حسام عقل: انقلاب عسكري مكتمل الأركان يسري العزباوي: صعود السيسي للرئاسة خاضع للمتغيرات السياسية حسن نافعة: السيسي كان الصانع الحقيقي للقرار في عهد الرئيس المؤقت عايدة نصيف: الجيش المصري وطني منذ عهد الفراعنة جمال زهران: الجيش لم يتدخل في عمل المستشار عدلي منصور ثورة أم انقلاب؟ هذا هو السؤال الأكثر حضورا بعد ال"30 يونيو"، فمن قائل أن هذه ثورة شعبية أيدها الجيش وحماها، وآخر يقول بأن هذا يعد إنقلاباً عسكرياً مكتمل الأركان. وفي الذكرى الأولى ل"30 يونيو" تحاول شبكة الإعلام العربية "محيط" أن تجيب على هذا السؤال : ثورة أم انقلاب؟ ورداً على هذا السؤال يقول الدكتور حسام عقل رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري، أن وصول الرئيس السيسي إلى قصر الرئاسة كان أمرا متوقعا، وكان من الواضح في بيان 3 يوليو أن القوات المسلحة تضمر خطوات محددة للتخلص من الرئيس المدني المنتخب وتوطين الكوادر العسكرية داخل الدولة، بدليل سيطرة رجال القوات المسلحة علي المحافظات والهيئات السيادية، والآن يكلل هذا الأمر بدخول وزير الدفاع السابق إلى قصر الرئاسة. وأكد عقل أننا أمام "انقلاب عسكري" متكامل الأركان بتعريف العلوم السياسية، وبالتالي كل هذه الخطوات كانت متوقعة ومعروف أن كل ما يدور مجرد خطوات ديكورية تريد أن تسوق صورة انتخابات وديمقراطية مزعومة . ونوه عقل علي أن المستشار عدي منصور كان مجرد "واجهة مدنية للحكم العسكري" وما صدر من قرارات في عهده حولت مصر إلى ثكنة عسكرية تديرها المؤسسة الأمنية، وأي شخصية مدنية دخلت المشهد كانت مجرد ديكور ودمية وكان الجامع الحقيقي لخيوط اللعبة هو المؤسسة العسكرية وتحديد الرئيس السيسي. وأوضح أن المستشار عدلي منصور لم يكن باستطاعته إصدار قانون مثل قانون التظاهر ولا غيره، ولا أن يتحرك خارج المربع الذي رسمته القوات المسلحة في إطار"3 يوليو". واضاف عقل أن مخاطر "الانقلاب العسكري" تكمن فيما وصلنا إليه من نتائج، فلا يمكن للانقلاب العسكري أن يأتي بخير، فقد خلف انقلاب الأرجنيتين آلاف القتلى والمعتقلين بالإضافة للجثث التي تم إلقائها في البحر، وفي البرازيل تم مطاردة المعارضة حتي الحدود والنماذج كثيرة. ويضيف: أما في مصر فقد صاحب "الانقلاب العسكري" موجات دموية، فهناك الآن ما يزيد عن 20 ألف معتقل تكتظ بهم السجون وآلاف الشهداء ، بالإضافة إلى تزايد عمليات السحل والقمع وتكميم الأفواه ورسم سياسة الدولة طبقا لرجل واحد فقط، وكل هذا لا يبني مجتمعا مدنيا وما وصلنا إليه من انهيار اقتصادي يؤكد أننا أمام "كارثة". واختتم عقل كلامه لافتاً إلى أن الانتخابات الرئاسية لم تضفي لون من الشرعية علي نظام الرئيس السيسي، فالقطاع الرافض ل"30 يونيو" في حراك شبه يومي، وخلع السيسي للبذة العسكرية لا يكسبه صفة المدنية فالقوات المسلحة هي من أدارت له الندوات والمؤتمرات. وأكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المستشار عدلي منصور كان صانع قرار قانوني، وكان المشير السيسي هو العامل الحقيقي في اتخاذ القرار،وهو من سيتحمل عواقب المرحلة باعتباره بطل مشهد الإطاحة بجماعة الإخوان من الحكم. وأضاف نافعة أن ترشح السيسي كان معلوما، وسبقه مؤشرات كانت تدل عليه، لكن مساويء هذا الحدث هو تأثيره علي التنافسية في العملية الانتخابية. وأكد نافعة أن تحرك السيسي في مشهد "30 يونيو" ثم قراره بخوض الانتخابات الرئاسية لم يكن إلا انحيازا لمطالب الشعب، فشريحة عريضة من المجتمع طالبته بذلك. أما الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس فرأى أن العلاقة كانت طبيعية ومستقرة بين المستشار عدلي منصور وبين القوات المسلحة لأنها كانت تعتبره جزءاً من نجاح خارطة الطريق، فكان المستشار عدلي منصور مدعوما من القوات المسلحة وكانت تعتبره رجل المرحلة. ونفي زهران تدخل القوات المسلحة في اختصاصات المستشار عدلي منصور أثناء فترة رئاسته المؤقتة، مضيفا أن أبعاد العلاقة الآن بين الرئيس السيسي والمؤسسة العسكرية طبيعية لأنها ترى أن السيسي جزء منها وذو خلفية عسكرية مما زاد من الاستقرار بين المؤسستين وهو ما افتقدته مصر منذ 25 يناير. واتفقت معه الدكتورة عايدة نصيف أستاذ الفلسفة السياسية فيما يخص العلاقة بين القوات المسلحة والمستشار عدلي منصور ووصفتها بأنها كانت "متوافقة" وأن المستشار عدلي منصور كان شخصية منفتحة وحظي بتوافق بين الأحزاب ولم يكن يتخذ القرار بصورة منفردة. وأضافت: ما فعله الرئيس السيسي في 30" يونيو" هو نفس ما فعله في ثورة 25 يناير عندما كان جزءاً من المجلس العسكري، فكما انحاز لمطالب الشعب في 25 يناير انحاز إليه أيضا في "30 يونيو" وجمع تحت لوائه كافة الأطياف من الأزهر والكنسية ومن القوى العلمانية مثل الدكتور محمد البرادعي وحتى حزب النور. ونوهت نصيف إلى أن كلمة "العسكر" كانت تطلق علي مرتزقة المماليك لكن الجيش المصري جيش وطني يخدم مصالح الوطن منذ عهد أحمس وحتى تأسيسالجيش النظامي حديث في عهد محمد علي، مما وضع خصائص محددة في طبيعة علاقة الجيش المصري بالشعب. وقال يسري العزباوي المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه لا يجب إساءة فهم صعود السيسي إلى الرئاسة بعدما كان وزيرا للدفاع، لأن المسألة خاضعة لمقتضيات العملية السياسية، فهو جاء إلى الرئاسة بالزي المدني وطبقا للدستور والقانون، وإذا قيل أن السيسي حنث في وعوده فالإخوان أيضا قالوا أنهم لن يرشحوا أحداً وسرعان ما دفعوا باثنين في الانتخابات الرئاسية. وأكد العزباوي أن مجال تدخل القوات المسلحة في عمل المستشار عدلي منصور أو اتخاذه واجهة مدنية لا أساس له من الصحة لأن المستشار عدلي منصور قام بتفويض مجلس الوزراء ببعض صلاحياته عقب توليه الحكم. وقال الدكتور محمد عفيفي الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للثقافة أن التاريخ سيذكر أن "30 يونيو" موجة ثورية جديدة من موجات 25 يناير، وأنه لا يجب الفصل بينهما، وكانت نتيجة للفشل الذي وقعت فيه جماعة الإخوان المسلمين، فالأمم لا تقوم بثورة كل يوم. اقرأ فى هذا الملف "30 يونيو عام من الواقع والحلم" * إغلاق القنوات وقصف الأقلام.. عنوان المرحلةبعد30 يونيو * خبراء اقتصاديون: الحكومات أدارت المرحلة بمنظور قصير المدى * فتاوي استباحة الدماء عنوان للمرحلة والامن يفرض غرامة علي ملصقات دينية * توقعات بانتهاء الارتباك السياسي بمصر.. وخبراء: الوضع معقد * «الثلاثون من يونيو» وانقسام المجتمع المصري * علاقات مصر الخارجية.. تحديات وفشل في إدارة الأزمات ** بداية الملف