الأسطورة الأخيرة .. أنا لسة فاكرة اليوم اللي اكتشفت فيه إن رفعت إسماعيل مش حقيقي وإنه من خيال الكاتب..ولسة فاكرة الصدمة اللي اتصدمتها ,خصوصاً إن أحمد خالد توفيق كان بيرد على القرّاء بلسان رفعت إسماعيل ,وهما كمان كانوا بيكتبوا لرفعت..فكانت كل حاجة موحية إن فيه شخصية كدا بجد الفكرة إني حاولت كتير مع سلسلة رجل المستحيل وماكونتش بعرف أكمّل الروايات,مش لإنها مملة,بس نموذج البطل الذكي الوسيم اللي كل البنات بتحبه دا طول عمره بينرفزني,في المقابل..رفعت كان راجل عجوز,أصلع,ومش وسيم بالمرّة,ومعظم الوقت بيوقّع نفسه في مصايب سودة بسبب حماقته,وكل مرة بينجو من المصيبة بتيمة "ورب العرش نجّاني"..دا كان مُريح ليا عشان بيثبت إنه مش لازم تبقى شخص عظيم وبرنس في نفسك علشان يبقالك حكايتك الخاصة أو عشان تبقى بطل ..رفعت كان مثل لكل الغلبانين , اللي بيقعدوا ورا خالص في حفلات المدرسة ,والمدرس مكانش بيحفظ أسماءهم ,وللعيال التانيين اللي لمّا كانوا بيطلعوا يقولوا فقرة في الإذاعة كانوا بيتلجلجوا ويرتبكوا ويعكّوا..وأنا كنت عكّاكة كبيرة في الإذاعة المدرسية. وأنا في خامسة ابتدائي قعدت أفكر في ديباجة مناسبة للجواب اللي هبعته لرفعت,وكنت بحاول أحشر أكبر قدر من حس الدعابة في صياغة الجواب علشان "رفعت"يقبلني كصديقة ليه. أختي الكبيرة كانت بتمسك فهرس كل عدد وتعلّم على الأعداد اللي عرفنا نوصلّها وقريناها,وانا مكونتش بقرأ آخر سطر في الرواية لو العدد التالي ليها مش متوّفر,علشان كان دايماً بيحكي حتة بسيطة من الرواية اللي بعدها ويقول "ولكن هذه قصة أُخرى" ,فكنت بتغاظ واتنكّد لإني مش هعرف أقرا القصة الأخرى دي. لسة فاكرة ترتيب قرايتي للروايات وإني بدأت أول حاجة بأسطورة رجل الثلوج , وإني قريت أسطورة النافاراي قبل الكاهن الأخير لإني من محافظة إقليمية ومش كل الأعداد كانت بتوصل , وفاكرة إني قريت "في جانب النجوم"وانا عيّانة وحرارتي عالية ,فمكونتش متأكدة الهلوسة اللي في الجانب النجوم من خيال الكاتب وللا من تأثير الحمّى.أسطورة طفل آخر هتفضل هي السبب في تعاطفي مع الأبراص ,وبقيت كل ما بشوف بُرص في أي مكان بفتكر البُرص البائس اللي رفعت كان بيحبّه وبيسيبه في البيت لزوم الصُحبة. لما قريت المقبرة ورونيل السوداء كنت كبيرة شويّة ,في إعدادي,فتعاملت معاهم كإنهم روايات مهمّة وكنت مأخوذة بالحبكة اللي في نهاية أسطورة المقبرة . وأنا في تالتة إعدادي كانت معايا بنت إسمها دينا جمعة ,إكتشفت ان عندها عدد كبير من روايات ما وراء الطبيعة ,فكانت كل يوم بتجيبلي رواية ,أقراها في المدرسة وأديهالها تاني , إحنا فعلاً اتناقشنا في أسطورة "مصاص الموتى الأحياء" وأسطورة "رأس ميدوسا" وقيّمناهم على مستويات مختلفة..أحيه! . النبوءة والعرّاف قريتهم وانا في إجازة تالتة إعدادي ..فكانت دماغي كبرت شوية وكنت معجبة بكم المعلومات اللي في الروايتين عن نوستراديموس ونبوءاته ,كانت أول مرة أعرف نوستراديموس أصلاً.. بفرح لما ألاقي حد بيستخدم إفيهات كان رفعت بيستخدمها في الرواية , بيبقى الموضوع أشبه بمعسكر واحد نشأنا فيه كلنا واحنا عيال ,ولمّا كبرنا بقينا نلاقي بعض بالسييم وبكلمة السر. مفاجئتي كانت دلوقتي لما لقيت لرفعت إسماعيل صفحة على ويكيبيديا , مكتوب فيها كل حاجة عنّه,شغله,حلقات الرعب اللي كان بيتورط فيها, برنامج بعد منتصف الليل الإذاعي اللي رفعت كان ضيف فيه لفترة ,واللي اتمنعت إذاعته بعد كدا علشان كان بيخوّف الأطفال .خطوبته الفاشلة مع هويدا,وقصة حبّه لماجي ماكيلوب التي تسير على العشب دون أن تثني منه عوداً واحداً. في حد إهتم فعلاً..في حد صدّق,ودي حاجة جميلة . الأسبوع اللي فات لما كنت في المكتبة لمحت رف مليان روايات جيب حجمها صغيّر,سألت صاحب المكتبة وقالي إنها كل إصدارات "روايات مصرية للجيب" فانتازيا وسافاراي ورجل المستحيل وملف المستقبل وكوكتيل ..كان الرف الأقرب ليا هو رف ما وراء الطبيعة , وقفت نص ساعة تقريباً بفتحهم عدد ورا التاني وأفرّ فيهم شوية وأنا بفكّر في كل الأعداد اللي كان نفسي أقراها زمان ومكونتش بلاقيها. أكتر من مرة كان رفعت إسماعيل بيقرر إنه ينهي السلسلة,ولما كانت بتوصله رسايل الأصدقاء..كان بيأجل العدد الأخير شوية كمان.المرة دي السلسلة هتنتهي بجد , وهينتهي معاها عالم متكامل كان في البداية مجرد فكرة في عقل صاحبها,وبعدين اتحوّل لأرض مشتركة بيقف عليها ناس كتيرة قوي من اللي صدّقوا وصادقوا. في أسطورة النبوءة فيه أغنية شعريّة حزينة جداً بيتكرر على مدار الرولكاية بتقول : وداعاً أيها الغريب كانت إقامتك قصيرة لكنها كانت رائعة عسى أن تجد جنتك التي فتّشت عنها كثيراً وداعاً أيها الغريب كانت زيارتك رقصة من رقصة الظل قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس لحناً سمعناه لثوانٍ هناك من الدُغُل ثم هززنا الرؤوس وقلنا أننا توهمناه وداعاً أيها الغريب لكنّ كل شيء ينتهي