أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة البحيرة لانتخابات مجلس النواب 2025    إعلام إسرائيلي: حماس أبلغت الوسطاء بعثورها على مزيد من جثث المحتجزين    انطلاق البطولة المصرية المفتوحة للهواة وسط حضور دولي واسع يضم أكثر من 100 لاعب| فيديو وصور    أسعار البنزين الجديدة تتصدر التريند.. وترقب بمحطات البنزين    الحفني: تعزيز السلامة الجوية أولوية تستهدف التشغيل الآمن وفق متطلبات الإيكاو    «مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي    القبض على المتهمين بارتداء ملابس فاضحة وارتكاب أفعال خادشة للحياء    «سينما من أجل الإنسانية» تتجسد في انطلاق الدورة 8 من مهرجان الجونة    وزير الثقافة يفتتح فعاليات الدورة ال33 لمهرجان الموسيقى العربية    محافظ أسوان يقرر تعديل تعريفة الأجرة للمواصلات الداخلية والخارجية    مساعد الرئيس الروسي: بوتين يؤيد فكرة ترامب بعقد قمة روسية أمريكية فى بودابست    اتهام مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ب 18 تهمة بينها الاحتفاظ بوثائق بشكل غير قانوني    رويترز: الجيش الأمريكي ينفذ ضربة جديدة في منطقة الكاريبي ضد سفينة يشتبه بأنها تحمل مخدرات    بعد إعلان حماس .. نتنياهو: إسرائيل ستعرف كيف تتصرف    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    سعر اليورو أمام الجنيه المصري في تعاملات الجمعة 17 أكتوبر 2025    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    عاجل- أمن المقاومة يحذر من الشائعات حول مصير أبو عبيدة وسط اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة    «زي النهارده».. وفاة الفنان والملحن منير مراد 17 أكتوبر 1981    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام بلدة بيت ريما قضاء رام الله    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    إبراهيم محمد حكما لمباراة الإسماعيلى والحرس ومحجوب للجونة والبنك    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    حمزة نمرة ل معكم: وفاة والدتى وأنا طفل أورثتنى القلق وجعلتنى أعبّر بالفن بدل الكلام    هشام عنانى: حزب المستقلين الجدد يخوض انتخابات النواب على مقاعد فردية    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    يونس المنقاري: بيراميدز فريق جيد.. سعيد ب أداء الشيبي والكرتي.. ومواجهة السوبر الإفريقي صعبة    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    نجم الأهلي السابق يطلب من الجماهير دعم بيراميدز في السوبر الإفريقي    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ أحمد تميم مفتي أوكرانيا ل "عقيدتي":
جماعات التكفير تحاصر الأقليات المسلمة في الغرب وتشوه الإسلام

أن يكون هناك مفتي رسمي في دول أوروبية فهو أمر يثير الدهشة لهذا لفت وجود الشيخ أحمد تمتم مفتي أوكرانيا في زيارة للقاهرة أنظار الكثيرين وقد حرصت عقيدتي علي لقائه ليكشف لنا أن التطرف والتكفير لم يعد قاصرا علي المجتمعات الإسلامية في الشرق بل تعداها للأقليات الإسلامية هناك في قلب القلاع الصناعية. حيث صدرت جماعات التكفير فكرها المتطرف إلي كل أنحاء الدنيا ووصلت إلي أوكرانيا.
وقال الشيخ تميم إن الاسلام في ازدهار مستمر في القارة الأوربية بشكل عام واكرانيا بشكل خاص وقد نجح الدعاة الذين تلقوا التعليم علي أيدي علماء الأزهر في التصدي للفكر التكفيري الذي يحاول تكفير المجتمع لتحقيق المصالح السياسية التي يصبو اليها التكفيريون.
وعاتب تميم المؤسسة الدينية المصرية وفي شتي أنحاء العالم الإسلامي. عدم مساعدة الأقليات المسلمة في الغرب ولكنه أشار إلي أن الأزهر بدأ في الفترة الأخيرة الالتفات لتلك الأقليات إدراكا لدورها المهم في الدفاع عن الإسلام في الغرب.. تفاصيل الحوار في السطور التالية :
* بداية يهمنا التعرف إلي فضيلتكم ؟
** اسمي أحمد تميم ولدت في لبنان وتجنست بالجنسية الأوكرانية وأعمل اليوم مفتيا لاوكرانيا حصلت علي الماجستير في علوم النظم التقنية وهندسة الكمبيوتر من معهد البوليتكنيك في عاصمة أوكرانيا كييف بامتياز وذلك في عام 1982 و تلقيت بعدها بعض الخبرات العملية في عدد من المؤسسات التيوانية في تايبيه.پفي1983 التحقت بكلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية في جامعة بيروت العربية وأنهيت امتحانات المعادلة للبكالوريوس الشرعية والتحضيرية والتحضيرية لنيل شهادة الماجستير الشرعية في عام 1985ثم حصلت علي شهادة كلية دار الأرقم بن أبي الأرقم الشرعية في منبج في العام 1992.
* وكيف هو وضع المسلمين في أوكرانيا ؟
** وضع المسلمين يسير إلي الأفضل. خاصة بعد أن تخلصنا من رواسب احوال المسلمين في العهد السوفيتي واليوم وبعد أكثر من عشرين عاما فإن الوضع يسير إلي الأفضل وعدد المسلمين اليوم يصل لاثنين مليون مسلم والعدد في تزايد والحمد لله والفرصة باتت متاحة لنشر الإسلام في أوكرانيا باعتبارها دولة علمانية كما ينص الدستور لا تدعم ديانة أو أيديولوجية معينة ولا فكراً معيناً ولقد عاد المسلمون إلي أوكرانيا وبسبب الغزو الشيوعي هُجِّر من هُجِّر وقتل من قُتل. ومن هُجِّر حاول أن يحافظ علي هويته الإسلامية. وبعض الأمور التي يراها أساسية بالنسبة للمسلم القرآن الكريم تجد عند بعض العائلات المسلمة نسخاً قديمة جداً منها ما يعود إلي 70 سنة. وقد أخذته هذه العائلات من الجد الذي استأمنها علي هذا الكتاب.
وهناك قصة يحكيها المسلمون في أوكرانيا : أن أحد المساجد التي تم استردادها كان في الأصل مسجداً ثم حولوه في الحقبة الشيوعية إلي ¢مرقص¢ وبعدها أخذه شخص يهودي واستعمله ك¢مطعم وملهي¢. وعندما قامت إدارة المدينة بتجديد التراخيص اللازمة وجدت أن أصل الترخيص كان مسجداً فأعادته بمساعدة بعض المسلمين. وعند استلامه لترميمه وجدوا حفراً في محراب المسجد. وعند الترميم وجدوا جرة داخل هذه الحفرة وبتفتيشها وجدوا نسخة من القرآن الكريم. وتم ترميم المسجد وافتتح وتؤدي فيه الصلاة دون مشكلات.
* وماذا عن الخريطة الفكرية لمسلمي أوكرانيا ؟
** مسلمو اوكرنيا خليط من دول الاتحاد السوفيتي السابق إضافة إلي بعض الجاليات العربية المسلمة لهذا تختلف القوميات ولكن الاسلام يجمع الجميع وهم يدينون بالإسلام الوسطي البعيد عن التشدد والتطرف وإن كنا قد تعرضنا في فترة سابقة لبعض الجماعات ذات التوجه التكفيري والذين ينتمون فكريا لجماعة الإخوان المسلمين ولكننا نجحنا والحمد لله في مواجهة تلك الأفكار التي حاولوا ترويجها بين مسلمي اوكرانيا تحت ستار تثقيف المجتمع المسلم هناك حيث روجوا للفتاوي التكفيرية ويكفي أن أعطيك مثلا بفتوي غريبة روجوا لها وهي اباحة ممارسة اللواط لمن يريد التدريب علي تهريب المتفجرات عبر معدته وبدعوي أن اللواط يساعد علي توسعة المعدة أباحوه والعياذ بالله ولكننا تمكننا من مواجهتهم ونتمني أن يدعمنا الأزهر للحفاظ علي وسطيتنا واعتدالنا .
والأوكرانيون المسلمون اليوم توجد نزعة بالنسبة لمسلمي التتر أقرب إلي التصوف منها إلي الإسلام المعتدل. وهناك نزعة ¢النقشبندية¢ خاصة بين ¢تتار قازان¢ بينما تتار القِرم يسودهم التصوف مثلما في تركيا. وهناك ضغوط من طرف تركيا باعتبار أن هناك روابط تاريخية بين تركيا وتتار القِرم حتي في اللغة والعادات والتقاليد. وضغوط من طرف الدولة حتي إنه لا يسمح لبعض الجهات الدعوية بالعمل إلا التي من طرف الدولة التركية. وليس هناك اتفاق مع الحكومة. ولكن باعتبار أن الدولة لا تمنع الدعوة إلي الله.. فهناك أئمة من قبل الدولة لقطع الطريق علي العاملين والدعاة الأتراك وحتي العرب.
أما بالنسبة للمسلمين الأوكران فليس هناك توجه للتصوف. وإنما هناك الصحوة التي يشهدها العمل الإسلامي بصفة عامة ممثلة في الجمعيات المنتشرة في كل مدن أوكرانيا. كما أن تعليم الإسلام يجري في وسط بعيد عن كل البدع والشبهات وهو في تزايد ويصل إلي 50 60% في أوساط المسلمين خاصة في صفوف الشباب والجيل الصاعد. وليس فقط في صفوف التتار. لكن التوجه الصوفي موجود لدي كبار السن باعتبار أن هذا الأمر موروث وصار عادة لديهم .
* هل يمثل المسلمون نسبة مهمة داخل جمهورية أوكرانيا؟
** في البداية لا بد من الاشارة الي أن أوكرانيا هي دولة من الدول التي كانت تشكل ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي وهي تقع وسط أوروبا وعدد سكانها 63 مليون نسمة يتكونون من خليط من القوميات المختلفة ويزيد عدد المسلمين في أوكرانيا علي مليوني مسلم. في العاصمة كييف وحدها 45 ألف مسلم. وقد حصلت جمهورية أوكرانيا علي الاستقلال سنة 1990. وفي سنة 1993 تأسست أول ادارة دينية لمسلمي أوكرانيا. وقد استمر الوجود الاسلامي في هذا البلد نظرا لوجود قوميات مسلمة مثل التتار الذين كانوا يحافظون عل هويتهم الاسلامية تحت غطاء الحفاظ علي العادات والتقاليد فكانوا يحفظون القرآن ويؤدون واجباتهم الدينية سرا. لكن بعد الاستقلال وخصوصا بعد أن أصبحت للمسلمين ادارة دينية تعمل بقواعد معترف بها من طرف القوانين الأوكرانية عملنا علي جمع شمل المسلمين من جميع القوميات واهتممنا بإظهار الشعائر الاسلامية عن طريق فتح المصليات والمقابر الاسلامية . كما أولينا أهمية خاصة بتغيير نظرة المجتمع الاوكراني غير المسلم للمسلمين من خلال القاء المحاضرات وطباعة بعض الكتب باللغة الروسية والحمد لله أصبحت لدينا الآن مدرسة للبنين والبنات وهي الاولي في المنطقة التي تعمل علي تدريس التربية الاسلامية في هذه المجتمعات. ولدينا معهداً لتعليم الدين. وأخذنا موافقة لبناء أول مسجد في العاصمة كييف. وهو المسجد الاول بعد 103أعوام علي بناء آخر مسجد قبل العهد الشيوعي.
* ما سر هذا الاستقرار الذي يعيشه مسلمو أوكرانيا في منطقة يعاني فيها المسلمون كثيرا؟ وما سبب هذا التجاوب الحكومي الايجابي خصوصا بعد الاستقلال؟
** ما ساعد علي تنشيط أمر الدعوة عدة عوامل من بينها. صراحتنا في العمل. وعدم انعزالنا عن المجتمع. وأثناء عملنا قمنا بنقل المفاهيم الاسلامية الي اللغة الروسية التي يفهمها المحيط. وعندما صار هذا المحيط يفهمنا ويفهم ماذا نقول زالت الحواجز والاوهام التي كانت موجودة. لقد كانوا يخافون من التطرف والارهاب فأبلغناهم من خلال اعلامنا أننا ضدد التطرف والارهاب وأن الاسلام بريء من هذه الاشاعات.
* تقولون إن فضيلتكم مفتي أوكرانيا فهل هذا منصب رسمي؟
** كما قلت لكم فإن نظام الحكم الأوكراني نظام علماني ولهذا فحتي بطريرك المسيحيين منصبه ليس رسميا رغم أن المسيحيين هم الأغلبية ولكن لكل طائفة إدارة خاصة بها ترعي شئونها وتنسق أمورها مع الحكومة ولكل طائفة الحق في اختيار رئيسها الديني والحمد لله فقد تم انتخابي مفتيا لمسلمي أوكرانيا ورئيسا للإدارة الدينية هناك ونحن لنا ممثلون في وزارة الدفاع وممثلون في مختلف الوزارات الحكومية لحل المشكلات التي قد تواجه المسلم الإوكراني في النواحي الدينية عند التعامل في الجيش أو ما شابه أما في الأمور الحياتية فالقانون الأوكراني هو الحاكم .
* ولكن هل تصدر القوانين بالتنسيق معكم ؟
** القوانين لا علاقة لها بالأديان في أوكرانيا ولكنهم ينسقون معنا لو كانت القوانين تخص الإسلام وينسقون مع المسيحيين لو كان القانون يخصهم وينسقون مع اليهود لو كان الأمر يخصهم.
* وماذا عن علاقاتكم بالطوائف الأخري خاصة الطائفة اليهودية؟
** نحن لا نختلط كثيرا بالطوائف الأخري خاصة علي المستوي الديني ولكننا قد نلتقي في المناسبات الرسمية أو في المؤتمرات الدينية التي تتم دعوتنا إليها ولكن بصفة عامة فالعلاقة تتم علي المستوي الرسمي ليس أكثر من ذلك وبالنسبة للجالية اليهودية نحن لا نرتبط معهم بأي علاقات .
* وهل تتلقون تهاني الطوائف الأخري في الأعياد وتقومون انتم بالمثل في أعيادهم ؟
** لا يحدث ذلك لأن أعياد كل طائفة قد تمر دون أن تشعر بها الطوائف الأخري فالإعلام الأوكراني لا يهتم بالأعياد الدينية وأكثر ما يهمه هو المناسبات القومية ولهذا فنحن نحتفل بأعيادنا بمفردنا كمسلمين هم يحتفلون بأعيادهم دون تقبل زيارات منا.
أصبحت لدينا جريدة تصدر باللغة الروسية. أطلقنا عليها اسم "ميناريت" الذي يعني مئذنة. لأننا عندما حصلنا علي الموافقة لبناء مسجد اشترطوا علينا أن يكون بدون مئذنة فجعلنا هذه الجريدة مئذنة لنا تبلغ نداء الاسلام. وقد كان لها دور كبير في تصحيح أفكار الرأي العام الاوكراني وفي نشر المفاهيم الصحيحة عن الاسلام. ووافقت الدولة بعد ذلك علي بناء مسجد جامع بمئذنة كبيرة ونعتبر ذلك أهم انجاز حققناه. بل اننا اصبحنا نحضر الاستعراض العسكري ونقف في المنصة الي جانب رئيس الدولة في عيد الاستقلال. ونحضر افتتاح مجلس الشعب وكل المناسبات الرسمية. وصار للمسلمين وزن داخل الدولة الاوكرانية حتي إن وزير الدفاع عندما كان يودع كتيبة أرسلت الي لبنان في مهمة سلمية طلب مني أن أرافقه في هذا اللقاء مع جنود أوكران.
* هل لديكم ممثل سياسي في مؤسسات الدولة؟
** في البرلمان يوجد اثنان من المسلمين لكنهما يمثلان شعب القرم. لأن شعب القرم له حكم ذاتي. وهناك مجموعة من النشاطات التي يرتبط فيها الديني والسياسي والاجتماعي. أما الدولة الاوكرانية فقد فتحت المجال علي كافة الاصعدة للتعبير عن الرأي. وهي تساعد المسلمين ليعرفوا حقوقهم وواجباتهم داخل المجتمع.
* اذا كان الامر بهذا المستوي الجيد من الانفتاح بالنسبة للسلطات المحلية فكيف ينظر المجتمع الاوكراني للمسلمين؟
** في البداية كانت هناك بعض المضايقات من المجتمع بسبب عدم معرفته بالاسلام. أما الان فهم يدعوننا لإلقاء المحاضرات في بعض الاحيان. حتي أن الكنيسة البروتستانتية طلبت منا تلبية لرغبة عامة الناس التابعين لها أن يلقي مسلم داخلها محاضرة عن الاسلام. كما أننا نلقي محاضرات أيضا في العديد من الجامعات. والآن سمحت لنا السلطات بالدخول الي السجون والدعوة داخلها. ودائما هناك من يدخل الي الاسلام.
* إذن عدد المسلمين في تزايد؟
** نعم لأن الناس لديهم قابلية كبيرة للاسلام. حيث إننا لم نجد الجفاء والصدود. بل وجدنا عندهم رغبة في التعرف علي هذا الدين. وسرعان ما تتغير نظرتهم بعد أن يستمعوا الي الدعاة. حيث اعتنق الاسلام من الاوكران الاصليين في العاصمة وحدها عشرة آلاف شخص. وصار لدينا دعاة يتكلمون باللغات المحلية. وينشرون الاسلام بواسطتها. ومن بين مظاهر انفتاحنا علي المجتمع أننا أصبحنا نوجه تهنئة الي المسلمين عبر التلفزيون الرسمي في كل المناسبات الدينية منذ عشر سنوات.
* قبل الاستقلال كيف كان المسلمون يعيشون في عهد المد الشيوعي؟
** كانوا يعيشون في ضائقة كبيرة. حيث كان يمنع تداول المصحف أو أي كتب دينية أخري كما هو الحال في كل دول الاتحاد السوفياتي ولكن وجود مسلمين أصليين في أغلب المدن الاوكرانية ساهم في الحفاظ علي الدين الاسلامي. لأنهم كانوا يجرون عقود النكاح وغيرها سرا. وكانوا يطالبون بمطالب معينة باسم قومياتهم. كأن يطلبوا مثلا مقبرة للقومية الفلانية. وهكذا.. ويستغلون المناسبات الاجتماعية مثل ذكري وفاة أحد المسلمين ليقرؤوا القرآن. ويمارسون شعائرهم.
* هل لديكم علاقة مع مسلمي باقي دول القوقاز؟
** هناك تنسيق متكامل مع الادارات الدينية لبلدان اتحاد الدول المستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وهناك تعاون وتبادل معلومات وتناصح ومشاركات في الدعوة الاسلامية علي المستويين الرسمي والشعبي.
* هل تربطكم علاقات أوسع مع باقي دول العالم الاسلامي عموما والعالم العربي علي وجه الخصوص؟
** علاقاتنا مع باقي دول العالم الاسلامي ضعيفة. والسبب يرجع الي أن دولة أوكرانيا استقلت قبل 23 عاماً تقريباً وعلاقتنا مع العالم الخارجي أساسا ضعيفة. ونحن بحاجة الي التواصل. وقد تكون بعض الهيئات والدول ليست لديها فكرة عن نشاط الدعوة في أوكرانيا وجيرانها مثل مالدوفيا. روسيا البيضاء وغيرهما. رغم الوجود الاسلامي المتميز في هذه الجهات. فهو غير معروف لدي بقية المسلمين. فمثلا هم لم يعرفوا بوجود المسلمين في البوسنة الا بعد الحرب ونفس الشيء بالنسبة للشيشان.
* ما هي المصاعب التي تعترض نشر الاسلام في الديار الاوكرانية؟
** امكانياتنا ضعيفة جدا. ففي البداية كنا نستأجر مكانا معينا ساعة واحدة لأداء صلاة الجمعة. ثم أصبحنا نستأجره لإقامة درس ديني مرة في الاسبوع. وفي البداية كانت السلطات تمنعنا من ذلك. وكنا نصلي صلاة العيد في قاعة رياضية مستأجرة. واستمر الوضع كذلك الي أن وجدنا ملجأ تحت الارض. ونحن الان نقيم فيه منذ عشر سنوات وكان هذا الملجأ هو نقطة انطلاقنا. ومن خلاله تعرف الناس علينا. حتي أن امرأة عجوزاً تعرفت علينا بعد رؤيا رأتها. حيث رأت السيد المسيح يأخذها بيدها الي مكان تحت الارض. وبعد سنة عندما عرفت عنوان هذا الملجأ وزارتنا قالت: هذا هو المكان الذي أخذني اليه السيد المسيح. واعتنقت الاسلام. ونعتبر هذا الامر من البشائر الجميلة التي تحفزنا علي الاستمرار.
* ما هي الاولويات التي تضعونها كدعاة داخل المجتمع الاوكراني؟
** نقوم الان بنشر العلم الضروري أو ما نسميه نحن ب "علم حال" أي ما نحتاجه كل يوم. لأنه هو المشترك بين عامة المسلمين وفق قول النبي صلي الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة علي كل مسلم". فطلب العلم الواجب هو الفريضة. وإذا انتشر هذا العلم سينتشر الخير إن شاء الله. وببركة هذا العلم تتحسن الاحوال. وانشغالنا بذلك يجعلنا منقطعين عن العالم الخارجي. لأن عدد الدعاة قليل وخاصة من يتكلم اللغة الروسية بطلاقة مع إيجاد التعابير والمصطلحات الدينية. لأنه مما هو شائع عند المسلمين أن منهم من يحب الاسلام ولكن عدم المامه الجيد باللغة وبالمفاهيم الاسلامية يجعله يوزع كتبا عن الاسلام صادرة عن غير المسلمين. مثل كتب الحركة المتطرفة. ولذلك هدفنا بالاساس هو حماية ما تبقي من المجتمع الاسلامي بأن يتعلم العلم الصحيح وأن نكثر من عدد الدعاة. والحمد لله لدينا الان دعاة يتكلمون باللغات المحلية ونحن بصدد بناء أول مسجد وهناك فاعلو خير يساعدوننا في هذا الامر. أما حجم العمل والطاقة التي عندنا فهو غير متوافق مع امكاناتنا .
* هل تتلقون مساعدات من هيئات لجهات معينة؟
** لا توجد أي هيئة أو منظمة عالمية أو غيرها تساعدنا. لعدم اتصالنا بهم. وعدم معرفتنا بهم أيضا. ولأننا غير مسيسين لأن بعض الجهات تعرض مساعدتها لنا لكن بشروط سياسية معينة لا نملك إلا أن نرفضها لأننا لا نريد أن نخلط بين الدعوة الإسلامية والسياسة وان كنا في أمس الحاجة الي المساعدة. فنحن نريد ممن يقدمها أن يقدمها لوجه الله فقط.
* ما دمتم لا تتوفرون علي دعم من الدولة وليست لديكم أي جهة تمول نشاطكم فكيف تسيرون أمور الدعوة؟
** أغلب الدعاة متطوعون يبحثون عن أسباب العيش اضافة الي نشاطهم الدعوي. اننا كاليتيم الذي لا كفيل له. لكن رغم ذلك نعتبر أن الاساس هو العلم والعمل وفق العلم. واذا كانت هناك تقوي سيجعل الله لنا مخرجا. ونتمني أن نجد من يلتفت الينا. لأننا اضافة الي المجهود الشخصي. الدعم الوحيد الذي نتلقاه هو من الفلاحين المسلمين في القري المجاورة حيث أنهم يساعدوننا بزكاة محاصيلهم.
* وماذا عن محاولات البعض نشر الفكر التكفيري لديكم في أوكرانيا ؟
** للأسف فقد حاول البعض كما قلت نشر المطبوعات التي تحرض علي القتل وسفك الدماء باسم الإسلام. وهناك مطبوعات طبعت في الإسكندرية وأرسلت إلي أوكرانيا. وأخري تنشر وتطبع هناك بكميات هائلة باللغة الروسية واللغة الأوكرانية مثل مؤلفات أبي الأعلي المودودي وسيد قطب فالبعض وبسبب حب السلطة فسروا الإسلام بما تهوي أنفسهم. وهذه الأشياء تنعكس سلبيا علي الرأي العام نحو الإسلام. ونحن نقوم الآن بإعادة المفاهيم الصحيحة وصياغة المؤلفات المبسطة لأمر الدين والنتيجة ممتازة. فالرأي العام في أوكرانيا أصبح يعي كل هذه المواضيع. فهم يميزون بين الإسلام وبين مدعي التدين. وحتي ممثلي الطوائف صارت هذه الأمور واضحة لهم. والمجتمع الأوكراني متقبل للمفاهيم الوسطية للإسلام.
* وماذا عن علاقاتكم بالمؤسسة الدينية في مصر ؟
** العلاقة تطورت كثير والحمد لله بعد فترات طويلة من الجمود ويكفي أن اكشف لك أنه وقبل ثورة 30 يونيو وأثناء حكم الإخوان أوفدنا عددا من شباب الدعوة في أوكرانيا إلي القاهرة لتلقي العلم الشرعي في الأزهر ووصل الشباب ولم يجدوا أحدا في انتظارهم وصاروا يتنقلون من مكتب لآخر بحثا عمن يرشدهم لكيفية تفعيل منحتهم الدراسية في الأزهر دون جدوي ليضطروا للعودة إلي اوكرانيا بخفي حنين ولكن الحمد لله فقد اتفقنا مع الأزهر ودار الإفتاء علي تدريب عدد من الدعاة الأوكران لنشر الفكر الإسلامي الوسطي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.