بن جدو : عناصر تكفيرية وراء عملية اغتيالي عبد الحميد الرياحي : الجهاد الحقيقي هو الموجه إلي بيت المقدس الجمعي قاسمي: العملية رسالة لخلق وضع جديد في تونس عكاشة: إصرار الطرف العلماني علي استبعاد الإسلاميين يدفع للعنف محمود جابر: أنصار الشريعة حلفاء طبيعيين للإخوان في تونس "ليست هذه أول مرة نتعرض فيها لمحاولة اغتيال، ولكننا لا نحب أن نشغل الناس، نطلب منكم التفاهم والتكتل، وهذا والإرهاب والله سنجتثه ، ونعدكم أنه سيجتث من تونس". كان ذلك أول تصريح خرج به وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو للعامة، بعد محاولة اغتياله من قبل مجموعة إرهابية وسط هتافات المواطنين المتعاطفة معه والمرددة لهتاف "بالروح بالدم نفديك يا أبو جدو". وتأتي عملية الاغتيال بعد تطورات بعد كلام وزير الداخلية" لطفي بن جدو" قبل أسبوعين عن "مستجدات محتملة" في قضيتي اغتيال المعارضين محمد البراهمي، وشكري بلعيد"، وأيضا بعد أقل من أسبوعين تسلم مهدي جمعه رئاسة الحكومة، خلفا للقيادي البارز في حزب "النهضة" علي العريض الذي يتهمه خصومه بعدم الحزم في التعامل مع ظاهرة الإرهاب. ملابسات الواقعة قال الوزير لطفي بن جدو، في تصريح له من أمام منزله أن "أحد التكفيريين المهاجمين له جزائري الجنسية، وفقا للتحريات الأولي، وأن المجموعة الإرهابية لم تأت من المنطقة العازلة في الشعباني، ولكنها تسللت مشيا من جبل سلوم (قريب من الشعباني ) قبل أن يسرق من أفرادها سيارة لاستعمالها في الهجوم. وأكد شقيق وزير الداخلية، الذي كان موجودا في منزل العائلة لحظة تعرضه للهجوم، إلي أن أحد أعوان الأمن تلقي 70 رصاصه في جسده. وأضاف أن أحد العناصر الإرهابية كان ينوي ذبح أحد الأعوان "المجندين" المتوفين في محاولة لإعادة سيناريو ذبح ثمانية عسكريين في نهاية يوليو (تموز) 2013، لكن صراخ الأهالي والجيران حال دون تنفيذه لذلك. وذكر طارق الغرسلي، من سكان القصرين، أن المجموعة المسلحة عمدت إلي إطلاق مفرقعات في منطقة مجاوره للتمويه علي الأمنيين، ثم نفذت هجومها بعد اختلاط أصوات الرصاص الحي بأصوات المفرقعات المدوية، إلا أن منفذي الهجوم متمرسون و"تدربوا علي قتال العصابات". وكذلك قدم بن جدو، في تصريح لوسائل الإعلام التونسية معطيات أوليه، قدر من خلالها عدد العناصر الإرهابية بعشرة أفراد، وقال: إن هذه المجموعة يقودها الجزائري أبو صخر الشايبي، كما حددت قوات الأمن شخصية اثنين آخرين من المجموعة، هما التونسيان مراد الغرسلي وفتحي الحاجي اللذان تدربا في مالي، وأشار إلي تأكد اثنين من عناصر الأمن الذين أصيبوا بجراح من تحدث أحد المهاجمين اللهجة الجزائرية. عبد الحميد الرياحى الجهاديون وراء العملية أكد عبد الحميد الرياحي رئيس تحرير جريدة "الشروق" التونسية في تصريحات خاصة "لمحيط " أن "الحركات الإرهابية المسماة بالجهادية تقف وراء محاولة اغتيال لطفي بن جدو وزير الداخلية " فتلك الجماعات تطلق علي ما تقوم به من أعمال إرهابيه" جهاد "، إلا أن ما تقوم به ما هو إلا مجرد أعمال عنف وإرهاب فالجهاد الحقيقي هو الموجه إلي بيت المقدس أولي القبلتين . وتساءل الرياحي لماذا لم يقم أي من هؤلاء بعمليات جهادية في فلسطين أو في غزة ؟!، ولماذا لا يطلقون الخرطوش في وجه الصهاينة ؟!، ولماذا لا يجاهد أي منهم الصهاينة ؟!. الجمعى قاسمي رسالة أمنية موجهه لابن جدو ومن ناحية أخري، قال المحلل والكاتب التونسي "الجمعي قاسمي" أن محاولة اغتيال بن جدو من خلال اقتحام منزله في محافظة القصيرين التي تبعد نحو 200 كيلومتر غرب تونس علي حدود الجزائر ليست محاولة اغتيال بقدر ما هي محاوله لإيصال رسالة أمنية موجهة في إطار التوازنات المتواجدة بالبلد. وهناك العديد من القوي تري أن في عملية التوافق ما لا ينسجم مع مواقفها وما كانت تخطط له من السيطرة والاستحواذ، ومن مصلحتها أعادة أرباك الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد لخلق وضع جديد تستطيع العودة والتوغل من خلاله في المجتمع. أنور عكاشة الاستبعاد يولد العنف فيما علق القيادي الجهادي السابق "أنور عكاشة" علي الهجوم المسلح الذي وقع في تونس وأستهدف منزل وزير الداخلية التونسي " لطفي بن جدو" والذي راح ضحيته 4 من الحرس الخاص قائلاً " ما يحدث في تونس هو ما يحصل في مصر باختلاف صغير أنهم في تونس يحاولون معالجة أمورهم حتى يتجنبوا الوصول إلي الحالة المصرية. وحركة النهضة التي يترأسها "راشد الغنوشي" تمتلك مرونة سياسية أكثر بكثير من جماعة الإخوان المسلمين في مصر، كما أن باستطاعتهم أن يمتصوا أي تيارات معارضة بحيث لا يحدث صدام مع المجتمع. وأشار إلي أن المؤامرة واحدة و المصير واحد في كل الدول العربية التي يحاول فيها التيار والجماعات العلمانية استبعاد الإسلاميين من المشهد علي حد وصفه فأنصار الشريعة في تونس يرون بأعينهم محاولات استبعادهم لذلك لا يرون سبيل إلا حمل السلاح علي الدولة وهذا منطق التفكير الموجود بمصر وتونس وبأماكن أخري. ونوه عكاشة " لمحيط " أن إصرار الطرف العلماني علي استبعاد الإسلاميين بصورة أو بأخرى سيجعل الاستقرار بعيد المنال وستنتشر القلاقل والعمليات المسلحة، مؤكداً علي أنه كلما تفشل الاعتراضات السلمية والاحتجاجات السلمية فهذا يعطي مصداقية واقعية وغير شرعية للذين يقومون بأعمال مسلحة ضد من يريد استبعاد الإسلاميين وبتالي سيولد العنف. وأكد "عكاشة" أن الأوضاع الأمنية في تونس تعيش حالة من التردي الأمني وهذه طبيعة الأحوال بعد الثورات، مؤكداً علي ضرورة أجراء مصالحة وطنية بين جميع الأطراف وضرورة أن يتكاتف الجميع لبناء الدولة لتستطيع السيطرة علي كافة مؤسساتها. وأوضح أنه ضد أي عمل مسلح في ظل وجود الحراك السياسي القائم حالياً، ويجب أن يتحلى أي شخص يريد التعبير عن رأيه بالطرق السلمية لأن استخدام السلاح في مثل هذه الأوضاع سيكون عامل انتحار للمجموعة التي تحمل السلاح لذلك يرفض أن يكون هذا هو مبدأ التعامل مع الآخرين. محمود جابر الحكومة التونسية تتحالف مع الإرهاب في حين قال "محمود جابر" الباحث السياسي وأمين حزب "التحرير" ذو الميول الشيعية أن الحكومة التونسية لها تحالف مع هؤلاء المسلحين الذين قاموا بالهجوم علي منزل وزير الداخلية التونسي، كما أن الصراع بينها وبين حلفائها سيظل قائماً كالعادة كما يحدث بين الحكومات والجمعيات ذات الطبيعة "الراديكالية" فالتحالفات فيها ليس معناها التوقف عن حمل السلاح، وبالتالي هي سريعاً ما تلجأ إلي فكرة حمل السلاح لإثبات وجهة نظرها أو لطلب شيء فالسلاح هو أقرب وسيلة للتعبير عن رأيها أو إرسال رسالة. وأكد ما أن ما يحدث في "تونس" هو محاولة للتعبير عن الرأي أو إيصال رسالة إلي الحكومة، فهو نوع من أنواع الغرام، مشيراً إلي أن كل شخص يعبر عن حبه بطريقته وهذه هي طريقتهم أي أنصار الشريعة في طريقة تعبيرهم. كما أن أنصار الشريعة هم حلفاء طبيعيين "للإخوان" في تونس أو في غير تونس ووجود هذا التحالف يمكن أن يكونا في حكومة واحدة. ونوه "جابر" إلى أن الدولة التونسية الآن هي بؤرة إرهابية كما كان الوضع في زمن الإخوان في مصر، و تمتد بعناصرها إلي ليبيا بكل قوتها، قبل أن تبدأ عملية "الكرامة" التي يقوم بها اللواء "حفتر"، وكذلك في اليمن، ففي اليمن قامت مجموعة من حزب الإخوان المسلمين بالهجوم علي منزل وزير الدفاع اليمني وهم حلفائه في الحكومة، مؤكداً علي أنهم لم يستطيعوا أن يتعاملوا بطريقة حضارية طوال الوقت مع الآخر، فهم يفضلون لغة السلاح عن لغة الحوار.