في نهاية الحرب العالمية الثانية وفي السادس من أغسطس عام 1945 من القرن الماضي شنت الولاياتالمتحدة الإمريكية هجوماً نووياً على الإمبراطورية اليابانية وتحديداً على مدينتي هيروشيما وناجازاكي. كان ذلك بسبب رفض رئيس الوزراء اليابانية حينا ذاك تنفيذ اعلان مؤتمر بوتسدام، والذى كان نصه أن تستلم اليابان استسلاما كاملا بدون أي شروط. نتيجة لهذا الرفض قامت الولاياتالمتحدة بإطلاق القنبلة النووية والمعروف بإسم «الصبى الصغير» أو قنبلة هيروشيما على مدينة هيروشيما الاثنين 6 أغسطس عام 1945 م، تلاها إطلاق قنبلة "الرجل البدين" على مدينة ناجازاكي في التاسع من شهر أغسطس. نقص المستشفيات قبل الهجوم تدمر النسيج الحيوية في هيروشيما كان هناك أكثر من مائتين طبيب في المدينة قتل 90% منهم أو أصيبه في هذا اليوم، حجم الدمار هائلاً جداً ليس فقط عشرات الألاف من جثث الأموات والمحروقين. لم يكن هناك مستشفيات أو اطباء بل كان هناك الالاف يموت وفى وضع سيئ مع القليل جدا من البنية التحتية لمساعدتهم، من بين خمس واربعين مستشفى في المنطقة كان هناك ثلاثة فقط صالحة للاستعمال فضلاً عن تدمر مرافق البنية التحتية للمدينة. أثار الإشعاع النووى أما الأشخاص الذين تمكن من النجاة أصيبوا فجأةً بمرض غامض يسمي البعض بمرض "متلازمة إكس" الألاف من الناجين بدء يتقيؤون وأصيبوا بتقرحات ارجوانية وفقدان للشعر في الأيام والأسابيع التي تلت الانفجار. فحكومة الولاياتالمتحدة تعرف انه تسمم إشعاعي لكنهم لا يفهمون الامر تمام فلم يكن هناك اى تقارير توضح مدى تعرض الجسم للإشعاع. كانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة النووية في تاريخ الحرب حيث قتلت القنابل ما يصل إلى 140 الف شخص في هيروشيما، و80 الف في ناجازاكي بحلول نهاية عام 1945، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات 15إلى 20 ٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. استسلام اليابان ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم حالة والسرطانات الصلبة (334 حالة)، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل، وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين. وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة على ناجازاكي، في الخامس عشر من أغسطس، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء، ووقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر سبتمبر، مما أنهي الحرب في المحيط الهادئ رسمياً، ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية. ووقعت ألمانيا أيضا وثيقة الاستسلام في السابع من مايو، مما أنهى الحرب في أوروبا، وجعلت التفجيرات اليابان تعتمد المباديء الثلاثة غير النووية بعد الحرب، والتي تمنع الأمة من التسلح النووي. بعد عاميين من إسقاط القنبلتين قامت حكومة الولاياتالمتحدة من إنشاء لجنة ضحايا القنبلة الذرية ال"abbc" لم تكن مهمتها معالجة الناجين بل مراقبتهم ودراستهم ليروا مدى تأثير الإشعاع لصحتهم ومعدل وفياتهم. هيروشيما هيروشيما كانت واحدة من المدن اليابانية العديدة التي كانت بمنأى عن القصف الأميركي، مما جعل أهلها يستشعرون الضرر الناجم عن القنبلة الذرية بحرقة شديدة. قبل تدمير هيروشيما كانت تتمتع ببعض الأهمية الصناعية والعسكرية، فكان لديها عدد من معسكرات الجيش، ومقر الشعبة الخامسة والمقر العام الثاني للجيش الخاص بالمشير "شونروكو هاتا" المسئول عن الدفاع عن جميع الأجزاء الجنوبية في اليابان. ويقع في وسط المدينة عدة بنايات خرسانية قوية وهياكل أخف وزناً. وخارج المركز، تزدحم المنطقة بمجموعة من ورش العمل الخشبية الصغيرة التي تقع بين البيوت اليابانية. إنخفاض السكان وصل عدد سكان هيروشيما إلى لأكثر من 381 الف نسمة في أوائل الحرب، ولكنه انخفض قبل القصف الذري بسبب الإخلاء المنهجي الذي قامت به الحكومة اليابانية. وتراوح عدد السكان في وقت الهجوم بين حوالي من 340 الف إلى 350 الف نسمة ويظل عدد السكان آنذاك غير مؤكداً بسبب إحراق الوثائق الرسمية. ناجازاكى كانت مدينة ناجازاكي واحدة من أكبر الموانيء البحرية التي تقع جنوباليابان،و لها أهمية استراتيجية كبيرة بسبب نشاطها الصناعي، حيث كانت تُنتج الذخائر، والسفن، والمًعدَّات العسكرية، والمواد الحربية الأخرى. تمكنت ناجازاكي من النمو لسنوات عديدة دون أن تخضع إلى أي خطة تقسيم; وشُيدت المساكن بِجوار المباني الصناعية، وتقع قريبة من بعضها البعض قدر المستطاع في جميع أنحاء الوادي الصناعي. لم تتعرض ناجازاكي لقصف عنيف قبل ضربها بالأسلحة النووية، في الأول من شهر أغسطس عام 1945، سقط عدد من القنابل التقليدية شديدة الانفجار على المدينة. ضرب السفن ضرب عدد قليل من القنابل أحواض بناء السفن ومناطق تحميل وتفريغ السفن في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، بيتما أصابت عدة قنابل مصانع ميتسوبيشي للصلب والأسلحة. وأنهالت ست قنابل على كلية الطب بناجازاكي والمستشفى، وتعرضت المباني لثلاث ضربات مباشرة، على الرغم من أن الضرر الناجم عن هذه القنابل كان ضئيلاً نسبياً، فقد خلق ذلك قلقاً كبيراً في ناجازاكي بين كثير من الناس. رغم كل ذلك ونحو ما يقرب من 69عاماً من إطلاق القنبلة النوويا على اليابان وهاتين المدينتين لا تعبرها اليابان إلا ذكرى ولم تعد تعيش آثارها ابدا, وبدأت فى تطوير وبناء الدولة عن طريق التطور العمراني والصناعي بل إنها تعيش حالياً افضل من معظم احوال المدن العربية التي لم تصب باي قنبلة ذرية. الصبي الصغير يقول الكاتب السودانى توفيق منصور فى ذكرى هيروشيما وناجازاكى، إن قنبلة هيروشيما والتي كان اسمها الصبي الصغير قتلت في الحال ومع الصعقة الأولى أكثر من مائة ألف شخص. وتابع : هذا العدد فقد ارتفع مع الأيام ليصبح في عام 1950 أكثر من مائتي ألف شخص. ويضيف : لم يسلم أي حيٍ في المدينة من قسوة الإشعاع من جراء تلك القنبلة الكارثة ، هذا وشتان ما بين قنبلة الأمس المتخلفة وقنبلة اليوم المتطورة. ويشير : الأمريكان يسعون لامتلاك أسلحة نووية متطورة بالتعاون مع البريطانيين ، فقد ساقت لنا الأخبار في 12/3/2006 بأن أمريكا وبريطانيا تعملان معاً لتطوير سلاحٍ نووي جديد في الوقت الذي ارتفعت فيه وتيرة التهديدات الأمريكية تجاه إيران فيما يخص قضية تخصيب اليورانيوم لمفاعلات إيران السلمية.