للصبر أنواع يذكرها الشيخ الماوردي الشافعي فيقول "واعلم أن الصبر على ستة أقسام, وهو في كل قسم منها محمود فأول أقسامه وأولاها: الصبر على امتثال ما أمر الله - تعالى - به، والانتهاء عما نهى الله عنه; لأن به تخلص الطاعة، وبه يصح الدين وتؤدى الفروض ويستحق الثواب، كما قال تعالى في محكم الكتاب: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، . وليس لمن قل صبره على طاعة حظ من بر ولا نصيب من صلاح، ومن لم ير لنفسه صبرا يكسبها ثوابا، ويدفع عنها عقابا, كان من سوء الاختيار بعيدا من الرشاد حقيقا بالضلال، وقد قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: يا من يطلب من الدنيا ما لا يلحقه أترجو أن تلحق من الآخرة ما لا تطلبه. وقال أبو العتاهية رحمه الله تعالى: أراك امرأ ترجو من الله عفوه وأنت على ما لا يحب مقيم تدل على التقوى وأنت مقصر فيا من يداوي الناس وهو سقيم وهذا النوع من الصبر إنما يكون لفرط الجزع وشدة الخوف فإن من خاف الله - عز وجل - وصبر على طاعته، ومن جزع من عقابه وقف عند أوامره.