قال ممثل دولة فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة السفير، رياض منصور، إن الشعب الفلسطيني يتم اعتقاله من قبل إسرائيل في سجن مفتوح يسمى غزة. وأضاف منصور، في كلمة له، خلال جلسة مجلس الأمن اليوم حول الشرق الأوسط، "لم نسمع مرة واحدة المندوب الإسرائيلي يقول أمام هذا المجلس كلمة احتلال، في تجاهل مناسب لحقيقة أن إسرائيل هي دولة محتلة، ولكن بطريقة أو بأخرى تدعي الحق في الدفاع عن نفسها من الناس الذين تحتلهم وتقمعهم بشراسة، وهي معركة مفتعلة من قبل إسرائيل". وأشار إلى أن أعداد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة في تصاعد مستمر مع كل دقيقة تمر، موضحًا أنه في يوم واحد، الأحد (20 يوليو/ تموز)، قتل 95 فلسطينيا ب"وحشية"، من بينهم 17 طفلا، و14 امرأة و4 أشخاص مسنين، "ذبحوا في حي الشجاعية من قبل قوات الاحتلال الذين تركوا شوارع المنطقة مغطاة بالجثث بالإضافة إلى العديد من الضحايا المحاصرين تحت أنقاض المنازل". ولفت السفير الفلسطيني إلى أن "إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، قامت بذبح عائلات بأكملها، وأن من بين العديد من الضحايا الذين لقوا حتفهم في غضون الأيام الثلاثة الماضية خلال الهجمات الإسرائيلية البشعة، عائلة الجامع المؤلفة من 26 شخصا في خان يونس (جنوب القطاع)، وعائلة أبو جراد المؤلفة من 8 أشخاص في شمال قطاع غزة، وعائلة عياد المؤلفة من 10 أشخاص في الشجاعية (شرق)، وعائلة الحلاق المؤلفة من 7 أشخاص في الشجاعية واللائحة تطول". وفي الجلسة ذاتها، قال منصور إن القصف الإسرائيلي يستهدف الأطفال والمدنيين في غزة، لافتا إلى أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي، داعيا المجتمع الدولي بضروة تطبيق القانون على اسرائيل من دون أي شروط. وذكر المندوب الفلسطيني أسماء حوالي 44 طفلا من الذين قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية على يد قوات الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن "البعثة الفلسطينية تضع اليوم ربطة سوداء تكريما لذكرى جميع الأطفال والنساء والرجال الذين قتلوا في هذه الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني". وعرض منصور خلال الجلسة صورًا لضحايا "مجزرة الشجاعية" الذين سقطوا جراء قصف إسرائيلي على حي الشجاعية شمالي غزة أول من أمس الأحد. ورفض السفير الفلسطيني الحجج الإسرائيلية التي تصف شعبا بأكمله بأنه "إرهابي"، وقال لأعضاء المجلس إن "أطفالنا ونساءنا ورجالنا ليسوا إرهابيين، ولا توجد أية أسرة تسمح باستخدام أحبائها كدروع بشرية". وتعرض حي الشجاعية لقصف إسرائيلي عنيف الأحد أدى إلى مقتل 74 شخصا وإصابة 200 آخرين، بحسب أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية. ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ يوم 7 يوليوالجاري، عملية عسكرية مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، تسببت حتى الساعة 18:10 (تغ) اليوم الثلاثاء في سقوط 632 قتيلا وإصابة نحو 3752 آخرين، وفق مصادر طبية فلسطينية. وفي المقابل، أسفرت العملية، وفق الرواية الإسرائيلية، عن مقتل 28 جندياً إسرائيلياً ومدنيين، وإصابة نحو 485 معظمهم ب"الهلع"، فضلا عن إصابة 90 جندياً، فيما تقول كتائب القسام الجناح العسكرية لحركة حماس إنها قتلت 52 جنديا من الجيش الإسرائيلي. وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ شهر يناير 2006 عقب فوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وشددته بعد سيطرة الحركة على القطاع في شهر يونيو 2007.