وجهت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أدى اليوم الأحد اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، قالت فيها إن "الشعب المصري سيظل في حراكه الثوري السلمي ليسترد حريته وكرامته". جاء ذلك في بيان للجماعة تعقيبا على أحكام الإعدام الجديدة الصادرة بحق عدد من المعارضين للسيسي، بينهم قيادات إخوانية، بالتزامن مع تنصيب وزير الدفاع السابق، الذي فاز في انتخابات الرئاسة الشهر الماضي بنسبة 96.9% من أصوات المقترعين الصحيحة. وقالت جماعة الإخوان، في بيانها، إن تلك الأحكام "لن ترهب الشعب المصري الذي قدم آلاف الشهداء والمصابين والمعتقلين". وقررت محكمة جنايات شبرا الخيمة (شمال القاهرة)، أمس السبت، إحالة أوراق 10 هاربين من قيادات جماعة الإخوان (التي صنفتها السلطات الحالية جماعية إرهابية في ديسمبر الماضي)، إلى المفتي تمهيدا لإعدامهم، في قضية قطع طريق "قليوب"، شمالي العاصمة، ومقتل متظاهرين اثنين، وحددت جلسة 5 يوليو المقبل، للنطق بالحكم على باقي المتهمين (38 محبوسين)، بحسب مصادر قضائية. والإحالة للمفتي في القانون المصري هي خطوة تمهد للحكم بالإعدام، ورأي المفتي يكون استشاريًا، وغير ملزم للقاضي الذي قد يقضي بالإعدام بحق المتهمين حتى لو رفض المفتي. وبحسب مصادر قضائية، فإنه في حال صدور حكم بالإعدام على أي من الهاربين، تكون غير نهائية، حيث تعاد محاكمتهم عقب القبض عليهم، نظرا لصدور الحكم عليهم غيابيا. ومنذ أن أطاح قادة الجيش بمشاركة، قوى شعبية وسياسية ودينية، بالرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، تنظم الجماعة وقوى معارضة أخرى مظاهرات شبه يومية اعتراضا على هذا الإجراء الذي يعتبرونه "انقلابا عسكريا"، بينما يراه الرافضون لمرسي "ثورة شعبية". وفي خطاب له خلال احتفالية بقصر القبة الرئاسي، شرقي القاهرة، قال السيسي، بمناسبة تنصيبه، إنه يتطلع إلى "التسامح والتصالح مع أبناء وطننا باستثناء من أجرموا في حقه واتخذوا العنف منهجا". ومضى قائلا إن "من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر ليس لهم مكان في تلك المسيرة، لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل.. مع من يريدون دولة بلا هيبة". ولم يحدد السيسي من يرى أنهم "أجرموا وأراقوا الدماء وقتلوا المخلصين"، غير أن السلطات المصرية الحالية تتهم جماعة الإخوان بممارسة العنف، وهو ما ترفضه الجماعة، وتقول إن مظاهراتها سلمية، وفي المقابل، تتهم أجهزة الأمن بقتل المئات من أنصار الجماعة واعتقال الآلاف.