نظم عدد من الأحزاب اليسارية التونسية مسيرة احتجاجية في العاصمة تونس، مساء الخميس، لتنديد بمقتل 14 حنديا على يد مسلحين "إرهابيين"، بمنطقة الشعانبي، غربي البلاد، كما جابت مسيرة أخرى مدينة القصرين، لذات السبب. ففي العاصمة تونس، نظمت الجبهة الشعبية (ائتلاف حزبي يساري) وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، والحزب الجمهوري، مساء الخميس، مسيرة احتجاجية شارك فيها المئات من أنصارهم. وانطلقت المسيرة من أمام المسرح البلدي لتجوب شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس. ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "بالروح بالدم نفديك يا علم"، و"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء"، و"لا للإرهاب" و"تونس تونس حرة والإرهاب على برة". وقال حمة الهمامي، الناطق باسم الجبهة الشعبية، إن "الشعب التونسي قادر على التصدي لظاهرة الإرهاب وسيكون سدا منيعا أمامه". ودعا في تصريحات لوكالة الأناضول، إلى "ضرورة التعبئة الشعبية والخروج في مسيرات كبيرة، لأن القضاء على الإرهاب مسؤولية جماعية، ولا تقتصر فقط على الأمن والجيش الوطنين". بدوره، يرى عصام الشابي، القيادي بالحزب الجمهوري، أن "هناك ثغرات كبيرة وخلل في الأداء الأمني والعسكري وتقصير سياسي، سهل الطريق أمام الإرهابيين للقيام بمثل هذه العمليات الخطيرة" وأضاف في حديث لوكالة الأناضول أنه " حان الوقت لتغيير التعاطي السياسي والإعلامي مع الإرهاب، وانه على مختلف الأطراف السياسية أن تترك خلافاتها جانبا". وفي مدينة القصرين، غربي البلاد، خرجت مسيرة ليليلة، للتنديد بمقتل العسكريين على يد "إرهابيين". وشارك المئات في المسيرة التي دعت إليها جمعيات مجتمع مدني، وجابوا شوارع المدينة رافعين لافتات كتب عليها، "حكومة التكنوقراط ارحل"، و" يا مرزوقي ليس دورك إعلان الحداد"، و"لن تمرّوا لأننا نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد". وردّد المشاركون هتافات منها، "القصرين حرّة حرّة، والإرهاب على برّة"، و"الجهاد بفلسطين يا تجار الدين". ومساء أول أمس الأربعاء، قتل مساء 14 جنديا و"إرهابي'' واحد فيما أصيب 22 جنديا آخرين في منطقة هنشير التلة في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين (غرب) بعد هجوم شنته مجموعتين "إرهابيتين"، بحسب وزارة الدفاع التونسية. وقامت "مجموعتين إرهابيتين"، تسللتا من خارج الشعانبي، بمهاجمة نقطتي مراقبة بصورة متزامنة على مستوى منطقة التلة بجبل الشعانبي، وفقا لنفس المصدر. وأعلن الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، منتصف أبريل الماضي، جبل الشعانبي وبعض المناطق المتاخمة له، ومنها جبل السلوم، منطقة عمليات عسكرية مغلقة، حيث ما تزال قوات الجيش والأمن التونسي تفرض طوقا أمنيا حولها باعتبارها معقل المجموعات "الإرهابية".