استقبل الصوماليون أول أيام عيد الفطر المبارك اليوم الإثنين بأجواء تسودها الفرحة والسعادة، آملين أن يتحسن الوضع الأمني في البلاد مما يمكنهم من زيارة الأماكن التي لم يتمكنوا من الوصول في الأعياد الماضية. ويتنافس المواطنون على الأسبقية في تقديم عبارات التهنئة مثل "عيد سعيد"، و"كل عام وأنتم بخير"؛ تعبيرا عن فرحتهم في هذا اليوم الكبير، حيث يتبادل الأطفال عبارات التهاني تتقدمها البراءة للمارين حتى في الأزقات والأحياء السكنية، بحسب مراسل الأناضول. مسجد التضامن اقدم مساجد في العاصمة ووجهة المسؤولين في المناسبات والأعياد، حيث صلى كبار المسؤولين من الحكومة الصومالية يتقدمهم الرئيس حسن شيخ محمود صلاة العيد، وسط إجراءات أمنية مكثفة وتفتيش أغراض المصلين؛ تفادياً لأحداث أمنية خطيرة تستهدف المسؤولين والمصلين. وفي كلمة ألقاها الرئيس الصومالي بعد صلاة العيد، هنأ الشعب الصومالي بمناسبة عيد الفطر المبارك؛ راجيا من الله أن يدوم الفرحة والسرور لجميع المسلمين أينما كانوا. وحول الوضع الذي يمر به البلاد، قال محمود إن "الحكومة الصومالية أنجزت كثيرا من المكاسب السياسية والأمنية". وتابع "رغم ما يتضح للعيان في هذا العيد والأعياد الماضية، إلا أننا لم نحقق بعد تطلعات الشعب الصومالي الذي عانى الكثير من أزمات سياسية وأمنية". وجدد الرئيس دعوته لمقاتلي حركة الشباب إلى التخلي عن عقيدة الحرب والإصطفاف بجهود السلام، مشيرا إلى أن الشعب الصومالي جرب سنوات مديدة من الفوضى والحرب، وأخذ منها عبراً وتجارب كثيرة، معتبرا أن عقدة الحرب لا تجلب إلا الدمار والتخلف. وناشد المجتمع الصومالي بالعمل مع الحكومة ووضع الخلافات جانبا بغية إيصال السفينة الصومالية إلى بر الأمان، بحد قوله. وفي الساحات العامة وأماكن الملاهي، بات الصوماليون خاصة فئة الشباب منشغلين بإرسال الرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة لذويهم ولزملاء لهم. ورغم العجز الاقتصادي الذي يعيشه البلد وانتشار البطالة في صفوف الشباب، إلا أن أهالي البسطاء لم تمنعهم الظروف من الاحتفال بأيام العيد والتقاسم الفرحة مع ذويهم بتلك الاحتفالات. عائشة محمود أم لسبعة أولاد قالت للأناضول إن أولادها يتقاسمون الفرحة مع أقرانهم، رغم الضائقة المالية التي تعيشها فهي مصممة لزرع البسمة في قلوبهم مهما كان الأمر. وتعد المرأة في الصومال عماد الأسرة حيث يصطف الرجال في الشوارع بلاعمل مما جعلها تلعب دور الأب والأم فهي المعيلة الوحيدة للأسرة. فاطمة عبدي تعمل حمالة في سوق "بكارة" بمقديشو، قالت إنها تمكنت من إدخال الفرحة في قلوب أطفالها حيث اشترت مستلزمات العيد. أما من يحالفه الحظ فيتوجه إلى الملاهي والأماكن العامة التي أعدت خصيصا بمناسبة عيد الفطر.