طالب أقارب الصبي الأمريكي ذي الأصل الفلسطيني طارق أبو خضير، بعودته إلى الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج من الإصابات التي لحقت به جراء اعتداء جنود إسرائيليين عليه بالضرب يوم الجمعة الماضي في القدس. وأعلن حكيم أبو خضير ابن عم طارق ابو خضير "15 عاما" الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية لبعض الوقت قبل أن تطلق سراحه ب"إفراج مشروط": "إنه شعر بقلق وخوف كبيرين لحظة إدراكه أن الفتى الذي شاهده في تسجيل مرئي وهو يتلقى ضربا مبرحاً من قبل عناصر أمن اسرائيلية هو ابن عمه طارق أبو خضير". وأضاف حكيم ل "الأناضول": "شعرت بخوف كبير، أحد أبناء عمومتي مات "محمد أبو خضير" والثاني "طارق" ألقي القبض عليه، لم أعرف ما الذي علي فعله، كنت جالساً في منزلي غير قادر على فعل شيء، واجب على الحكومة هناك أن تفعل شيئاً، ويجب على الحكومة الأمريكية فعل شيء كذلك". وحكيم الذي يعمل في التجارة وبيع وشراء السيارات ظلت عيناه تقاومان الدموع وهو يشرح انفعالاته لحظة معرفته ما حدث لابني عميه قائلا إن "الإسرائيليين لم يوجهوا أي تهمة لطارق عندما اعتقلوه". وأضاف: "نحن كعائلة أبو خضير لم نعرف ما نفعل، ابن عمي محمد مات، كل ما نستطيع فعله هو قبول التعازي، لكننا لا نريد أي تعازي حتى تفعل الحكومة شيئاً بخصوصه". ويوم الجمعة الماضي ألقت القوات الإسرائيلية القبض على طارق أبو خضير في القدس عقب تشييع جنازة ابن عمه محمد أبو خضير. واختطف محمد أبو خضير من أمام منزله بالقدس الأسبوع الماضي قبل أن تحرق جثته ويقتل على يد من يعتقد أنهم مستوطنون إسرائيليون ، انتقاما من مقتل 3 مستوطنين عثرت إسرائيل على جثثهم في الخليل جنوبي الضفة الغربية يوم 30 يونيو/حزيران الماضي بعد اختفائهم منذ يوم 12 من الشهر ذاته. وأظهرت كاميرات أحد المحال التجارية القريبة من مكان اعتقال طارق أبو خضير، ثلاثة جنود إسرائيليين وهم يطيحون بالفتى المكبل بالقيود، ويوسعونه ضرباً. ويوم الأحد الماضي، قررت السلطات الإسرائيلية، إبعاد طارق أبو خضير، عن منزله في بلدة شعفاط في القدسالشرقية لمدة 15 يوما، إلى بلدة بيت حنينا المجاورة، مقابل الإفراج عنه من السجن الإسرائيلي، حسبما أفاد نادي الأسير الفلسطيني. وقال النادي في بيان سابق له: "إنه إضافة إلى قرار الإبعاد قرر الاحتلال حبسه منزليا لمدة 9 أيام "إضافية بعد انقضاء ال15 يوما الإبعاد" وفرض كفالة مالية 3000 شيقل"900 دولار"، إضافة إلى كفالة طرف ثالث "من خارج عائلته "ب10 آلاف شيقل"2800 دولار". وقال حكيم: "إن طارق لم يفعل شيئاً على الاطلاق عند هجوم الجنديين الاسرائيليين عليه"، موضحا أنه "طارق" وضع اللثام على وجهه لتجنب التأثر الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الاسرائيليون على المحتجين الفلسطينيين". أما زكية أبو خضير إحدى بنات عم طارق فقالت "كان من الصعب علي مشاهدة التسجيل الذي أظهر طارق وهو يتعرض للضرب الشديد من قبل جنود اسرائيليين". وأضافت: "كانت صدمة، لم أستطع مشاهدة التسجيل، لم يكن يقاوم على الاطلاق بينما هم يركلون رأسه ويدوسون عليه، وهو راقد هناك دون حراك، ولم يكن قادراً على المقاومة". ومضت زكية ، وهي مختصة في مجال الرعاية الاجتماعية، قائلة إن "طارق في باحة بيت عمه يشاهد ما يقوم به باقي ابناء عمه من احتجاج على مقتل محمد عندما شعر بقدوم جنديين من ورائه فحاول الفرار والقفز على سياج، إلا أنه لا يعرف المنطقة ولم يعرف كيفية الخروج ما ادى إلى اعتقال الشرطة الإسرائيلية له وضربه". وقالت: "إن جل ما تسعى إليه عائلة طارق واقاربه في الولاياتالمتحدة حاليا هو عودته ليتلقى العلاج في مؤسسات صحية متقدمة". وأوضحت قائلة: "إن أحد مخاوفي الرئيسية، هو أن طارق لم يتلق العناية الصحية الملائمة، فنحن لا نعلم حالته حتى الآن، لقد أصيب بارتجاج في الدماغ، وفي بعض الاحيان قد لا تظهر عواقبه بشكل مباشر، ولذا فنحن نسعى إلى حصوله على العلاج في الولاياتالمتحدة". وكانت الخارجية الامريكية قد أعلنت الاحد الماضي عن وجود امريكي في سن المراهقة يدعى طارق ابو خضير في حوزة السلطات الاسرائيلية . وفي وقت سابق أعربت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الامريكية جنيفر ساكي عن قلق بلادها إزاء تقارير عن انتهاكات بحق طارق أبو خضير قائلة "قلقون بشكل كبير من تقارير تشير إلى تعرضه (طارق) للضرب المبرح أثناء احتجازه لدى الشرطة"، ونددت بشدة ب"الاستخدام المفرط للقوة".