" هناك حيث يقف بالضبط بين عالمين في الموضع الذي وقف فيه ملايين البشر منذ الخليقة وسيقفون حتى يوم الدين، يوشك على مغادرة العالم الأول واللحاق بالثاني، يحاول الطبيب الشيخ رفعت إسماعيل أن يميط اللثام عن لغز جديد. ليس هذا من أجل الحقيقة ذاتها .. بل من أجل أن يحكي لكم قصة مسلية أخرى. قد تحب هذه القصة وقد لا تحبها، لكن تذكر أنها تستحق أن تُقرأ بعناية.. لأنها القصة الأخيرة." تلك الكلمات التى خطها الكاتب د. أحمد خالد توفيق على غلاف الجزء الثانى من قصته الأخيرة عن "رفعت إسماعيل " و التى من المقرر صدورها قريبا ، و قد صدر جزأها الأول فى معرض الكتاب تحت عنوان "أسطورة الأساطير " ، مما أحدث ضجة كبيرة بين معجبين السلسلة فى ذلك الوقت ، ليقيم المعجبين لأول مرة حفل تأبين لشخصية أسطورية على مواقع التواصل الاجتماعى . أكثر من 20 عاما صاحب د. رفعت إسماعيل القراء ، حتى رسخ فى عقولهم و قلوبهم كشخص حقيقى ، و ليس مجرد شخصية خيالية ، فكان إعلان إنهاء السلسة ووفاة رفعت إسماعيل صدمة حقيقية للقراء ، خاصة بعد تأكيد أحمد خالد توفيق فى تصريحات صحفية عن نيه بعدم التراجع قائلا : " لا أحد يكتب سلسلة عشرين عامًا بلا توقف ، و بعد حفل التأبين كيف أعيده إلى الحياة؟ ثم إن الأمر أفضل وأكرم لرفعت بهذه الطريقة" . ظهرت شخصية رفعت إسماعيل لأول مرة عام 1993 فى رواية حملت اسم " أسطورة مصاص الدماء"، ضمن سلسلة " ما وراء الطبيعة " التى تصدر عن المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر، " د. رفعت عبد الحفيظ إسماعيل" طبيب أعزب في السبعينات من عمره يروي ذكرياته و تجاربه مع الأحداث الخارقة للطبيعة ، والأساطير التى عمل على هدمها فى مصر وعديد من دول العالم، فى جو يمزج بين الرعب والسخرية . يصف رفعت إسماعيل نفسه بأنه حالة فريدة من القبح والنحول واعتلال الصحة. يدخن بشراهة، ويستخدم دائماً حبوب النيتروجلسرين بسبب حالة قلبه الواهنة. ويعاني من الربو وضيق الشرايين التاجية والقرحة ، و يصفه مؤلفه أحمد خالد توفيق بأنه ثرثار لا يمل الكلام عن نفسه . و رثا المعجبون رفعت بكلمات تعكس مدى تأثرهم لفراق هذا الشيخ العجوز الذى رافقهم فى رحلة الطفولة و الشباب ، قائلين : في وداع الرجل ذو البدله الكحلية التي لطالما جعلته فاتناً ،ذلك الطبيب العبقري الذي تحدي الأساطير و سطر اسمه في صدارة عالم الغموض و جعل حتي ألد أعدائه يحييه بكل احترام قائلا : "بك أسعد، ولك قلبي يطرب، وداعا دكتور رفعت " . « وداعًا أيها الغريب ..كانت إقامتك قصيرة ، لكنها كانت رائعة .. عسى أن تجد جنتك التى فتشت عنها كثيرًا .. وداعًا أيها الغريب ..كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل .. قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس .. لحنًا سمعناه لثوان هنالك من الدغل ..ثم هززنا الرءوس ، وقلنا إننا توهمناه ..وداعًا أيها الغريب .. لكن كل شىء ينتهى »