كنت أسير فى طريقي أحدق فى وجوه الناس كما أعتدت أن أفعل..!!!! أعلم ان هذا يكاد يبدو جنونيا بعض الشئ... ولكن؟؟ ما يدفعنى إلى هذا...رغبتى الشديدة واهتمامي أن أعرف هموم الناس... إما ان أشاركهم خفية بقلبى...وإما ان اخفف عنهم ولو استطعت لهرولت إليهم سائلة: مما تعانون؟؟ وحتما الإجابة...."إنها الحياة" وأنا أستمر فى سيرى...فوجئت برجل لم يتجاوز الأربعين من عمره...جالسا على تلك العربة التى هى لذوى الاحتياجات الخاصة يدفعها بيده... وقف أمامي...أو أنا من وقفت أمامه !!! فوقتها لم أكن منتبه لطريقي... وكان على أن أتنحى جانبا لكى يمضى هو فى طريقه..ولكن!! ما حدث كان غريبا... وقفت فى مكانى لا أعلم لماذا ؟؟!! وتوقف هو عن دفع العربة..ثم نظرت فى عينيه... وقتها شعرت أن قدماي قد التصقت بالأرض...وكلانا مازال ينظر للآخر... ورغم أنها كانت مجرد نظرة... ولكنى شعرت ان هذا الرجل يعانى من الما وهما ثقيلا "نعم" فعيناه هى من أخبرتني ذلك.. وما لاحظته إنه كاد ان يبكى ويجهش بالبكاء.. وسمعته ينادينى بصوت سمعه قلبى..؟؟ "كثر الهم والحمل الثقيل..فلم أعد أحتمل.." مضيت فى طريقي...ولكن قلبى مازال مفطور من تلك النظرة.. وظلت رأسي مستديرة نحوه..وكلانا ينظر للآخر!! ثم ناداه قلبى بصوت سمعه هو أيضا.. "لنا رب كريم..يجيب المضطر إذا دعاه...هو أملنا ومفرج همومنا وليس لنا رب سواه"