين له من الجيش انتقلا معه وهو ما يعطي مؤشرا سلبيا يجب أن يتغير.