حثت جماعة إسلامية نيجيرية حكومة البلاد على دراسة الحوار في التعامل مع المتمردين في شمال شرقي البلاد، في إشارة إلى جماعة "بوكو حرام" المتطرفة. وفي بيان تلقت وكالة "الاناضول" نسخة منه، قالت جماعة "نصر الإسلام"، إنه "بالنظر إلى القبول العالمي للحوار في حل الأزمات، كالتمرد وجميع الأشكال الأخرى من انعدام الأمن، يجب على الحكومة النيجيرية أن تنظر أيضا خيار الحوار". وعرض البيان 11 حلا للأزمة، تم التوصل إليها خلال مؤتمر عقد في مقر الجماعة في ولاية كادونا شمال غرب برئاسة سلطان سوكوتو، محمد سعد أبو بكر الثاني. ويعتبر سلطان سوكوتو الحاكم العرفي لسهول ولاية "سوكوتو" شمالي نيجيريا، وإلى جانب ذلك يشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا، كما يرأس جماعة "نصر الإسلام"، وهي من المؤسسات الإسلامية الأكثر تأثيرا في البلاد. وحضر المؤتمر أيضا كبار الزعماء المسلمين في البلاد، إلى جانب رئيس مجلس النواب "الغرفة الأولى للبرلمان" النيجيري أمينو وزيري تامبوال، ومحافظ ولاية كيبي شمال غرب سيدو داكينغاري، وعلماء مسلمين بارزين. وتأتي دعوة جماعة "نصر الإسلام" للحوار في ظل تعرض الحكومة النيجيرية لضغوط من أجل التفاوض مع جماعة "بوكو حرام" المتطرفة لضمان الإفراج عن عشرات التلميذات المختطفات. وكانت جماعة بوكو حرام، أعلنت، مطلع مايو/ أيار الماضي، مسؤوليتها عن خطف أكثر من 200 فتاة من مدرسة شيبوك بولاية بورنو (شمال شرق) في شهر أبريل/ نيسان الماضي، واعتبرتهن "أسيرات حرب"، في خطوة أثارت ردود فعل دولية غاضبة، ومطالبات بإطلاق سراح الفتيات. وحث الجماعة الإسلامية الحكومة الفيدرالية على "تكثيف الجهود من أجل التصدي لانعدام الأمن العام في البلاد". ودعت قادة البلاد على جميع مستويات الحكم إلى "الالتزام بقواعد المساءلة والعدالة باعتبارها أضمن وسيلة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية". وناشدت النيجيريين، وخاصة المسلمين "اتباع طريق الحق والعدالة من أجل أن يتحقق السلام في نيجيريا". وقبل نحو أسبوعين على شهر رمضان الكريم ، حث الجماعة شيوخ الإسلام على نشر رسالة السلام والمحبة كل في نطاق (منطقة) دعوته. وجماعة "نصر الإسلام"، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا هي أعلى مؤسسات إسلامية في البلاد. ومؤخرا احتفلت الجماعة بالذكرى السنوية ال50 لتأسيسها وقيمت خلال احتفالاتها أوضاع المسلمين في الدولة النيجيرية منذ الاستقلال عام 1960. وتأسست "بوكو حرام"، وتعني "التعليم الغربى حرام" بلغة قبائل "الهوسا"، المنتشرة شمال نيجيريا، في يناير/ كانون الثاني عام 2002 على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية. وحافظت جماعة "بوكو حرام"، على سلمية حملاتها -رغم طابعها المتشدد- ضد ما تصفه ب"الحكم السيئ والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.