تعتبر حديقة الاسماك التى تقع فى منطقة الزمالك بمحافظة الجيزة المصرية من اشهر الحدائق والمتنزهات وارخصها على الاطلاق فتذاكرة الدخول لاتتعدى بعض الجنيهات القليلة ، بالاضافة الى مناظرها الطبيعية الخلابة واتساع رقعتها واماكنها المخصصة لتناول المأكولات والعاب الاطفال والعناية الفائقة بنظافة الحديقة وبالرغم من ذلك لم نجد بها اقبالا كبيراً من المواطنين . فحديقة الاسماك أحد الملتقيات المفضلة لمحبي الترويح فجميع الفئات تجد غياتها بداخل الحديقة فالفنان يستلهم فنه من جمال الطبيعة ، والاثري يؤرخ والناضجين يجدون الراحة والهدوء ، والاطفال يستمتعون بالمساحات الشاسعة لتفجير طاقتهم ، والشباب يجدون فيها النزهة ألانيقة،وكانت منبع الالهام لكثير من الفنانين والمثقفين والكتاب ، فرغم التطور العمراني لا تزال الحديقة بموقعها ونمطها المعماري الفريد تلفت الأنظار إليها بقوة، كإحدى العلامات التاريخية المميزة في حي الزمالك الراقي أحد أشهر ضواحي العاصمة المصرية، وهو ما جعل المجلس الأعلى للآثار يقوم بتسجيلها ضمن الآثار الإسلامية والقبطية. والتسجيل الأثري، جاء حفاظاً على هذه الحديقة، التي كانت ولا تزال موضعاً لاهتمام كثير من المثقفين والفنانين، الذين يتوقفون عندها كثيرا، ويصورون فيها أفلامهم، وآخرها فيلم "جنينة الأسماك". ولذلك فإن الحديقة تكاد تصبح موطناً لطوائف وشرائح شتى من المثقفين والفنانين والكتاب ، كما عرفت الحديقة أقدام الفنانين مثل شادية وفاتن حمامة وأحمد رمزي وأحمد مظهر، وغيرهم من الفنانين، في بواكيرهم السينمائية . فيعود تاريخها إلى العام 1867، عندما طلب الخديوي إسماعيل من مدير متنزهات باريس إحضار أحد الخبراء لتصميم حديقة، تكون على شكل جبلاية، حيث تم استخدام مادة الطين الأسواني، المجلوب من أسوان بصعيد مصر، والرمل الأحمر والمواد الداعمة لإنشاء الحديقة على شكل جبلاية، ما جعلها قيمة معمارية، حتى ظهرت على هيئة خياشيم الأسماك. ولما ظهرت على هذه الصورة، تم إعدادها لتكون حديقة للأسماك، واتخذ تصميمها ما يشبه السمكة، تكون من فتحتين تشبهان فتحتَي الخياشيم وخلفهما منطقة البهو، وعلى جانبَي الفتحتين زعنفتان جانبيتان خلفهما ممرات الحديقة. وبعد مضى الزائر بأحواض السمك التى تزين الجبلاية يجد نفسه أمام ممرات تفصلها مسطحات خضراء التى تفضل العائلات الزائرة للحديقة السير فيها والاستمتاع بها، وهو ما يجده الأطفال فرصة للعب في أرجائها. بالاضافة الى تمتع الحديقة بمجموعة من الأشجار والنباتات النادرة، التي يعود أصل جذورها إلى أستراليا ومدغشقر وتايلاند، حيث الغابات النادرة، التي تتميز بها هذه المناطق. وتتمتع ايضاً حديقة الأسماك بكافتيريا مفتوحة على الهواء الطلق، يتوسطها جدول صغير من الماء، ويهوى الكثير من زوار الحديقة الجلوس فيها والاستمتاع بمنظر طبيعي جميل.