العزب الطيب الطاهر حاجتنا تتسع الي الفن الجميل المدهش والمعبر عن أحلام الانسان والمتفاعل مع روحه الشفيفة والنقاء الانساني خاصة في ظل هجمات الفن الهابط الذي يكاد يهيمن علي مفردات المشهد الفني العربي للاسف. هذه الحاجة تلبيها بالتأكيد الليلة المصرية التي ستنظم مساء اليوم علي مسرح قطر الوطني بالتنسيق بين السفارة المصرية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث ويحييها الفنان ايمان البحر درويش وفرقة الفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة المصرية وانا لا اقول ذلك من باب الترويج لهذه الليلة لكني علي قناعة بأن الذائقة العربية باتت تتطلع الي الخروج من الحصار المفروض عليها من فضائيات تلوث الاذن قبل العين وتهدر واحدا من اهم الحقوق الانسانية في الاستمتاع بفن يرقي بالسلوك ويحول دون هبوطه في مستنقع التفاهة والابتذال وفق السائد الآن. ان قيمة هذه الليلة انها تأتي في سياق فعاليات القافلة السياحية المصرية التي تزور الدوحة حاليا لتؤكد لابناء قطر والمقيمين علي ارضها ان ثمة فنا اصيلا ما زال يحظي بالاهتمام وان فنانا بحجم ايمان البحر درويش قادر علي ان يجتذب من يمتلكون الذائقة الفنية الحقيقية دون ان يقامر باحاطة نفسه بالراقصات العاريات او يلجأ الي المفردات المجردة من المضمون او الالحان التي تحرك الغرائز فهو يقدم الاغنية المعبرة عن عذابات الانسان وعن مشاعره الراقية واحاسيسه الفياضة بالحب المتوهج طهرا ونقاء متفاعلا مع رصيده العائلي الثري ومع التراث الانساني. وفرقة الفنون الشعبية التي يرأسها الفنان سامح الصريطي ستقدم لوحات تجسد الموروث الشعبي من الرقص الاصيل في عناق مع الاصالة والمعاصرة دون ابتذال يكشف عن مفاتن او تجاوز للحدود. واظن ان المشاركة المتوقعة في هذه الليلة المصرية ستقدم الاجابة الحقيقية عن رأي الناس في نوعية الفن الذي تسعي الي التفاعل معه. السطر الاخير : مفتونا بالوجد الخالص المرسوم علي قسماتك أيا صوفية اللغة والبوح المدهش فيك تجليات العشق المطلوب وانا اركض في مسافاتك اترقب انبثاق صباحاتك تروي اشواقي لفضاءاتك اسبح فيها فاقبض علي بهاء الوجود. عن صحيفة الراية القطرية 3/4/2008