جامعة كفر الشيخ تنظم مسابقتي «المراسل التلفزيوني» و«الأفلام القصيرة» لنشر ثقافة الكلمة المسؤولة    «شعبة الدواجن» تكشف حقيقة انتشار «الفراخ السردة» بالأسواق    أسعار مواد البناء مساء اليوم السبت 6 ديسمبر 2025    جامعة القاهرة تهنئ المجلس الأعلى للجامعات لحصوله على شهادات المطابقة الدولية (الأيزو)    النرويج تحذر من «هشاشة» وقف إطلاق النار في غزة.. وتحث على نشر سريع لقوة الاستقرار    مستشار أوكراني: كييف تتجه لاستهداف العمق الروسي لإيلام الاقتصاد    قطر وسوريا تبحثان تعزيز التعاون التجاري والصناعي    بي إس جي ضد رين.. كفاراتسخيليا يقود هجوم سان جيرمان بالدوري الفرنسي    الرئيس الإسرائيلي عن طلب العفو ل نتنياهو: حالة استثنائية وسأضع مصلحة الدولة أولا    إنتر ميلان يتصدر الدوري الإيطالي بفوز ساحق على كومو    الداخلية تنقذ 4 عمال سقطوا داخل نفق خاص بمحطة الأتوبيس الترددي    أحمد حلمي يدعم منى زكي في العرض الخاص لفيلم الست (وصور)    لأول مرة.. مصطفى قمر رفقة زوجته في كليب «مش هاشوفك» | صور    تعليق مفاجئ من حمزة العيلي على الانتقادات الموجهة للنجوم    إطلاق التريلر الدعائي لفيلم القصص استعدادا لعرضه قريبا    «هيئة الكتاب» تدعم قصر ثقافة العريش بألف نسخة متنوعة    الأزهري يتفقد فعاليات اللجنة الثانية في اليوم الأول من المسابقة العالمية للقرآن الكريم    جامعة الدلتا التكنولوجية تتألق في النسخة الرابعة من واحة كونكت بمدينة السادات    قرار قضائي ضد مساعدة هالة صدقي في اتهامات بالتهديد والابتزاز    رئيس وزراء قطر: مفاوضات غزة في مرحلة حرجة.. ووقف إطلاق النار لم يكتمل    بسمة عبدالعزيز: الشباب هم القوة الدافعة للتصنيع والتصدير    جوائز ب13 مليون جنيه ومشاركة 72 دولة.. تفاصيل اليوم الأول لمسابقة القرآن الكريم| صور    «أسرتي قوتي».. قافلة طبية شاملة بالمجان لخدمة ذوي الإعاقة بالمنوفية    أسلوب حياة    مصر تجذب 520 ألف سائح أمريكي خلال العام الجاري    انتهاء فرز الأصوات ب عمومية المحامين لزيادة المعاشات    سرق أسلاك كهرباء المقابر.. السجن 3 سنوات لشاب بقنا    الإصلاح مستمر في ماراثون الانتخابات.. وحماية الإرادة الشعبية "أولاً"    تقرير عن ندوة اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام حول وثيقة نوسترا إيتاتي    بايرن ميونخ يكتسح شتوتجارت بخماسية.. وجولة مثيرة في الدوري الألماني    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 9 مسلحين في عمليتين استخباراتيتين بولاية خيبر باختونخوا    أصالة تحسم الجدل حول انفصالها عن زوجها فائق حسن    سكرتير عام الجيزة يتابع جهود رفع الإشغالات وكفاءة النظاقة من داخل مركز السيطرة    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل    اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة    الإعدام لمتهم والمؤبد ل2 آخرين بقضية جبهة النصرة الثانية    ضبط عاطل اعتدى على شقيقته بالمرج    عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم    عاجل استشاري أمراض معدية يحذر: لا تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الإنفلونزا    الدوري الإنجليزي.. موقف مرموش من تشكيل السيتي أمام سندرلاند    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    حارس بتروجت: تتويج بيراميدز بإفريقيا "مفاجأة كبيرة".. ودوري الموسم الحالي "الأقوى" تاريخيا    اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة ريال بيتيس في الليجا    اسعار المكرونه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى أسواق ومحال المنيا    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    لاعب بلجيكا السابق: صلاح يتقدم في السن.. وحصلنا على أسهل القرعات    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ أحمد تميم مفتي أوكرانيا ل "عقيدتي":
جماعات التكفير تحاصر الأقليات المسلمة في الغرب وتشوه الإسلام

أن يكون هناك مفتي رسمي في دول أوروبية فهو أمر يثير الدهشة لهذا لفت وجود الشيخ أحمد تمتم مفتي أوكرانيا في زيارة للقاهرة أنظار الكثيرين وقد حرصت عقيدتي علي لقائه ليكشف لنا أن التطرف والتكفير لم يعد قاصرا علي المجتمعات الإسلامية في الشرق بل تعداها للأقليات الإسلامية هناك في قلب القلاع الصناعية. حيث صدرت جماعات التكفير فكرها المتطرف إلي كل أنحاء الدنيا ووصلت إلي أوكرانيا.
وقال الشيخ تميم إن الاسلام في ازدهار مستمر في القارة الأوربية بشكل عام واكرانيا بشكل خاص وقد نجح الدعاة الذين تلقوا التعليم علي أيدي علماء الأزهر في التصدي للفكر التكفيري الذي يحاول تكفير المجتمع لتحقيق المصالح السياسية التي يصبو اليها التكفيريون.
وعاتب تميم المؤسسة الدينية المصرية وفي شتي أنحاء العالم الإسلامي. عدم مساعدة الأقليات المسلمة في الغرب ولكنه أشار إلي أن الأزهر بدأ في الفترة الأخيرة الالتفات لتلك الأقليات إدراكا لدورها المهم في الدفاع عن الإسلام في الغرب.. تفاصيل الحوار في السطور التالية :
* بداية يهمنا التعرف إلي فضيلتكم ؟
** اسمي أحمد تميم ولدت في لبنان وتجنست بالجنسية الأوكرانية وأعمل اليوم مفتيا لاوكرانيا حصلت علي الماجستير في علوم النظم التقنية وهندسة الكمبيوتر من معهد البوليتكنيك في عاصمة أوكرانيا كييف بامتياز وذلك في عام 1982 و تلقيت بعدها بعض الخبرات العملية في عدد من المؤسسات التيوانية في تايبيه.پفي1983 التحقت بكلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية في جامعة بيروت العربية وأنهيت امتحانات المعادلة للبكالوريوس الشرعية والتحضيرية والتحضيرية لنيل شهادة الماجستير الشرعية في عام 1985ثم حصلت علي شهادة كلية دار الأرقم بن أبي الأرقم الشرعية في منبج في العام 1992.
* وكيف هو وضع المسلمين في أوكرانيا ؟
** وضع المسلمين يسير إلي الأفضل. خاصة بعد أن تخلصنا من رواسب احوال المسلمين في العهد السوفيتي واليوم وبعد أكثر من عشرين عاما فإن الوضع يسير إلي الأفضل وعدد المسلمين اليوم يصل لاثنين مليون مسلم والعدد في تزايد والحمد لله والفرصة باتت متاحة لنشر الإسلام في أوكرانيا باعتبارها دولة علمانية كما ينص الدستور لا تدعم ديانة أو أيديولوجية معينة ولا فكراً معيناً ولقد عاد المسلمون إلي أوكرانيا وبسبب الغزو الشيوعي هُجِّر من هُجِّر وقتل من قُتل. ومن هُجِّر حاول أن يحافظ علي هويته الإسلامية. وبعض الأمور التي يراها أساسية بالنسبة للمسلم القرآن الكريم تجد عند بعض العائلات المسلمة نسخاً قديمة جداً منها ما يعود إلي 70 سنة. وقد أخذته هذه العائلات من الجد الذي استأمنها علي هذا الكتاب.
وهناك قصة يحكيها المسلمون في أوكرانيا : أن أحد المساجد التي تم استردادها كان في الأصل مسجداً ثم حولوه في الحقبة الشيوعية إلي ¢مرقص¢ وبعدها أخذه شخص يهودي واستعمله ك¢مطعم وملهي¢. وعندما قامت إدارة المدينة بتجديد التراخيص اللازمة وجدت أن أصل الترخيص كان مسجداً فأعادته بمساعدة بعض المسلمين. وعند استلامه لترميمه وجدوا حفراً في محراب المسجد. وعند الترميم وجدوا جرة داخل هذه الحفرة وبتفتيشها وجدوا نسخة من القرآن الكريم. وتم ترميم المسجد وافتتح وتؤدي فيه الصلاة دون مشكلات.
* وماذا عن الخريطة الفكرية لمسلمي أوكرانيا ؟
** مسلمو اوكرنيا خليط من دول الاتحاد السوفيتي السابق إضافة إلي بعض الجاليات العربية المسلمة لهذا تختلف القوميات ولكن الاسلام يجمع الجميع وهم يدينون بالإسلام الوسطي البعيد عن التشدد والتطرف وإن كنا قد تعرضنا في فترة سابقة لبعض الجماعات ذات التوجه التكفيري والذين ينتمون فكريا لجماعة الإخوان المسلمين ولكننا نجحنا والحمد لله في مواجهة تلك الأفكار التي حاولوا ترويجها بين مسلمي اوكرانيا تحت ستار تثقيف المجتمع المسلم هناك حيث روجوا للفتاوي التكفيرية ويكفي أن أعطيك مثلا بفتوي غريبة روجوا لها وهي اباحة ممارسة اللواط لمن يريد التدريب علي تهريب المتفجرات عبر معدته وبدعوي أن اللواط يساعد علي توسعة المعدة أباحوه والعياذ بالله ولكننا تمكننا من مواجهتهم ونتمني أن يدعمنا الأزهر للحفاظ علي وسطيتنا واعتدالنا .
والأوكرانيون المسلمون اليوم توجد نزعة بالنسبة لمسلمي التتر أقرب إلي التصوف منها إلي الإسلام المعتدل. وهناك نزعة ¢النقشبندية¢ خاصة بين ¢تتار قازان¢ بينما تتار القِرم يسودهم التصوف مثلما في تركيا. وهناك ضغوط من طرف تركيا باعتبار أن هناك روابط تاريخية بين تركيا وتتار القِرم حتي في اللغة والعادات والتقاليد. وضغوط من طرف الدولة حتي إنه لا يسمح لبعض الجهات الدعوية بالعمل إلا التي من طرف الدولة التركية. وليس هناك اتفاق مع الحكومة. ولكن باعتبار أن الدولة لا تمنع الدعوة إلي الله.. فهناك أئمة من قبل الدولة لقطع الطريق علي العاملين والدعاة الأتراك وحتي العرب.
أما بالنسبة للمسلمين الأوكران فليس هناك توجه للتصوف. وإنما هناك الصحوة التي يشهدها العمل الإسلامي بصفة عامة ممثلة في الجمعيات المنتشرة في كل مدن أوكرانيا. كما أن تعليم الإسلام يجري في وسط بعيد عن كل البدع والشبهات وهو في تزايد ويصل إلي 50 60% في أوساط المسلمين خاصة في صفوف الشباب والجيل الصاعد. وليس فقط في صفوف التتار. لكن التوجه الصوفي موجود لدي كبار السن باعتبار أن هذا الأمر موروث وصار عادة لديهم .
* هل يمثل المسلمون نسبة مهمة داخل جمهورية أوكرانيا؟
** في البداية لا بد من الاشارة الي أن أوكرانيا هي دولة من الدول التي كانت تشكل ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي وهي تقع وسط أوروبا وعدد سكانها 63 مليون نسمة يتكونون من خليط من القوميات المختلفة ويزيد عدد المسلمين في أوكرانيا علي مليوني مسلم. في العاصمة كييف وحدها 45 ألف مسلم. وقد حصلت جمهورية أوكرانيا علي الاستقلال سنة 1990. وفي سنة 1993 تأسست أول ادارة دينية لمسلمي أوكرانيا. وقد استمر الوجود الاسلامي في هذا البلد نظرا لوجود قوميات مسلمة مثل التتار الذين كانوا يحافظون عل هويتهم الاسلامية تحت غطاء الحفاظ علي العادات والتقاليد فكانوا يحفظون القرآن ويؤدون واجباتهم الدينية سرا. لكن بعد الاستقلال وخصوصا بعد أن أصبحت للمسلمين ادارة دينية تعمل بقواعد معترف بها من طرف القوانين الأوكرانية عملنا علي جمع شمل المسلمين من جميع القوميات واهتممنا بإظهار الشعائر الاسلامية عن طريق فتح المصليات والمقابر الاسلامية . كما أولينا أهمية خاصة بتغيير نظرة المجتمع الاوكراني غير المسلم للمسلمين من خلال القاء المحاضرات وطباعة بعض الكتب باللغة الروسية والحمد لله أصبحت لدينا الآن مدرسة للبنين والبنات وهي الاولي في المنطقة التي تعمل علي تدريس التربية الاسلامية في هذه المجتمعات. ولدينا معهداً لتعليم الدين. وأخذنا موافقة لبناء أول مسجد في العاصمة كييف. وهو المسجد الاول بعد 103أعوام علي بناء آخر مسجد قبل العهد الشيوعي.
* ما سر هذا الاستقرار الذي يعيشه مسلمو أوكرانيا في منطقة يعاني فيها المسلمون كثيرا؟ وما سبب هذا التجاوب الحكومي الايجابي خصوصا بعد الاستقلال؟
** ما ساعد علي تنشيط أمر الدعوة عدة عوامل من بينها. صراحتنا في العمل. وعدم انعزالنا عن المجتمع. وأثناء عملنا قمنا بنقل المفاهيم الاسلامية الي اللغة الروسية التي يفهمها المحيط. وعندما صار هذا المحيط يفهمنا ويفهم ماذا نقول زالت الحواجز والاوهام التي كانت موجودة. لقد كانوا يخافون من التطرف والارهاب فأبلغناهم من خلال اعلامنا أننا ضدد التطرف والارهاب وأن الاسلام بريء من هذه الاشاعات.
* تقولون إن فضيلتكم مفتي أوكرانيا فهل هذا منصب رسمي؟
** كما قلت لكم فإن نظام الحكم الأوكراني نظام علماني ولهذا فحتي بطريرك المسيحيين منصبه ليس رسميا رغم أن المسيحيين هم الأغلبية ولكن لكل طائفة إدارة خاصة بها ترعي شئونها وتنسق أمورها مع الحكومة ولكل طائفة الحق في اختيار رئيسها الديني والحمد لله فقد تم انتخابي مفتيا لمسلمي أوكرانيا ورئيسا للإدارة الدينية هناك ونحن لنا ممثلون في وزارة الدفاع وممثلون في مختلف الوزارات الحكومية لحل المشكلات التي قد تواجه المسلم الإوكراني في النواحي الدينية عند التعامل في الجيش أو ما شابه أما في الأمور الحياتية فالقانون الأوكراني هو الحاكم .
* ولكن هل تصدر القوانين بالتنسيق معكم ؟
** القوانين لا علاقة لها بالأديان في أوكرانيا ولكنهم ينسقون معنا لو كانت القوانين تخص الإسلام وينسقون مع المسيحيين لو كان القانون يخصهم وينسقون مع اليهود لو كان الأمر يخصهم.
* وماذا عن علاقاتكم بالطوائف الأخري خاصة الطائفة اليهودية؟
** نحن لا نختلط كثيرا بالطوائف الأخري خاصة علي المستوي الديني ولكننا قد نلتقي في المناسبات الرسمية أو في المؤتمرات الدينية التي تتم دعوتنا إليها ولكن بصفة عامة فالعلاقة تتم علي المستوي الرسمي ليس أكثر من ذلك وبالنسبة للجالية اليهودية نحن لا نرتبط معهم بأي علاقات .
* وهل تتلقون تهاني الطوائف الأخري في الأعياد وتقومون انتم بالمثل في أعيادهم ؟
** لا يحدث ذلك لأن أعياد كل طائفة قد تمر دون أن تشعر بها الطوائف الأخري فالإعلام الأوكراني لا يهتم بالأعياد الدينية وأكثر ما يهمه هو المناسبات القومية ولهذا فنحن نحتفل بأعيادنا بمفردنا كمسلمين هم يحتفلون بأعيادهم دون تقبل زيارات منا.
أصبحت لدينا جريدة تصدر باللغة الروسية. أطلقنا عليها اسم "ميناريت" الذي يعني مئذنة. لأننا عندما حصلنا علي الموافقة لبناء مسجد اشترطوا علينا أن يكون بدون مئذنة فجعلنا هذه الجريدة مئذنة لنا تبلغ نداء الاسلام. وقد كان لها دور كبير في تصحيح أفكار الرأي العام الاوكراني وفي نشر المفاهيم الصحيحة عن الاسلام. ووافقت الدولة بعد ذلك علي بناء مسجد جامع بمئذنة كبيرة ونعتبر ذلك أهم انجاز حققناه. بل اننا اصبحنا نحضر الاستعراض العسكري ونقف في المنصة الي جانب رئيس الدولة في عيد الاستقلال. ونحضر افتتاح مجلس الشعب وكل المناسبات الرسمية. وصار للمسلمين وزن داخل الدولة الاوكرانية حتي إن وزير الدفاع عندما كان يودع كتيبة أرسلت الي لبنان في مهمة سلمية طلب مني أن أرافقه في هذا اللقاء مع جنود أوكران.
* هل لديكم ممثل سياسي في مؤسسات الدولة؟
** في البرلمان يوجد اثنان من المسلمين لكنهما يمثلان شعب القرم. لأن شعب القرم له حكم ذاتي. وهناك مجموعة من النشاطات التي يرتبط فيها الديني والسياسي والاجتماعي. أما الدولة الاوكرانية فقد فتحت المجال علي كافة الاصعدة للتعبير عن الرأي. وهي تساعد المسلمين ليعرفوا حقوقهم وواجباتهم داخل المجتمع.
* اذا كان الامر بهذا المستوي الجيد من الانفتاح بالنسبة للسلطات المحلية فكيف ينظر المجتمع الاوكراني للمسلمين؟
** في البداية كانت هناك بعض المضايقات من المجتمع بسبب عدم معرفته بالاسلام. أما الان فهم يدعوننا لإلقاء المحاضرات في بعض الاحيان. حتي أن الكنيسة البروتستانتية طلبت منا تلبية لرغبة عامة الناس التابعين لها أن يلقي مسلم داخلها محاضرة عن الاسلام. كما أننا نلقي محاضرات أيضا في العديد من الجامعات. والآن سمحت لنا السلطات بالدخول الي السجون والدعوة داخلها. ودائما هناك من يدخل الي الاسلام.
* إذن عدد المسلمين في تزايد؟
** نعم لأن الناس لديهم قابلية كبيرة للاسلام. حيث إننا لم نجد الجفاء والصدود. بل وجدنا عندهم رغبة في التعرف علي هذا الدين. وسرعان ما تتغير نظرتهم بعد أن يستمعوا الي الدعاة. حيث اعتنق الاسلام من الاوكران الاصليين في العاصمة وحدها عشرة آلاف شخص. وصار لدينا دعاة يتكلمون باللغات المحلية. وينشرون الاسلام بواسطتها. ومن بين مظاهر انفتاحنا علي المجتمع أننا أصبحنا نوجه تهنئة الي المسلمين عبر التلفزيون الرسمي في كل المناسبات الدينية منذ عشر سنوات.
* قبل الاستقلال كيف كان المسلمون يعيشون في عهد المد الشيوعي؟
** كانوا يعيشون في ضائقة كبيرة. حيث كان يمنع تداول المصحف أو أي كتب دينية أخري كما هو الحال في كل دول الاتحاد السوفياتي ولكن وجود مسلمين أصليين في أغلب المدن الاوكرانية ساهم في الحفاظ علي الدين الاسلامي. لأنهم كانوا يجرون عقود النكاح وغيرها سرا. وكانوا يطالبون بمطالب معينة باسم قومياتهم. كأن يطلبوا مثلا مقبرة للقومية الفلانية. وهكذا.. ويستغلون المناسبات الاجتماعية مثل ذكري وفاة أحد المسلمين ليقرؤوا القرآن. ويمارسون شعائرهم.
* هل لديكم علاقة مع مسلمي باقي دول القوقاز؟
** هناك تنسيق متكامل مع الادارات الدينية لبلدان اتحاد الدول المستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وهناك تعاون وتبادل معلومات وتناصح ومشاركات في الدعوة الاسلامية علي المستويين الرسمي والشعبي.
* هل تربطكم علاقات أوسع مع باقي دول العالم الاسلامي عموما والعالم العربي علي وجه الخصوص؟
** علاقاتنا مع باقي دول العالم الاسلامي ضعيفة. والسبب يرجع الي أن دولة أوكرانيا استقلت قبل 23 عاماً تقريباً وعلاقتنا مع العالم الخارجي أساسا ضعيفة. ونحن بحاجة الي التواصل. وقد تكون بعض الهيئات والدول ليست لديها فكرة عن نشاط الدعوة في أوكرانيا وجيرانها مثل مالدوفيا. روسيا البيضاء وغيرهما. رغم الوجود الاسلامي المتميز في هذه الجهات. فهو غير معروف لدي بقية المسلمين. فمثلا هم لم يعرفوا بوجود المسلمين في البوسنة الا بعد الحرب ونفس الشيء بالنسبة للشيشان.
* ما هي المصاعب التي تعترض نشر الاسلام في الديار الاوكرانية؟
** امكانياتنا ضعيفة جدا. ففي البداية كنا نستأجر مكانا معينا ساعة واحدة لأداء صلاة الجمعة. ثم أصبحنا نستأجره لإقامة درس ديني مرة في الاسبوع. وفي البداية كانت السلطات تمنعنا من ذلك. وكنا نصلي صلاة العيد في قاعة رياضية مستأجرة. واستمر الوضع كذلك الي أن وجدنا ملجأ تحت الارض. ونحن الان نقيم فيه منذ عشر سنوات وكان هذا الملجأ هو نقطة انطلاقنا. ومن خلاله تعرف الناس علينا. حتي أن امرأة عجوزاً تعرفت علينا بعد رؤيا رأتها. حيث رأت السيد المسيح يأخذها بيدها الي مكان تحت الارض. وبعد سنة عندما عرفت عنوان هذا الملجأ وزارتنا قالت: هذا هو المكان الذي أخذني اليه السيد المسيح. واعتنقت الاسلام. ونعتبر هذا الامر من البشائر الجميلة التي تحفزنا علي الاستمرار.
* ما هي الاولويات التي تضعونها كدعاة داخل المجتمع الاوكراني؟
** نقوم الان بنشر العلم الضروري أو ما نسميه نحن ب "علم حال" أي ما نحتاجه كل يوم. لأنه هو المشترك بين عامة المسلمين وفق قول النبي صلي الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة علي كل مسلم". فطلب العلم الواجب هو الفريضة. وإذا انتشر هذا العلم سينتشر الخير إن شاء الله. وببركة هذا العلم تتحسن الاحوال. وانشغالنا بذلك يجعلنا منقطعين عن العالم الخارجي. لأن عدد الدعاة قليل وخاصة من يتكلم اللغة الروسية بطلاقة مع إيجاد التعابير والمصطلحات الدينية. لأنه مما هو شائع عند المسلمين أن منهم من يحب الاسلام ولكن عدم المامه الجيد باللغة وبالمفاهيم الاسلامية يجعله يوزع كتبا عن الاسلام صادرة عن غير المسلمين. مثل كتب الحركة المتطرفة. ولذلك هدفنا بالاساس هو حماية ما تبقي من المجتمع الاسلامي بأن يتعلم العلم الصحيح وأن نكثر من عدد الدعاة. والحمد لله لدينا الان دعاة يتكلمون باللغات المحلية ونحن بصدد بناء أول مسجد وهناك فاعلو خير يساعدوننا في هذا الامر. أما حجم العمل والطاقة التي عندنا فهو غير متوافق مع امكاناتنا .
* هل تتلقون مساعدات من هيئات لجهات معينة؟
** لا توجد أي هيئة أو منظمة عالمية أو غيرها تساعدنا. لعدم اتصالنا بهم. وعدم معرفتنا بهم أيضا. ولأننا غير مسيسين لأن بعض الجهات تعرض مساعدتها لنا لكن بشروط سياسية معينة لا نملك إلا أن نرفضها لأننا لا نريد أن نخلط بين الدعوة الإسلامية والسياسة وان كنا في أمس الحاجة الي المساعدة. فنحن نريد ممن يقدمها أن يقدمها لوجه الله فقط.
* ما دمتم لا تتوفرون علي دعم من الدولة وليست لديكم أي جهة تمول نشاطكم فكيف تسيرون أمور الدعوة؟
** أغلب الدعاة متطوعون يبحثون عن أسباب العيش اضافة الي نشاطهم الدعوي. اننا كاليتيم الذي لا كفيل له. لكن رغم ذلك نعتبر أن الاساس هو العلم والعمل وفق العلم. واذا كانت هناك تقوي سيجعل الله لنا مخرجا. ونتمني أن نجد من يلتفت الينا. لأننا اضافة الي المجهود الشخصي. الدعم الوحيد الذي نتلقاه هو من الفلاحين المسلمين في القري المجاورة حيث أنهم يساعدوننا بزكاة محاصيلهم.
* وماذا عن محاولات البعض نشر الفكر التكفيري لديكم في أوكرانيا ؟
** للأسف فقد حاول البعض كما قلت نشر المطبوعات التي تحرض علي القتل وسفك الدماء باسم الإسلام. وهناك مطبوعات طبعت في الإسكندرية وأرسلت إلي أوكرانيا. وأخري تنشر وتطبع هناك بكميات هائلة باللغة الروسية واللغة الأوكرانية مثل مؤلفات أبي الأعلي المودودي وسيد قطب فالبعض وبسبب حب السلطة فسروا الإسلام بما تهوي أنفسهم. وهذه الأشياء تنعكس سلبيا علي الرأي العام نحو الإسلام. ونحن نقوم الآن بإعادة المفاهيم الصحيحة وصياغة المؤلفات المبسطة لأمر الدين والنتيجة ممتازة. فالرأي العام في أوكرانيا أصبح يعي كل هذه المواضيع. فهم يميزون بين الإسلام وبين مدعي التدين. وحتي ممثلي الطوائف صارت هذه الأمور واضحة لهم. والمجتمع الأوكراني متقبل للمفاهيم الوسطية للإسلام.
* وماذا عن علاقاتكم بالمؤسسة الدينية في مصر ؟
** العلاقة تطورت كثير والحمد لله بعد فترات طويلة من الجمود ويكفي أن اكشف لك أنه وقبل ثورة 30 يونيو وأثناء حكم الإخوان أوفدنا عددا من شباب الدعوة في أوكرانيا إلي القاهرة لتلقي العلم الشرعي في الأزهر ووصل الشباب ولم يجدوا أحدا في انتظارهم وصاروا يتنقلون من مكتب لآخر بحثا عمن يرشدهم لكيفية تفعيل منحتهم الدراسية في الأزهر دون جدوي ليضطروا للعودة إلي اوكرانيا بخفي حنين ولكن الحمد لله فقد اتفقنا مع الأزهر ودار الإفتاء علي تدريب عدد من الدعاة الأوكران لنشر الفكر الإسلامي الوسطي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.