بعد سيطرة مسلحي داعش عليها خرجت 10 مدن ونواحي عراقية عن السيطرة الحكومية في محافظة صلاح الدين، بعدما سيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" والمتحالفون معه، بحسب مصادر أمنية وحكومية. ونقل مراسل وكالة "الأناضول" عن مسئولين أمنيين وحكوميين وشهود عيان خروج مدن ونواحي يثرب والضلوعية والعلم والشرقاط وبيجي والصنية وتكريت والدور والمجمع السكني وسليمان بيك. وبذلك فإن جميع مدن محافظة صلاح الدين قد خرجت باستثناء أربع منها فقط هي سامراء وبلد والدجيل وطوزخورماتو، بحسب المصدر ذاته. ولم تقع طوزخورماتو بيد المسلحين بسبب دخول قوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) وفرض سيطرتهم عليها، بينما لا يعول الكثير من المراقبين على بلد والدجيل لأن أغلب سكانها من الطائفة الشيعية. ولسامراء وضع خاص بسبب وجود مرقد الإمام علي الهادي والذي يمثل مكان هامة وبارز للشيعية وسط مدينة سنية، وللحيلولة دون دخول المسلحين وصلت إلى المدينة قوات من التدخل السريع العراقية في ساعة مبكرة من فجر اليوم المدينة. وخارج حدود صلاح الدين فإن مدن من محافظة نينوى والأنبار وأجزاء من كركوك جميعها تخضع لسلطة مسلحين داعش. ودعا تنظيم داعش، في بيان له، إلى "الزحف نحو بغداد وقال إن تصفية الحساب مع المالكي (رئيس الحكومة نوري المالكي) لن تكون في سامراء وبغداد وإنما في بغداد والنجف". والنجف هي مدينة جنوبية ذات غالبية شيعية وتضم مرقد شيعيا آخر هام للإمام علي بن طالب رابع الخلفاء الراشدين. وبحسب الصحفي العراقي المختص بالشأن الأمني محمد علي فإن "سامراء لم تقتحم حتى اللحظة رغم سقوط مناطق كثير في يد المسلحين بسبب وجود المرقد الشيعي وهذا ما يجعل العراق، حال اقتحام سامراء، على حافة الحرب الأهلية". وأضاف ل"الأناضول" أن "الوضع بذلك لن يكون بصلاح المقتحمين فتح جبهات أخرى غير المبتغى بغداد". ومن المنتظر أن يجتمع البرلمان العراقي، في وقت لاحق اليوم، لمناقشة الوضع الامني المنهار في البلاد وبحث طلب الرئاسة والحكومة إعلان حالة الطوارئ. وكانت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، قد سقطت أمس الأول الثلاثاء في أيدي مجموعات مسلحة بينها "داعش"، وذلك بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها، في سيناريو تكرر في الوقت نفسه في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وعدة مناطق في محافظة الأنبار، والحويجة بمحافظة كركوك. فيما تحدث رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، في كلمة متلفزة، عن مؤامرة (لرفض الحديث عن أطرافها) تسببت في سقوط مدينة الموصل في يد المسلحين.