قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، اليوم الجمعة، إن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، تبقى اقتراحا قائما في ظل الأوضاع الراهنة في قطاع غزة. وتابع فابيوس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري، سامح شكري، عقد بالقاهرة اليوم الجمعة، "نحن ندعم المبادرة المصرية التي تبنتها الجامعة العربية، والتي قبلها الجانب الإسرائيلي ولكن لسوء الحظ لم تقبلها حركة حماس حتى الآن، ونرى أن هذا الاقتراح يبقى قائما". ومضى قائلا، "يجب الذهاب إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت، وهو ما سيؤدي إلى هدنة ثم استئناف المفاوضات". واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن "الأوضاع في غزة تشير إلى ضرورة قبول غير مشروط بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ومنع وقوع المزيد من الضحايا". ولفت فابيوس إلى أنه التقى اليوم بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، وسيتوجه غدا إلى الأردن، ثم سيلتقي مساء الغد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل. وتابع "الرئيس الفلسطيني طلب منا استخدام تأثير بلادنا على عدد من شركاءنا، للعمل من أجل موافقة حركة حماس على وقف إطلاق النار، وفعلياً أجريت اتصالات بنظيري القطري (خالد العطية) الذي عرضت عليه تحليلنا للأوضاع في غزة، وأخبرني أن حماس، برأيه، راغبة في أن يكون هناك عناصر للمحادثات، خاصة فيما يخص الحظر على غزة (مستمر منذ 2007)". من جانبه، قال وزير الخارجية المصري إن "أزمة التصعيد العسكري الحالي في قطاع غزة، أخذت الحيز الأكبر من مشاوراتنا، وكان هناك توافق على أهمية المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وأهمية تفعيلها لحماية الأرواح من الأبرياء بين الشعب الفلسطيني". ولفت شكري إلى إن "الأوضاع الراهنة في غزة، تتطلب ضرورة القبول غير المشروط للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، ومنع وقوع مزيد من الضحايا". ورداً على سؤال بشأن إمكانية فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة بشكل دائم، قال شكري، إن "المبادرة المصرية تشمل بندا واضحا لفتح كافة المعابر، وهذه إشارة مرتبطة بالصراع والمسؤوليات الواقعة على إسرائيل، من خلال توفير الحاجات الإنسانية لشعب غزة، وأن هذا لا يحدث إلا من خلال رفع الحظر على القطاع". ومضى الوزير قائلا، إن "وقف إطلاق النار وقبول الأطراف له تلقائيا، سيودي إلى فتح المعابر الإسرائيلية لتوفير الحاجات الإنسانية، أما معبر رفح فيتم تناوله في إطار العلاقات بين مصر وفلسطين، وهو خارج هذا الإطار". ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، وصل وكالة الأناضول نسخة منه، فإن المباحثات بين فابيوس وشكري تناولت "عناصر المبادرة المصرية وطبيعة الاتصالات المكثفة التى تجريها مصر مع كافة الأطراف المعنية والعربية والدولية لضمان قبول المبادرة التي تمثل السبيل الوحيد لحقن دماء الفلسطينيين الأبرياء ووقف الاعتداءات الإسرائيلية". ويشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ يوم 7 يوليو الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، تسببت بمقتل 271 مواطنا، وإصابة 2050، بحسب مصادر طبية فلسطينية. وطرحت مصر، الاثنين الماضي، مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة تنص على وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، وفتح المعابر الحدودية وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.