بثت مواقع تابعة لتنظيم القاعدة، يوم الجمعة، مقطع فيديو جديد عالي الجودة، ضمن سلسلة "من الميدان" التي تنشرها "مؤسسة الملاحم الإعلامية" التابعة للتنظيم، من مواقع المواجهات مع الجيش اليمني في محافظات شبوة وأبين وحضرموت، جنوبي اليمن. ووفقا لوكالة "الأناضول" الفيديو الجديد، الذي تبلغ مدته 4 دقائق و41 ثانية، نشر تفاصيل هجوم مسلحي التنظيم على نقطة "هين" العسكرية في محافظة حضرموت في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، والذي قالت وزارة الدفاع اليمنية حينها، أنه أدى لمقتل 5 من عناصر الجيش أحدهم ضابط، بالإضافة إلى إصابة اثنين آخرين. ولعل أبرز ما كشفه الفيديو الجديد، إظهار الجيش اليمني دون غطاء، حيث استطاع مسلحو القاعدة مراقبة النقطة العسكرية وتصويرها وتحديد نقاط الضعف فيها من أماكن مرتفعة تحيط بالموقع العسكري، دون أن يتم اكتشاف المصور ومن يقوم بالمراقبة. وبدأ الفيديو بعبارات طائفية تحريضية ضد الجيش اليمني، حيث قال الصوت المصاحب إن من أسماهم ب "المجاهدين تأكدوا أن الجيش اليمني العميل، يريد شن حملة على أهل السنة في محافظة حضرموت"، مضيفاً أن التنظيم "قرر تنفيذ عدد من الهجمات ضد الجيش لإحباط المخطط، وذلك بضرب نقاط عسكرية تضم جنوداً من الحوثيين الروافض" حسب الفيديو. وبدأت العملية بمراقبة الموقع العسكري، ثم التدريب الميداني على الهجوم، وتم مهاجمة الموقع العسكري من قبل مسلحين يبلغ عددهم قرابة 15 مسلحاً على متن سيارتين، وباشر المسلحون إطلاق النار على الجنود ومهاجمة الموقع. وأظهر الفيديو محاولة اثنين من الجنود الفرار من الموقع، لكن المسلحين لاحقوهم وقتلوهم مع أصوات التكبير المصاحبة من المسلحين ومن المصور، الذي كان يعتلي مكاناً مرتفعاً فوق الموقع العسكري. وتم تصوير ومونتاج الفيديو بدقة عالية، كما تم استخدام كاميرات مثبتة على رؤوس المسلحين، من الكاميرات التي تعرف عند فنيي التصوير بكاميرات "HERO" ذات الزاوية العريضة. وأظهر الفيديو مقتل 4 جنود بشكل واضح، وهدم بعض الغرف على من فيها، بالإضافة الى إصابة أحد المسلحين الذي تم إسعافه من قبل زملاءه، كما تم في نهاية الفيديو نشر صور بعض الجنود وبطاقاتهم التعريفية، حيث نشرت صور أحد الجنود وعليها شعار جماعة الحوثي، فيما يبدو أنه سعي من التنظيم لتبرير عمليته باللعب على الوتر الطائفي عند اليمنيين. ويطرح الفيديو الكثير من التساؤلات حول جاهزية الجيش اليمني، فبينما يشن التنظيم عدداً من الهجمات على مواقع عسكرية، يظهر الجيش اليمني في الفيديو غير مستعد لمواجهة الخطر الذي يتهدده، في حين يبدو التنظيم في أعلى مراتب الجاهزية، ما يجعل الجيش اليمني صيداً سهلاً للتنظيم الذي تزايدت عملياته الانتقامية في الفترة الأخيرة. وتخوض قوات الجيش والأمن اليمني ومسلحون موالون منذ أواخر أبريل/ نيسان الماضي معارك ضد تنظيم القاعدة في محافظات أبين وشبوة، جنوبي اليمن، خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، إضافة إلى نزوح آلاف المواطنين.