وجوه تتلون وتتغير من فترة إلى أخري، ممثلون يتقنون الدور بكل براعة يخدعوك بدموعهم، "ساعة معاك وساعة أخري مع غيرك".. هذه الصفات أهم ما ميزت بعض إعلامي مصر من الصحفيين والمذيعين الذين كان ولائهم الأول لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وظلوا يساندوه لآخر الوقت، وعندما تنحي سقط القناع وظلوا يهتفون ضده. في سياق التقرير التالي نعرض أهم الإعلاميين الذين كانوا احد أعمدة مبارك ومن رسخوا لحكمه على مدار السنوات الأخيرة، وكذلك دور الإعلام في رسم صورة المخلوع ونظامه. مصطفي بكري مصطفي بكري قبل وبعد الثورة ظهر الإعلامي مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة الأسبوع الأسبوعية المستقلة، بعد ثورة يناير في ثوب المناضل وكاشف الفساد بدعمه لمطالب الثورة بعد التيقن من نجاحها، وإبعاد مبارك ورموز نظامه، وأخذ يهاجمهم ويسب عهدهم، وكانت المفاجأة في بلاغ تقدم به "بكري" حول الحسابات السرية لعائلة مبارك. علاقته برموز نظام مبارك وبالرغم من الحالة التي ظهر عليها "بكري" بعد الثورة" إلا أن الشبهات وعلاقته بنظام مبارك بدأت تظهر على صفحات المواقع الاجتماعية، فنشر نشطاء صورة لمصطفي بكري يظهر فيها مع جمال مبارك منحني الرأس، وكأنه يتلقى تعليمات منه، وهو ما قال عنه متابعون أن ذلك يثبت حقيقة "بكري" ويكشف بطولاته الغير حقيقية بعد 25 يناير، وخاصة أن موقفه من ثورة يناير لم يكن حاسما وكان يعتبر أن مبارك خطا أحمر ودعا لوقف المظاهرات السابقة للتنحي. "بكري" اشتهر بالهجوم اللاذع علي رجال الأعمال في عهد مبارك وخاصة أحمد عز ونجيب ساويرس، وهو الشيء الذي لم يكن طبيعيا فكيف لبكري أن يهاجم هؤلاء وإعلانات شركاتهم تملأ الجريدة التي يرأس تحريرها، وكان ذلك احد الأسئلة التي وجهت له في برنامج تليفزيوني، وهو ما دعاه للانسحاب من البرنامج بعد مواجهته بهذا الكلام. أحمد عز أحمد عز.. وصورته في الإعلام احمد عز رجل الأعمال وأمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل ومالك شركة حديد عز الدخيلة كان احد الأسماء التي ذاع صيتها أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك. "عز" استغل علاقاته بالإعلاميين والصحفيين لتحسين صورته أمام الرأي العام، من خلال حواراته مع بعضهم وكانت تتم لأحمد عز اللقاءات التليفزيونية المطولة في القنوات الفضائية منها لقاء مع الإعلامية مني الشاذلي وأجري في 14/6/2008 ولقاء مع مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة المصري اليوم في ذلك الوقت، ولقاء في جريدة الأهرام أجراه أسامة سرايا. لقاءات "عز" وغيره من رموز الوطني ورجال الأعمال وأصحاب السلطة والنفوذ مع الإعلاميين والصحفيين تكشف أن هؤلاء كان يتم استخدامهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة لتسويق هؤلاء من رجال الوطني وأصحاب المال والأعمال اللذين كانت تثار حولهم الشبهات، وكان منهم من هو متهم في قضايا تتعلق بفساد أو سرقة أراضي وغيره. عبداللطيف المناوي عبداللطيف المناوي لم يكن للتليفزيون المصري دورا كبيرا في أحداث ثورة 25 يناير، باستثناء أنه كان منبر "التضليل" الأول عن حقيقة تحرك الشعب ضد نظام استبدادي ظل طوال عقود من الزمان يسيطر علي كل مفاصل الدولة، وسيطر عليه أناس ولائهم الأول للحكام. من أهم من برز دورهم في هذه الفترة هو الكاتب الصحفي عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون، والذي تقدم استقالته بعد الثورة نتيجة احتجاجات ضده من قبل العاملين بالاتحاد. الإعلام المصري تميزت تغطيته لثورة يناير، وأحداث ميدان التحرير بتزييف وعي الناس وتصوير المتظاهرين بالمتآمرين المدعومين من الخارج، وهناك من صدق علي رؤية التليفزيون المصري ربما لبساطتهم أو لبراعة هذا الكيان وأربابه في تدليس وتزييف الحقيقة لصالح من يجمعهم بهم المصالح. وبعد الانتهاء من الثورة والإطاحة بحكم مبارك خرج "المناوي" ليبرر موقف الإعلام الحكومي وما فعله بأن المتظاهرين في التحرير كانوا يمنعون كاميرات التليفزيون من الدخول إلى الميدان وتنفيذه للأوامر الرئاسة بعدم التركيز علي الميدان وتصوير المشهد علي انه مؤامرة خارجية لزعزعة الاستقرار معللا هذا الدور أنه من أجل الوطن وحمايته من الاحتراق في تلك الفترة. الرجل الذي مازال علي عهده مع مبارك انتشر رجال مبارك ونظامه في المؤسسات الإعلامية ومن بينهم رجل كان يعتبر رجل مبارك الأول ونظامه، وهو عبد الله كمال رئيس تحرير روزا اليوسف الأسبق، واحتل نفوذا كبيرا في السنوات الأخيرة من حكم مبارك وكان دائما ما يعارض من هم ضد نظام مبارك والتوريث أمثال محمد حسنين هيكل، فهمي هويدي، محمد البرادعي، بلال فضل، جورج إسحاق. ولم يتغير موقف "كمال" كثيرا من مبارك بعد الثورة فظل ممجدا له حيث وجه له رسالة عبر "تويتر" بمناسبة عيد تحرير سيناء قال فيها: "تحية للزعيم التاريخي مبارك في يوم مجده.. اليوم الذي حقق فيه لأول مرة في مصر المعاصرة وحدة التراب المصري". عبد المنعم سعيد عبد المنعم سعيد عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام الأسبق كان أبرز من سخر مؤسسة الأهرام لتمجيد مبارك، وبعد الثورة عين رئيسا لمجلس إدارة المصري اليوم، ورأس سعيد مؤسسة الأهرام عام 2009 وكان لسان الدفاع عن نظام مبارك وكتب العديد من الأعمدة لتمجيده. اتهم سعيد في قضية منح هدايا للرئيس المخلوع وأسرته، وعدد من رموز النظام وعلى رأسهم أحمد نظيف، وفتحي سرور، وحبيب العادلي، ويوسف بطرس غالي، وصفوت الشريف، وزكريا عزمي، وغيرهم فيما عرف بقضية هدايا الأهرام. وجوه مبارك أصبحت معروفة لدي المشاهد والمستمع ومهما أتقنوا دور لتغيير مواقفهم وآرائهم فأمرهم مكشوف، ولكن السؤال هل سيظل هؤلاء هم من يتصدرون المشهد السياسي المصري أم سيتغير الحال في ظل تطور الأحداث السياسية في مصر؟، هذا ما ستشهده الأيام القادمة.