يعد الوقت رأس مال الإنسان في هذه الدنيا فهو مادة الحياة ولعظم أهمية الوقت فقد أقسم الله به - عز وجل - في آيات كثيرة من كتابه الكريم منها قوله - تعالى -: "وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" سورة العصر. أقسم - جل وعلا - بالعصر، وهو الدهر الذي هو زمن تحصيل الأرباح والأعمال الصالحة للمؤمنين، وزمن الشقاء للمعرضين، ولما فيه من العبر والعجائب للناظرين. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ" وفي حديث آخر قال "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ"، وفي حثه على اغتنام أوقات الفراغ قال صلي الله عليه وسلم " اغتنم فراغك قبل انشغالك". ومن المواقف التي يندم فيها المسلم علي ضياع وقته لكن بعد فوات الأوان لحظة احتضاره، قال تعالى: "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ". إدارة الوقت احرص على الوقت المتاح لك، وضع برامجك وخططك؛ لتحقق أهدافك وطموحاتك ولابد أن تخضع المهام التي تقوم بها على ثلاث اختبارات لتحدد المهام التي تقوم بها والتي تفوضها والتي لا تقوم بها أصلاً وهي: 1- اختبار الضرورة: تأكد من مدى أهمية وضرورة هذه المهمة، ولا يكفي فقط أنها ممتعة. 2- اختبار الملائمة: بعد اختيار المهام الضرورية؛ عليك أن تحدد الرجل المناسب لها، وقد يكون ليس أنت. 3- اختيار الكفاءة: بعد اختيار المهام الضرورية والرجل المناسب لها، يلي ذلك اختيار الأسلوب الأمثل لأدائها. احذر مضيعات الوقت يعد عدم التنظيم هو العدو الأول للوقت، وإن تنظيم مكان عملك ومعاملاتك واتصالاتك أساساً للسيطرة على وقتك؛ بل إنها توفر لك الوقت الذي أنت بحاجة إليه وكل هذه الأمور ستساعدك على الإنجاز. أما التسويف، فهو مرض يقتل الإنجاز والطموحات، ويجعلك ضعيفاً في اتخاذ القرارات، ولعلاج ذلك عليك تحديد موعدا نهائياً لإنهاء المهمة ووضع الحوافر المشجعة للعمل وتقسيم المهمة إلى أجزاء وترتيب أمر المتابعة لتقييم عملك ولابد وأن تمتلك القدرة على قول كلمة (لا) خصوصاً عندما يوكل إليك بمهام فوق طاقتك؛ لأن ذلك سيكون على حساب صحتك أو رداءة أدائك وكلاهما مر، إذاً قل: (لا)، ولكن بلباقة وانشراح صدر وطيب نفس، وهذا سينعكس على الشخص الذي أمامك. كيف تنظم يومك؟ خلق الله اليوم 24 ساعة لكل البشر؛ لكن هناك من يحسن تنظيم وقته فيقوم بانجاز مهامه وهناك من يسأل نفسه في نهاية اليوم عن سبب ضياع وقته بلا جدوى!. قم بعمل قائمة زمنية لتجنب إسراف الوقت في أمور غير مجدية، ففي آخر اليوم عليك استقطاع 15 دقيقة لتخطيط عمل اليوم التالي، واحرص على تدوين كل الأمور ولا تنسى شيء، وجعل لكل عمل بداية ونهاية بمدة زمنية واقعية واجعل الأكثر أهمية في برنامجك في أفضل الأوقات الإنتاجية لديك. وعند تزاحم الأوقات قدم عمل الأوليات، اجعل هناك تصنيف لكل مهمة: طويلة الأمد (ط)، قصيرة الأمد (ق) وقدر الوقت الذي تستهلكه في قضاء هذه المهمة فلا تحاول إنجاز كل شيء في لحظة وفي نهاية الأسبوع عليك أن تسأل عن أهم معوقات عملك وأهم الأشياء التي تساعدك على انجاز أهدافك. بداية النجاح وقد تواجه في بداية عمل قائمة يومية لأعمالك بعض التحديات مع النفس، وتعويدها على تنفيذ قائمتك اليومية؛ بل الغالب أنك ستفشل في البداية أو أنك سوف تحقق قليلاً من أعمالك المدونة، وهذا في الحقيقة ليس فشلاً؛ بل هو بداية النجاح فقط يحتاج الأمر إلى إصرار. يوم في حياة صائم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه " في هذا الحديث فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قيام الليل، وهو عبادة ليلية، وبين صيام رمضان، وهو عبادة نهارية، ليؤكد ضرورة اغتنام ليل رمضان ونهاره. أعمال ليالي رمضان يستحب التبكير بالإفطار على رطب، فإن لم تجد فعلى تمر، فإن لم يجد فماء، وذلك متى سمعت الآذان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" ويجب عدم الإفراط في طعام الإفطار حتى تستطيع أداء صلاة التراويح، و الذهاب مبكرا إلى المسجد لأداء صلاة العشاء؛ ثم صلاة سنة العشاء ركعتين بعدها؛ ثم صلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف لحديث "من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب له قيام ليلة". واحرص على النوم مبكرا مع تلاوة أذكار النوم، لتتمكن من قيام الثلث الأخير من الليل ويكون تنويع العبادات من الأهمية بمكان ما بين الصلاة وقراءة القرآن والاستغفار والإلحاح في الدعاء، واحرص على أن تنام متوضئا، وعلى جانبك الأيمن. احرص على صلاة ركعتي سنة الفجر في البيت قبل الخروج إلى المسجد، فهاتين الركعتين أفضل من الدنيا وما فيها. أعمال نهار رمضان في الطريق إلى العمل احرص علي ذكر الله أو قراءة جزء من القرآن أو الدعاء. وإذا كنت تذهب بسيارتك فحاول وضع شريط من المصحف المرتل لسماعه، مع مراعاة التسلسل في أجزائه حتى تتم ختمة للقرآن بهذا الشكل. احرص على أن تُفرّغ نفسك من المشاغل قبل المغرب، واغتنم هذه الفترة في الدعاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ترد دعوتهم ومنهم: والصائم حتى يفطر. كيف تختم القرآن في أسبوع يتسابق المسلمون في قراءة القرآن في شهر رمضان المبارك لعظم ثواب قراءة القرآن فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف}. ولختم القرآن الكريم في أسبوع واحد فقط، فإن عدد صفحات القرآن الكريم تساوي 600 صفحة بما يتطلب قراءة 86 صفحات يوميا أي قراءة 9 صفحات قبل كل صلاة ومثلها بعد كل صلاة.