الحرب الأهلية أو إبادة الشعب الأوكراني؟

وفقاً للطريق التأريخي تعتبر أوكرانيا وسيطاً بين العالم الأروبي المسيحي و العالم الشرقي الإسلامي. و يعيش على أراضي أوكرانيا ممثلو الأديان المختلفة في السلام و الإحترام المتبادل. يجب الإشارة إلي أن تم توزيع ثلاثة الأرباع من المسلمين في أكرانيا على أراضي منطقة القرم التى إنفصلت من أوكرانيا و إنضمت إلى روسيا الإتحادية عن طريق الإستفتاء العام.
دون الشك أن المجتمع الأوكراني الإسلامي كجزء من المجتمع الأوكراني كله شاركوا في التطورات التي حدثت في البلد. بعض المسلمين الأوكرانيين حثوا في ساحة الميدان من أجل إنضمام أوكرانيا إلى الإتحاد الإوروبي و بعض المسلمين الأوكرانيين دعموا حكومة الرئيس الرحيل فيكتور يانوكوفيتش و عارضوا اللإنقلاب الذي تم تنفيذه من فبل السلطات الأوكرانية الجديدة.
أعلن مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا سيد سعيد إسماغوف في تأريخ 4 يونيو عام 2014 أنه تدعو إدارة المسلمين أوكرانيين كلهم للمصالحة و التهدئة. و دعا إسماغوف مسلمين في جميع أنحاء العالم عدم زيارة أوكرانيا من أجل قتال هنا. أضاف إسماغوف أنه لا ينبغي للمسلمين تنفيذ القتال و القتال هو غير أساس لبناء السلام في أوكرانيا.
في نفس الوقت تحاول وسائل الإعلام الأوكرانية إستخدام موضوع الشيشان في أوكرانيا في الأهداف المغرضة و تقول إن الشيشان يقاتلون ضد الجيش الأوكراني. جدير بالذكر أن يقاتل عدة شيشان متطوعين بجانب إنفصاليين في شرق أوكرانيا و هم يدافعون عن المدنيين من هجوم المتطرفين الذين يخدمون الآن في قوام الحرس الوطني الأوكراني. إضافة إلى ذلك تقاتل كتيبة حفظ السلام الدولية بجانب السلطات الأوكرانية الجديدة و إسمها كتيبة جوهر دودايف و تؤلف من المقاتلين الشيشان و المتطرفين الإسلاميين الذين قاتلوا سابقاً ضد الروس و هم يدعمون الأساليب الإرهابية لتنفيذ الحرب.
تم توظيف عميد القوات المسلحة لدى جمهورية الشيشان إشكيريا غير المعترف بها موسى مونايف قائداً للكتيبة. و بين مساعديه يوجد عضو الحركة الإجتماعية السياسية "قوقاز الحر" سيد إبي الشيخي و هو ناصر سليم خان يندرباييف الراحل الذي تم تدرجه في قائمة الإرهابيين للأمم المتحدة. يحقق سيد سرجي ميلنيكوف بطل جمهورية إشكيريا دعماً إعلامياً للكتيبة. يجب الإشارة إلى أن سيد ميلنيكوف صاحب الجنسية الإمريكية و دعا في فبراير 2014 في ساحة الميدان الأوكرانيين لتنفيذ الإنقلاب و كانت تصريحاته و أعماله إستفزازية جداً.
و تتلاعب وسائل الإعلام الأوكرانية بمسألة تتار القرم. من المعروف أن السلطات الأوكرانية لم تهتم بمصير تتار القرم خلال 23 سنة آخيرة و لم تعترف بحقوق تتار القرم في إعادة الإعتبار و كذلك الحقوق في تقديم مقاعد في الهيئات الإدارية المحلية و تسليم الأراضي لحاجاتهم. لكن أخذت الحكومة الروسية أهمية مسألة تتار القرم بعين الإعتبار. بعد إنضمام منطقة القرم إلى روسيا الإتحادية تم تقديم كل الحقوق المدنية لتتار القرم كمسلمين الروس الأخرين.
أمين العام لدى الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا الشيخ أحمد تميم أعلن كثير المرات أن مسلمو أوكرانيا يعارضون المتطرفين و الإسلاميين الذين يقومون بالأعمال الغير الصحيحة تحت علم الدين الإسلامي. لذلك تدعو الإدارة الدينية الأوكرانية مسلمين كلهم لتوحيد و عدم التأييد للإستفزازات من أي جانب الأزمة الأوكرانية و يجب ذكر أن الإسلام دين السلام!