قالت وزارة الصحة السعودية، اليوم الثلاثاء، إنها رصدت مساء الأحد الماضي في مستشفيات مدينة جدة (غرب) حالة مرضية ظهرت عليها أعراض الإصابة بأحد فيروسات الحمى النزفية، والتي تتشابه أعراض إصابتها مع أعراض الإصابة بفيروس إيبولا ، وقامت بعزله في أحد مستشفياتها. وبينت وزارة الصحة السعودية في البيان التي نشرته على موقعها الإلكتروني أن المشتبه في إصابته هو " مواطن سعودي في العقد الرابع من العمر، وقد ظهرت عليه أعراض الإصابة بأحد فيروسات الحمى النزفية، بعد عودته من رحلة عمل إلى سيراليون خلال شهر رمضان الماضي". وقالت الوزارة إنه "نتيجة تشابه أعراض هذه الإصابة مع أعراض الإصابة بفيروس إيبولا، اتخذت وزارة الصحة عددًا من الإجراءات للتأكد من عدم إصابة المريض بهذا الفيروس". وتعد هذه اول حالة يشتبه في إصابتها بفيروس إيبولا يتم رصدها في السعودية. وبينت وزارة الصحة في بيانها أن الاختبارات الأولية التي أجريت في مختبر متخصص اكدت "عدم إصابة المريض بحمى الضنك؛ الأمر الذي يستلزم القيام بمجموعة إضافية من الاختبارات للكشف عن إمكانية الإصابة بأي من الفيروسات النزفية كالحمى الصفراء؛ لما لها من أعراض مشابهة". وأشارت كذلك انها قامت " بإرسال عينات الدم الخاصة بالمريض إلى مختبر دولي معتمد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن الإصابة بفيروس إيبولا"، مشيرة إلى أن "هناك عددًا محدودًا جدًّا من المعامل الدولية المعتمدة، للقيام بهذه النوعية من الاختبارات على مستوى العالم." وقالت الوزارة في بيانها أن حالة المصاب حرجة، وقد قامت الوزارة بنقله حسب المعايير العالمية إلى مستشفى متخصص تابع لوزارة الصحة في مدينة جدة، وذلك ليتم عزله في ظروف مناسبة؛ كون المستشفى يضم وحدات العزل اللازمة للتعامل مع الحالات المرضية المشابهة". وبينت انه تم الكشف عن الحالة المشتبه بها من قبل نظام المراقبة التابع لمركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة، والذي يتضمن آليات للرصد والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه بها من المرافق الطبية في المملكة. وكانت المملكة العربية السعودية قد أوقفت منذ شهر إبريل / نيسان الماضي إصدار تأشيرات العمرة والحج للمسافرين من ثلاث دول أفريقية هي: سيراليون، وليبيريا، وغينيا؛ بسبب تفشي فيروس إيبولا في تلك الدول. ويعد فيروس "إيبولا" من الفيروسات الخطيرة والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90 %، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس، كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير. ومن المعلوم أنه لا يوجد حتى الآن أي علاج أو لقاح واقٍ ضد فيروس "إيبولا"، هذا بالإضافة إلى أن المرضى المصابين بهذا الفيروس يحتاجون إلى عناية مركزة، ولا يمكن السيطرة على تفشي العدوى إلا من خلال استخدام التدابير الوقائية الموصى بها طبياً. وأفادت منظمة الصحة العالمية، في بيان صدر أمس الإثنين، بأنّ عدد الاشخاص الذين توفوا جراء فيروس "إيبولا" وصل إلى 887 شخصا، مشيرة إلى أن الفيروس ينتشر بشكل خطير. وأضاف البيان أنه تم تشخيص ألف و600 حالة اصابة في غينيا منذ بدء انتشار الفيروس، لافتا إلى أنهم تلقوا أنباء عن حالات وفاة من نيجيريا. وذكر أن عدد الوفيات في غينيا بلغ (358) وفي ليبيريا (255) وفي جمهورية سيراليون (273) وفي نيجيريا شخص واحد.